قصيدة القنفذة للشاعر محمد عبدالله نور الدين

البيت العربي

القَنْفَذَةُ


عدد ابيات القصيدة:54


القَنْفَذَةُ
القَنْفَذَةُ
هيَ الأجسادُ المزرُوعَةُ
تحتَ الأنْقاض
عندما تكنسُ وَجَهَها
من غُبارِ الحقيقةِ
وتعيشُ في التهميش
أولَ فُصولِ الإقصاء
ربما يُضْحْكُنا
اصطلاحُ القَنْفَذَة
لكنَّ مسامِيرَه
حقيقةٌ على نعشِ الزَّمَن
لا يحتاجُ القُنْفُذُ إلى قَلَم
يستعيرُ الشوك
من ظَهْرِ المَأساةِ
ويمضي كاتِباً
على مُفْتَرَقِ الرِّيح
يكتبُ ملامِحَ الأَوجاع...
مغبرةٌ كُلُّ الوُجوه
مَنْ يَنْتَشِلُ الحُلُم
مِنْ تحتِ الأنْقاض
يَلْعَقُ القُنْفُذُ
واقِعَهُ المرَّ
ويمضي
نحوَ كُلِّ مَنْ يَكرهُه
بَيْنما في غِمْدِه
كلُّ سَيْفٍ منْ حَسَك
الشوك
يكتبُ بالجُروح
ما لا تَعْرِفُهُ لُغَةُ الحُّب
وخزٌ
على خاصرةِ الانْتِظار
وطنٌ أقسى
منْ كُلِّ هُمومِ الغُرباء
لا يَبُوحُ
من في صدْرِهِ الشَّوْك
يخافُ أن يجرحَ الأصواتَ
بالصَّمَم
تعلمونَ كيفَ ينامُ القُنْفُذ
على أيِّ جَنْب
على جنب
لا تَجْرَحُ الحقيقة
يتَجَنَّبُ كُلَّ الأحَباب
كي لا تنزِفَ الوِصال
أوصالاً
القنافذُ لا تَنام
تَغُضُّ الطَّرْفَ عنِ الظَّلام
لترفعَ السِّتار
عن الأحلام
اُعْذُروني
على قَنْفَذَتي
في حضرةِ الحَرير
أخافُ أنْ تَخْدِشَ
حياءَ الانْتِظار
ذاكرةُ الحَسَك
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

محمد عبدالله علي نورالدين البلوشي من مواليد أبوظبي 1976، ناقد وشاعر اهتم بالشأن الأدبي منذ الطفولة حيث بدأ في سن مبكرة بكتابة ورسم قصصٍ كثيرة للأطفال، حتى بدأ في سنين المراهقة بكتابة الشعر الفصيح والشعبي وسرعان ما اختار لنفسه خلوة أدبية طويلة دامت أكثر من عشر سنوات بدءا من 1994م نشر خلالها نصوصاً كثيرة باسمه المستعار "خلي القلب" في المجلات والصحف المحلية. وكان له مساهمات كثيرة في الساحة الأدبية منها تأسيس أول نادٍ ثقافي في جامعة أبو ظبي. كما أنه أصبح ضمن أول هيئة إدارية لبيت الشعر في أبوظبي التابع لنادي تراث الإمارات 2010، وضمن أول هيئة تدريسية لأكاديمية الشعر بأبوظبي 2009.
كما انه عضو في الهيئة الإدارية باتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي منذ 2015، و مديراً لدار نبطي للنشر منذ 2013 حيث أشرف فيها على طباعة العشرات من الكتب الأدبية .
وله مشاركات في بعض الصحف والمجلات المتنوعة.
نشر له إلى الآن حوالي 15 كتاباً أهمها "دراسة تحليلية في شعر الشيخ زايد" الذي يعد أكبر مرجع لقصائد الشيخ زايد رحمه الله  , و كتاب تأويلي عن "رباعيات الخيام" حيث نقل الرباعيات التي تناولها أكثر من مائة مترجم عربي شعرا ونثرا إلى أفق تأويلي وفي قالب قصيدة النثر الحديثة في تجربة فريدة من نوعها.
وله ايضا
 كتاب "مدارس الشعر الشعبي في الإمارات" .
و كتاب تعليمي بعنوان "دروس في أوزان الشعر الشعبي".
وعدد من المجموعات الشعرية منها
 "أتقنفذ شوكاً" في قصيدة النثر.
"أبوقفل في عش الزوجية" في الشعر الشعبي الفكاهي.
 "أبوظبي في النصف الثاني من التسعينات" وهي في قالب رواية شعرية.
 مجموعة " مفتاح شاعر الأطفال" الشعرية وهي من أهم المجموعات الشعرية كونها أول كتاب شعر شعبي للأطفال.
وقد منح الكثير من الشهادات والجوائز المتنوعة وحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال تخصص المحاسبة والتسويق بمرتبة الشرف.