البيت العربي

المَرءُ مُستَأثِرٌ بِما مَلَكا
عدد ابيات القصيدة:17

المَــرءُ مُــســتَـأثِـرٌ بِـمـا مَـلَكـا
وَمَــن تَــعـامـى عَـن قَـدرِهِ هَـلَكـا
مَــن لَم يُـصِـب مِـن دُنـيـاهُ آخِـرَةً
فَــلَيــسَ مِــنــهــا بِــمُـدرِكٍ دَرَكـا
لِلمَـرءِ مـا قَـدَّمَـت يَـداهُ مِـنَ ال
فَــضــلِ وَلِلوارِثــيــنَ مــا تَـرَكـا
يـا سَـكـرَةَ المَـوتِ قَـد نَـصَبتِ لِهَ
ذا الخَـلقِ فـي كُـلِّ مَـسـلَكٍ شَـرَكا
يــا سَـكـرَةَ المَـوتِ أَنـتِ واقِـفَـةٌ
لِلمَـــرءِ فـــي أَيِّ آيَـــةٍ سَـــلَكــا
أُخَــــيَّ إِنَّ الخُـــطـــوبَ مُـــرصَـــدَةٌ
بِـالمَـوتِ لا بُـدَّ مِـنـهُ لي وَلَكـا
مــا عُـذرُ مَـن لَم تَـنَـم تَـجـارِبُهُ
وَحَــنَّكــَتــهُ الأُمـورُ فَـاِحـتَـنَـكـا
خُـضـتَ المُـنـى ثُـمَّ صِـرتَ بَعدُ إِلى
مَــولاكَ فــي وَحــلِهِــنَّ مُـرتَـبَـكـا
مـا أَعـجَـبَ المَـوتَ ثُـمَّ أَعـجَبُ مِن
هُ مُـــؤمِـــنٌ مــوقِــنٌ بِهِ ضَــحِــكــا
حَــقُّ لِأَهــلِ القُـبـورِ مِـن ثِـقَـتـي
أَن حَــنَّ قَــلبــي إِلَيــهِــمُ وَبَـكـى
الحَــمــدُ لِلَّهِ حَــيــثُـمـا زَرَعَ ال
خَــيــرَ اِمــرُؤٌ طــابَ زَرعُهُ وَزَكــا
لا تَجتَني الطَيِّباتِ يَوماً مِنَ ال
غَـرسِ يَـدٌ كـانَ غَـرسُهـا الحَـسَـكـا
إِنَّ المَــنــايــا لَتَــخـبِـطَـنَّ فَـلا
تُــبــقـيـنَ لا سـوقَـةً وَلا مَـلِكـا
الحَــــمــــدُ لِلَّهِ لا شَـــريـــكَ لَهُ
حــاشــا لَهُ أَن يَـكـونَ مُـشـتَـرِكـا
الحَــمــدُ لِلخـالِقِ الَّذي حَـرَّكَ ال
ســاكِــنَ مِــنّــا وَسَــكَّنــَ الحَـرِكـا
وَقـــامَـــتِ الأَرضُ وَالسَــمــاءُ بِهِ
وَمـا دَحـى مِـنـهُـمـا وَمـا سَـمَـكـا
وَقَـــلَّبَ اللَيـــلَ وَالنَهــارَ وَصَــب
بَ الرِزقَ صَــبّــاً وَدَبَّرَ الفَــلَكــا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو العَتاهِيَة
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.