البيت العربي

الهَوى في طُلوعِ تِلكَ النُجومِ
عدد ابيات القصيدة:28

الهَــوى فــي طُــلوعِ تِــلكَ النُــجــومِ
وَالمُــنــى فـي هُـبـوبِ ذاكَ النَـسـيـمِ
سَـرَّنـا عَـيـشُـنـا الرَقـيـقُ الحَـواشـي
لَو يَـــدومُ السُـــرورُ لِلمُــســتَــديــمِ
وَطَــرٌ مــا اِنــقَــضـى إِلى أَن تَـقَـضّـى
زَمَــــنٌ مــــا ذِمـــامُهُ بِـــالذَمـــيـــمِ
إِذ خِــتــامُ الرِضــا المُــسَــوَّغِ مِـسـكٌ
وَمِـــزاجُ الوِصـــالِ مِـــن تَـــســنــيــم
وَغَــريـضُ الدَلالِ غَـضٌّ جَـنـى الصَـبـوَةِ
نَـــشـــوانُ مِـــن سُـــلافِ النَـــعـــيــمِ
طــالَمــا نــافَــرَ الهَــوى مِــنـهُ غِـرٌّ
لَم يَــطُــل عَهــدُ جــيــدِهِ بِـالتَـمـيـمِ
أَيُّهــا المُــؤذِنــي بِــظُـلمِ اللَيـالي
لَيـــسَ يَـــومــي بِــواحِــدٍ مِــن ظَــلومِ
قَــمَــرُ الأُفــقِ إِن تَـأَمَّلـتَ وَالشَـمـسُ
هُـــمـــا يُــكــسَــفــانِ دونَ النُــجــومِ
وَهُــوَ الدَهــرُ لَيــسَ يَــنــفَـكُّ يَـنـحـو
بِـالمُـصـابِ العَـظـيـمِ نَـحـوَ العَـظـيمِ
بَـــوَّأَ اللَهُ جَهـــوراً شَــرَفَ السُــؤدَدِ
فـــي السَـــروِ وَاللُبــابِ الصَــمــيــمِ
واحِــدٌ سَــلَّمَ الجَــمــيــعُ لَهُ الأَمــرَ
فَـــكـــانَ الخُــصــوصُ وَفــقَ العُــمــومِ
قَــلَّدَ الغُــمــرُ ذا التَــجــارِبِ فـيـهِ
وَاكــتَــفــى جــاهِــلٌ بِـعِـلمِ العَـليـمِ
خَــطَــرٌ يَــقــتَــضـي الكَـمـالَ بِـنَـوعَـي
خُـــــلُقٍ بـــــارِعٍ وَخَـــــلقٍ وَســـــيــــمِ
أَيُّهــا ذا الوَزيــرُ هـا أَنـا أَشـكـو
وَالعَــصــا بَــدءُ قَــرعِهــا لِلحَــليــمِ
ما عَنانا أَن يَأنَفَ السابِقُ المَربِطَ
فــي العِــتــقِ مِــنــهُ وَالتَــطــهــيــمِ
وَبَـقـاءُ الحُـسـامِ فـي الجَـفـنِ يَـثني
مِــنــهُ بَــعــدَ المَـضـاءِ وَالتَـصـمـيـمِ
أَفَـصَـبـرٌ مِـئيـنَ خَـمـسـاً مِـنَ الأَيّـامِ
نــــاهــــيــــكَ مِــــن عَــــذابٍ أَليــــمِ
وَمُـــعَـــنّـــىً مِـــنَ الضَــنــى بِهَــنــاتٍ
نَـــكَـــأَت بِــالكُــلومِ قَــرحَ الكُــلومِ
سَــقَــمٌ لا أُعــادُ فــي وَفـي العـائِدِ
أُنـــسٌ يَـــفـــي بِـــبُـــرءِ السَـــقــيــمِ
نــارُ بَــغــيٍ سَـرى إِلى جَـنَّةـِ الأَمـنِ
لَظـــاهـــا فَــأَصــبَــحَــت كَــالصَــريــمِ
بِــأَبــي أَنــتَ إِن تَــشَــأ تَــكُ بَــرداً
وَسَــــلامـــاً كَـــنـــارِ إِبـــراهـــيـــمِ
لِلشَـفـيـعِ الثَـنـاءُ وَالحَـمدُ في صَوبِ
الحَــــيـــا لِلرِيـــاحِ لا لِلغُـــيـــومِ
وَزَعـــيـــمٌ بِــأَن يُــذَلِّلَ لي الصَــعــبَ
مَــثــابــي إِلى الهُــمــامِ الزَعــيــمِ
وَوِدادٌ يُـــغَـــيِّرُ الدَهـــرُ مـــا شــاءَ
وَيَـــبـــقــى بَــقــاءَ عَهــدِ الكَــريــمِ
وَثَــنــاءٌ أَرسَــلتُهُ سَــلوَةَ الظــاعِــنِ
عَــــن شَــــوقِهِ وَلَهــــوَ المُــــقـــيـــمِ
فَهــوَ رَيــحـانَـةُ الجَـليـسِ وَلا فَـخـرَ
وَفــــيــــهِ مِـــزاجُ كَـــأسِ النَـــديـــمِ
لَم يَـزَل مُـغـضِـياً عَلى هَفوَةِ الجاني
مُــصــيــخــاً إِلى اِعــتِــذارِ الكَـريـمِ
وَمَــتــى يَــبــدَإِ الصَـنـيـعَـةَ يـولِعـكَ
تَـــمـــامُ الخِــصــالِ بِــالتَــتــمــيــمِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن زيدون
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.