قصيدة بسيفك يعلو الحق والحق أغلب للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ


عدد ابيات القصيدة:260


بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ
بِــسَــيــفِـكَ يَـعـلو الحَـقُّ وَالحَـقُّ أَغـلَبُ
وَيُـــنـــصَــرُ ديــنُ اللَهِ أَيّــانَ تَــضــرِبُ
وَما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى
وَلا الأَمــــرُ إِلّا لِلَّذي يَــــتَــــغَــــلَّبُ
فَـــأَدِّب بِهِ القَـــومَ الطُـــغـــاةَ فَــإِنَّهُ
لَنِــعــمَ المَــرَبــي لِلطُــغــاةِ المُــؤَدِّبُ
وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِــــن كُـــلِّ دائِهـــا
فَــنِــعــمَ الحُــســامُ الطِـبُّ وَالمُـتَـطَـبِّبُ
تَـنـامُ خُـطـوبُ المُـلكِ إِن بـاتَ سـاهِـراً
وَإِن هُــوَ نــامَ اِســتَــيــقَــظَــت تَـتَـأَلَّبُ
أَمِــنّــا اللَيــالي أَن نُــراعَ بِــحــادِثٍ
وَأَرمــيــنــيــا ثَــكـلى وَحَـورانَ أَشـيَـبُ
وَمَــمــلَكَـةُ اليـونـانِ مَـحـلولَةُ العُـرى
رَجــاؤُكَ يُــعــطــيــهــا وَخَــوفُــكَ يُـسـلَبُ
هَــدَدتَ أَمــيــرَ المُــؤمِـنـيـنَ كَـيـانَهـا
بِــأَســطَــعَ مِــثــلِ الصُــبـحِ لا يَـتَـكَـذَّبُ
وَمـازالَ فَـجـراً سَـيـفُ عُـثـمـانَ صـادِقـاً
يُــســاريــهِ مِــن عــالي ذَكــائِكَ كَـوكَـبُ
إِذا مــا صَــدَعــتَ الحــادِثــاتِ بِــحَــدِّهِ
تَـكَـشَّفـَ داجـي الخَـطـبِ وَاِنـجـابَ غَـيـهَبُ
وَهــابَ العِــدا فــيــهِ خِـلافَـتَـكَ الَّتـي
لَهُـــم مَـــأرَبٌ فـــيـــهـــا وَلِلَّهِ مَـــأرَبُ
سَــمــا بِــكَ يــا عَـبـدَ الحَـمـيـدِ أُبُـوَّةٌ
ثَـــلاثـــونَ خُـــضّـــارُ الجَـــلالَةِ غُـــيَّبُ
قَـــيـــاصِــرُ أَحــيــانــاً خَــلائِفُ تــارَةً
خَــواقــيــنُ طَــوراً وَالفَـخـارُ المُـقَـلَّبُ
نُــجــومُ سُــعــودِ المَـلكِ أَقـمـارُ زُهـرِهِ
لَوَ اَنَّ النُــجـومَ الزُهـرَ يَـجـمَـعُهـا أَبُ
تَــواصَــوا بِهِ عَــصــراً فَـعَـصـراً فَـزادَهُ
مُــعَــمَّمــُهُــم مِــن هَــيــبَــةٍ وَالمُــعَــصَّبُ
هُـمُ الشَـمـسُ لَم تَـبـرَح سَـمـاواتِ عِـزِّها
وَفــيــنـا ضُـحـاهـا وَالشُـعـاعُ المُـحَـبَّبُ
نَهَـــضـــتَ بِــعَــرشٍ يَــنــهَــضُ الدَهــرُ بِهِ
خُــشــوعــاً وَتَـخـشـاهُ اللَيـالي وَتَـرهَـبُ
مَــكــيــنٍ عَــلى مَــتــنِ الوُجــودِ مُــؤَيَّدٍ
بِـشَـمـسِ اِسـتِـواءٍ مـالَهـا الدَهـرَ مَغرِبُ
تَــرَقَّتــ لَهُ الأَسـواءُ حَـتّـى اِرتَـقَـيـتَهُ
فَــقُــمــتَ بِهــا فــي بَـعـضِ مـا تَـتَـنَـكَّبُ
فَــكُــنــتَ كَــعَــيــنٍ ذاتِ جَــريٍ كَـمـيـنَـةٍ
تَــفــيــضُ عَــلى مَــرِّ الزَمــانِ وَتَــعــذُبُ
مُــوَكَّلــَةٍ بِـالأَرضِ تَـنـسـابُ فـي الثَـرى
فَـيَـحـيـا وَتَـجـري فـي البِـلادِ فَـتُـخضِبُ
فَـأَحـيَـيـتَ مَـيـتـاً دارِسَ الرَسـمِ غابِراً
كَــأَنَّكــَ فــيـمـا جِـئتَ عـيـسـى المُـقَـرَّبُ
وَشِــدتَ مَــنــاراً لِلخِــلافَـةِ فـي الوَرى
تُـــشَـــرِّقُ فـــيـــهِـــم شَـــمــسُهُ وَتُــغَــرِّبُ
سَهِــرتَ وَنــامَ المُــســلِمــونَ بِــغَــبـطَـةٍ
وَمــا يُــزعِـجُ النُـوّامَ وَالسـاهِـرُ الأَبُ
فَــنَــبَّهـَنـا الفَـتـحُ الَّذي مـا بِـفَـجـرِهِ
وَلا بِــكَ يــا فَــجــرَ السَــلامِ مُــكَــذِّبُ
حُـسـامُـكَ مِـن سُـقـراطَ فـي الخَـطبِ أَخطَبُ
وَعــودُكَ مِــن عــودِ المَــنــابِــرِ أَصــلَبُ
وَعَــزمُــكَ مِــن هـومـيـرَ أَمـضـى بَـديـهَـةً
وَأَجــلى بَــيــانـاً فـي القُـلوبِ وَأَعـذَبُ
وَإِن يَــذكُــروا إِســكَــنــدَراً وَفُــتــوحَهُ
فَــعَهــدُكَ بِــالفَــتــحِ المُــحَــجَّلـِ أَقـرَبُ
وَمُــلكُــكَ أَرقــى بِــالدَليــلِ حُــكــومَــةً
وَأَنــفَــذُ سَهــمــاً فــي الأُمـورِ وَأَصـوَبُ
ظَهَـرتَ أَمـيـرَ المُـؤمِـنـيـنَ عَـلى العِدا
ظُهــوراً يَــســوءُ الحــاسِــديـنَ وَيُـتـعِـبُ
سَـلِ العَـصـرَ وَالأَيّـامَ وَالناسَ هَل نَبا
لِرَأيِــكَ فــيــهِــم أَو لِسَــيــفِــكَ مَـضـرِبُ
هُــمُ مَــلَئوا الدُنــيــا جَهـامـاً وَراءَهُ
جَهـــامٌ مِـــنَ الأَعــوانِ أَهــذى وَأَكــذَبُ
فَـلَمّـا اِسـتَـلَلتَ السَـيـفَ أَخـلَبَ بَـرقُهُم
وَمــا كُــنـتَ يـا بَـرقَ المَـنِـيَّةـِ تُـخـلِبُ
أَخَـــذتَهُـــمُ لا مـــالِكـــيــنَ لِحَــوضِهِــم
مِـنَ الذَودِ إِلّا مـا أَطـالوا وَأَسـهَبوا
وَلم يَــتَــكَــلَّف قَــومُــكَ الأُســدُ أُهـبَـةً
وَلَكِــنَّ خُــلقــاً فــي السِــبـاعِ التَـأَهُّبُ
كَـذا النـاسُ بِـالأَخـلاقِ يَبقى صَلاحُهُم
وَيَــذهَــبُ عَــنـهُـم أَمـرُهُـم حـيـنَ تَـذهَـبُ
وَمِــن شَــرَفِ الأَوطــانِ أَلّا يَــفــوتَهــا
حُــــســــامٌ مُــــعِــــزٌّ أَو يَـــراعٌ مُهَـــذَّبُ
مَـلَكـتَ سَـبـيـلَيـهِـم فَـفـي الشَـرقِ مَضرِبٌ
لِجَــيــشِــكَ مَـمـدودٌ وَفـي الغَـربِ مَـضـرِبُ
ثَــمــانــونَ أَلفــاً أُســدُ غــابٍ ضَـراغِـمٌ
لَهــا مِــخــلَبٌ فــيــهِـم وَلِلمَـوتِ مَـخـلِبُ
إِذا حَــلِمَــت فَــالشَــرُّ وَســنــانُ حــالِمٌ
وَإِن غَــضِــبَــت فَـالشَـرُّ يَـقـظـانُ مُـغـضِـبُ
فَـيـالِقُ أَفـشـى فـي البِـلادِ مِنَ الضُحى
وَأَبــعَــدُ مِــن شَــمــسِ النَهــارِ وَأَقــرَبُ
وَتُــصــبِــحُ تَــلقـاهُـم وَتُـمـسـي تَـصُـدُّهُـم
وَتَــظــهَــرُ فــي جِــدِّ القِــتــالِ وَتَـلعَـبُ
تَــلوحُ لَهُــم فــي كُــلِّ أُفــقٍ وَتَــعـتَـلي
وَتَــطــلُعُ فــيــهِــم مِــن مَـكـانٍ وَتَـغـرُبُ
وَتُــقــدِمُ إِقــدامَ اللُيــوثِ وَتَــنــثَـنـي
وَتُـــدبِـــرُ عِــلمــاً بِــالوَغــى وَتُــعَــقِّبُ
وَتَــمــلِكُ أَطــرافَ الشِــعــابِ وَتَــلتَـقـي
وَتَــأخُــذُ عَــفــواً كُــلَّ عــالٍ وَتَــغــصِــبُ
وَتَــغــشــى أَبِــيّـاتِ المَـعـاقِـلِ وَالذُرا
فَــثَــيِّبــُهُــنَّ البِــكــرُ وَالبِــكــرُ ثَــيِّبُ
يَــقــودُ سَــرايــاهــا وَيَـحـمـي لِواءَهـا
سَــديــدُ المَــرائي فـي الحُـروبِ مُـجَـرِّبُ
يَــجــيــءُ بِهــا حــيــنــاً وَيَــرجِـعُ مَـرَّةً
كَــمــا تَــدفَــعُ اللَجَّ البِـحـارُ وَتَـجـذِبُ
وَيَـرمـي بِهـا كَـالبَـحـرِ مِـن كُـلِّ جـانِـبٍ
فَــــكُـــلُّ خَـــمـــيـــسٍ لُجَّةـــٌ تَـــتَـــضَـــرَّبُ
وَيُــنــفِــذُهــا مِـن كُـلِّ شِـعـبٍ فَـتَـلتَـقـي
كَــمــا يَــتَــلاقــى العـارِضُ المُـتَـشَـعِّبُ
وَيَــجــعَــلُ مـيـقـاتـاً لَهـا تَـنـبَـري لَهُ
كَـمـا دارَ يَـلقـى عَـقـرَبَ السَـيـرِ عَقرَبُ
فَـظَـلَّت عُـيـونُ الحَـربِ حَـيـرى لِمـا تَرى
نَــواظِــرَ مــا تَــأتـي اللُيـوثُ وَتُـغـرِبُ
تُــبـالِغُ بِـالرامـي وَتَـزهـو بِـمـا رَمـى
وَتُــعــجَــبُ بِــالقُــوّادِ وَالجُـنـدُ أَعـجَـبُ
وَتُـثـنـي عَـلى مُـزجـي الجُـيـوشِ بِـيَـلدِزٍ
وَمُــلهِــمِهــا فــيــمــا تَــنـالُ وَتَـكـسِـبُ
وَمـا المُـلكُ إِلّا الجَيشُ شَأناً وَمَظهَراً
وَلا الجَــيــشُ إِلّا رَبُّهــُ حــيـنَ يُـنـسَـبُ
تُــحَــذِّرُنــي مِـن قَـومِهـا التُـركِ زَيـنَـبُ
وَتُــعــجِــمُ فــي وَصــفِ اللُيــوثِ وَتُـعـرِبُ
وَتُــكــثِــرُ ذِكـرَ البـاسِـليـنَ وَتَـنـثَـنـي
بِــعِــزٍّ عَــلى عِــزِّ الجَــمــالِ وَتُــعــجَــبُ
وَتَــســحَــبُ ذَيــلَ الكِــبــرِيــاءِ وَهَـكَـذا
يَــتــيــهُ وَيَــخــتــالُ القَــوِيُّ المُـغَـلِّبُ
وَزَيــنَــبُ إِن تــاهَــت وَإِن هِــيَ فـاخَـرَت
فَــمـا قَـومُهـا إِلّا العَـشـيـرُ المُـحَـبَّبُ
يُـــؤَلِّفُ إيـــلامُ الحَــوادِثِ بَــيــنَــنــا
وَيَــجــمَــعُــنــا فـي اللَهِ ديـنٌ وَمَـذهَـبُ
نَــمـا الوُدُّ حَـتّـى مَهَّدَ السُـبـلَ لِلهَـوى
فَــمـا فـي سَـبـيـلِ الوَصـلِ مـا يُـتَـصَـعَّبُ
وَدانـى الهَـوى مـا شـاءَ بَيني وَبَينَها
فَــلَم يَـبـقَ إِلّا الأَرضُ وَالأَرضُ تَـقـرُبُ
رَكِــبــتُ إِلَيـهـا البَـحـرَ وَهـوَ مَـصـيـدَةٌ
تُــمَــدُّ بِهــا سُــفــنُ الحَــديـدِ وَتُـنـصَـبُ
تَـروحُ المَـنـايـا الزُرقُ فـيـهِ وَتَغتَدي
وَمــا هِــيَ إِلّا المَــوجُ يَـأتـي وَيَـذهَـبُ
وَتَــبــدو عَــلَيـهِ الفُـلكُ شَـتّـى كَـأَنَّهـا
بُـؤوزٌ تُـراعـيـهـا عَـلى البُـعـدِ أَعـقُـبُ
حَـــوامِـــلُ أَعــلامِ القَــيــاصِــرِ حُــضــرٌ
عَــلَيــهــا سَــلاطــيــنُ البَــرِيَّةــِ غُــيَّبُ
تُـجـاري خُـطـاهـا الحـادِثـاتِ وَتَـقـتَـفي
وَتَــطــفـو حَـوالَيـهـا الخُـطـوبُ وَتَـرسُـبُ
وَيـوشِـكُ يَـجـري المـاءُ مِـن تَحتِها دَماً
إِذا جَـــمَـــعَـــت أَثـــقــالَهــا تَــتَــرَقَّبُ
فَــقُــلتُ أَأَشــراطُ القِــيــامَـةِ مـا أَرى
أَمِ الحَــربُ أَدنــى مِــن وَريــدٍ وَأَقــرَبُ
أَمــانــاً أَمــانــاً لُجَّةــَ الرومِ لِلوَرى
لَوَ اَنَّ أَمــانــاً عِــنــدَ دَأمــاءَ يُـطـلَبُ
كَـــأَنّـــي بِـــأَحـــداثِ الزَمـــانِ مُـــلِمَّةً
وَقَــد فــاضَ مِــنــهـا حَـوضُـكِ المُـتَـضَـرِّبُ
فَــــأُزعِــــجَ مَــــغــــبــــوطٌ وَرُوِّعَ آمِــــنٌ
وَغــالَ سَــلامَ العــالَمــيــنَ التَــعَــصُّبُ
فَــقــالَت أَطَــلتَ الهَــمَّ لِلخَــلقِ مَـلجَـأٌ
أَبَــــرُّ بِهِــــم مِـــن كُـــلِّ بَـــرٍّ وَأَحـــدَبُ
سَــلامُ البَــرايــا فــي كَــلاءَةِ فَـرقَـدٍ
بِـــيَـــلدِزَ لا يَــغــفــو وَلا يَــتَــغَــيَّبُ
وَإِنَّ أَمـــيـــرَ المُـــؤمِـــنــيــنَ لَوابِــلٌ
مِــنَ الغَــوثِ مُـنـهَـلٌ عَـلى الخَـلقِ صَـيِّبُ
رَأى الفِـتـنَةَ الكُبرى فَوالى اِنهِمالَهُ
فَـــبـــادَت وَكـــانَـــت جَــمــرَةً تَــتَــلَهَّبُ
فَـمـا زِلتُ بِـالأَهـوالِ حَـتّـى اِقتَحَمتُها
وَقَـد تُـركِـبُ الحـاجـاتُ مـا لَيـسَ يُـركَبُ
أَخــوضُ اللَيـالي مِـن عُـبـابٍ وَمِـن دُجـىً
إِلى أُفــقٍ فــيــهِ الخَــليــفَــةُ كَــوكَــبُ
إِلى مُــلكِ عُــثــمــانَ الَّذي دونَ حَــوضِهِ
بِــنـاءُ العَـوالي المُـشـمَـخِـرُّ المُـطَـنَّبُ
فَــلاحَ يُــنــاغــي النَــجـمَ صَـرحٌ مُـثَـقَّبٌ
عَــلى المــاءِ قَـد حـاذاهُ صَـرحٌ مُـثـقَـبُ
بُــروجٌ أَعــارَتــهـا المَـنـونُ عُـيـونَهـا
لَهــا فــي الجَــواري نَـظـرَةٌ لا تُـخَـيَّبُ
رَواســي اِبـتِـداعٍ فـي رَواسـي طَـبـيـعَـةٍ
تَــكــادُ ذُراهــا فــي السَــحــابِ تُـغَـيَّبُ
فَــقُـمـتُ أُجـيـلُ الطَـرفَ حَـيـرانَ قـائِلاً
أَهَــذى ثُــغــورُ التُـركِ أَم أَنـا أَحـسَـبُ
فَـمِـثـلَ بِـنـاءِ التُـركِ لَم يَـبـنِ مُـشـرِقٌ
وَمِــثـلَ بِـنـاءِ التُـركِ لَم يَـبـنِ مَـغـرِبُ
تَـــــظَـــــلُّ مَهــــولاتُ البَــــوارِجِ دونَهُ
حَـــوائِرَ مـــا يَــدريــنَ مــاذا تُــخَــرِّبُ
إِذا طـاشَ بَـيـنَ المـاءِ وَالصَخرِ سَهمُها
أَتــاهــا حَــديــدٌ مــا يَــطــيـشُ وَأَسـرَبُ
يُــــسَــــدِّدُهُ عِـــزريـــلُ فـــي زِيِّ قـــاذِفٍ
وَأَيــدي المَـنـايـا وَالقَـضـاءُ المُـدَرَّبُ
قَــذائِفُ تَــخـشـى مُهـجَـةُ الشَـمـسِ كُـلَّمـا
عَـــلَت مُـــصـــعِـــداتٍ أَنَّهــا لا تُــصَــوَّبُ
إِذا صُـبَّ حـامـيـهـا عَـلى السُفنِ اِنثَنَت
وَغــانِــمُهـا النـاجـي فَـكَـيـفَ المُـخَـيَّبُ
سَــلِ الرومَ هَــل فـيـهِـنَّ لِلفُـلكِ حـيـلَةٌ
وَهَــل عــاصِــمٌ مِــنــهُــنَّ إِلّا التَــنَــكُّبُ
تَــذَبــذَبَ أُســطــولاهُــمُ فَــدَعَــتــهُــمــا
إِلى الرُشــدِ نــارٌ ثَــمَّ لا تَــتَــذَبــذَبُ
فَـلا الشَـرقُ فـي أُسـطولِهِ مُتقى الحِمى
وَلا الغَـــربُ فـــي أُســطــولِهِ مُــتَهَــيَّبُ
وَمــــا راعَــــنــــي إِلّا لِواءٌ مُـــخَـــضَّبٌ
هُـــنـــالِكَ يَــحــمــيــهِ بَــنــانٌ مُــخَــضَّبُ
فَــقُــلتُ مَــنِ الحــامـي أَلَيـثٌ غَـضَـنـفَـرٌ
مِـــنَ التُـــركِ ضـــارٍ أَم غَـــزالٌ مُــرَبَّبُ
أَمِ المَـلِكُ الغـازي المُـجـاهِدُ قَد بَدا
أَمِ النَـجـمُ فـي الآرامِ أَم أَنـتِ زَينَبُ
رَفَـعـتِ بَـنـاتَ التُـركِ قـالَت وَهَـل بِـنا
بَــنــاتِ الضَــواري أَن نَــصــولَ تَــعَــجُّبُ
إِذا مـا الدِيـارُ اِسـتَـصرَخَت بَدَرَت لَها
كَـــرائِمُ مِـــنّــا بِــالقَــنــا تَــتَــنَــقَّبُ
تُـــقَـــرِّبُ رَبّــاتُ البُــعــولِ بُــعــولَهــا
فَــإِن لَم يَــكُــن بَـعـلٌ فَـنَـفـسـاً تُـقَـرِّبُ
وَلاحَــــت بِــــآفــــاقِ العَــــدُوِّ سَــــرِيَّةٌ
فَــــوارِسُ تَــــبــــدو تــــارَةً وَتُـــحَـــجَّبُ
نَـواهِـضُ فـي حُـزنٍ كَـمـا تَـنـهَـضُ القَـطا
رَواكِــضُ فـي سَهـلٍ كَـمـا اِنـسـابَ ثَـعـلَبُ
قَـليـلونَ مِـن بُـعـدٍ كَـثـيـرونَ إِن دَنَوا
لَهُــــم سَــــكَــــنٌ آنــــاً وَآنـــاً تَهَـــيُّبُ
فَــقـالَت شَهِـدتَ الحَـربَ أَو أَنـتَ مـوشِـكٌ
فَــصِــفــنــا فَـأَنـتَ البـاسِـلُ المُـتَـأَدِّبُ
وَنــادَت فَـلَبّـى الخَـيـلُ مِـن كُـلِّ جـانِـبٍ
وَلَبّــى عَــلَيــهــا القَــســوَرُ المُـتَـرَقِّبُ
خِـفـافـاً إِلى الداعـي سِـراعـاً كَـأَنَّمـا
مِــــنَ الحَـــربِ داعٍ لِلصَـــلاةِ مُـــثَـــوِّبُ
مُــنــيــفـيـنَ مِـن حَـولِ اللِواءِ كَـأَنَّهـُم
لَهُ مَــعــقِــلٌ فَــوقَ المَــعــاقِــلِ أَغــلَبُ
وَمــــا هِــــيَ إِلّا دَعــــوَةٌ وَإِجــــابَــــةٌ
أَنِ اِلتَــحَــمَــت وَالحَــربُ بَـكـرٌ وَتَـغـلِبُ
فَـأَبـصَـرتُ مـا لَم تُـبـصِـرا مِـن مَـشـاهِدٍ
وَلا شَهِـــدَت يَـــومـــاً مَـــعَــدٌّ وَيَــعــرُبُ
جِــبــالَ مَــلونـا لا تَـخـوري وَتَـجـزَعـي
إِذا مــالَ رَأسٌ أَو تَــضَــعــضَــعَ مَــنـكِـبُ
فَـمـا كُـنـتِ إِلّا السَيفَ وَالنارَ مَركَباً
وَمـا كـانَ يَـسـتَـعـصي عَلى التُركِ مَركَبُ
عَـــلَوا فَـــوقَ عَــليــاءِ العَــدُوِّ وَدونَهُ
مَــضــيــقٌ كَـحَـلقِ اللَيـثِ أَو هُـوَ أَصـعَـبُ
فَــكــانَ صِــراطُ الحَـشـرِ مـا ثَـمَّ ريـبَـةٌ
وَكــانــوا فَـريـقَ اللَهِ مـا ثَـمَّ مُـذنِـبُ
يَـــمُـــرّونَ مَـــرَّ البَـــرقِ تَــحــتَ دُجُــنَّةٍ
دُخــانــاً بِهِ أَشــبــاحُهُــم تَــتَــجَــلبَــبُ
حَـثـيـثـيـنَ مِـن فَـوقِ الجِـبـالِ وَتَـحتِها
كَـمـا اِنهارَ طَودٌ أَو كَما اِنهالَ مِذنَبُ
تُــــمِــــدُّهُــــمُ قُـــذّافُهُـــم وَرُمـــاتُهُـــم
بِــنــارٍ كَــنــيــرانِ البَـراكـيـنِ تَـدأَبُ
تُــذَرّى بِهــا شُـمُّ الذُرا حـيـنَ تَـعـتَـلي
وَيَــســفَــحُ مِـنـهـا السَـفـحُ إِذ تَـتَـصَـبَّبُ
تُـــسَـــمَّرُ فــي رَأسِ القِــلاعِ كُــراتُهــا
وَيَــســكُــنُ أَعــجــازَ الحُــصـونِ المُـذَنَّبُ
فَــلَمّــا دَجـى داجـي العَـوانِ وَأَطـبَـقَـت
تَــبَــلَّجَ وَالنَــصــرَ الهِــلالُ المُــحَــجَّبُ
وَرُدَّت عَــلى أَعـقـابِهـا الرومُ بَـعـدَمـا
تَـنـاثَـرَ مِـنـهـا الجَـيـشُ أَو كادَ يَذهَبُ
جَـنـاحَـيـنِ فـي شِـبهِ الشِباكَينِ مِن قَنا
وَقَــلبــاً عَــلى حُــرِّ الوَغــى يَــتَــقَــلَّبُ
عَــلى قُـلَلِ الأَجـبـالِ حَـيـرى جُـمـوعُهُـم
شَــواخِــصُ مــا إِن تَهــتَـدي أَيـنَ تَـذهَـبُ
إِذا صَــعَــدَت فَــالسَــيــفُ أَبـيَـضُ خـاطِـفٌ
وَإِن نَــزَلَت فَــالنــارُ حَــمــراءُ تَـلهَـبُ
تَـــطَـــوَّعَ أَســـراً مِـــنـــهُـــمُ ذَلِكَ الَّذي
تَـــطَـــوَّعَ حَـــربـــاً وَالزَمـــانُ تَـــقَــلُّبُ
وَتَـمَّ لَنـا النَـصـرُ المُبينُ عَلى العِدا
وَفَــتــحُ المَــعــالي وَالنَهـارُ المُـذَهَّبُ
فَــجِــئتُ فَـتـاةَ التُـركِ أَجـزي دِفـاعَهـا
عَـنِ المُـلكِ وَالأَوطـانِ مـا الحَقُّ يوجِبُ
فَــقَـبَّلـتُ كَـفّـاً كـانَ بِـالسَـيـفِ ضـارِبـاً
وَقَــبَّلــتُ سَــيــفـاً كـانَ بِـالكَـفِّ يَـضـرِبُ
وَقُــلتُ أَفــي الدُنــيــا لِقَــومِـكِ غـالِبٌ
وَفـي مِـثـلِ هَـذا الحِـجـرِ رُبّوا وَهُذِّبوا
رُوَيـداً بَـنـي عُـثـمـانَ فـي طَـلَبِ العُلا
وَهَــيــهـاتَ لَم يُـسـتَـبـقَ شَـيـءٌ فَـيُـطـلَبُ
أَفــي كُــلِّ آنٍ تَــغــرِســونَ وَنَــجــتَــنــي
وَفــي كُــلِّ يَــومٍ تَــفــتَــحــونَ وَنَــكـتُـبُ
وَمــا زِلتُـمُ يَـسـقـيـكُـمُ النَـصـرُ حُـمـرَهُ
وَتَــســقــونَهُ وَالكُــلُّ نَــشــوانَ مُــصــأَبُ
إِلى أَن أَحَــلَّ السُــكــرَ مَــن لا يُـحِـلُّهُ
وَمَــدَّ بِــســاطَ الشُــربِ مَـن لَيـسَ يَـشـرَبُ
وَأَشـــمَـــطَ سَـــوّاسِ الفَـــوارِسِ أَشـــيَـــبُ
يَــســيـرُ بِهِ فـي الشَـعـبِ أَشـمَـطُ أَشـيَـبُ
رَفــيــقــاً ذَهــابٍ فـي الحُـروبِ وَجـيـئَةٍ
قَــدِ اِصــطَــحَــبـا وَالحُـرُّ لِلحُـرِّ يَـصـحَـبُ
إِذا شَهِـــداهـــا جَــدَّدا هِــزَّةَ الصِــبــا
كَــمــا يَـتَـصـابـى ذو ثَـمـانـيـنَ يَـطـرُبُ
فَــيَهــتَــزُّ هَــذا كَــالحُـسـامِ وَيَـنـثَـنـي
وَيَـــنـــفُــرُ هَــذا كَــالغَــزالِ وَيَــلعَــبُ
تَــوالى رَصــاصُ المُـطـلِقـيـنَ عَـلَيـهِـمـا
يُـــخَـــضِّلـــُ مِـــن شَــيــبِهِــمــا وَيُــخَــضِّبُ
فَــقــيــلَ أَنِــل أَقــدامَـكَ الأَرضَ إِنَّهـا
أَبَـــرُّ جَـــواداً إِن فَـــعَـــلتَ وَأَنـــجَـــبُ
فَــقــالَ أَيَــرضــى واهِـبُ النَـصـرِ أَنَّنـا
نَــمــوتُ كَــمَــوتِ الغــانِــيـاتِ وَنُـعـطَـبُ
ذَرونــي وَشَـأنـي وَالوَغـى لا مُـبـالِيـاً
إِلى المَوتِ أَمشي أَم إِلى المَوتِ أَركَبُ
أَيَـحـمِـلُنـي عُـمـراً وَيَـحـمـي شَـبـيـبَـتـي
وَأَخــــــذُلُهُ فــــــي وَهــــــنِهِ وَأُخَــــــيِّبُ
إِذا نَـحـنُ مِـتـنـا فَـاِدفِـنـونـا بِـبُقعَةٍ
يَـــظَـــلُّ بِــذِكــرانــا ثَــراهــا يُــطَــيِّبُ
وَلا تَـعـجَـبـوا أَن تَـبـسُلَ الخَيلُ إِنَّها
لَهـا مِـثـلُ مـا لِلناسِ في المَوتِ مَشرَبُ
فَــمــاتــا أَمــامَ اللَهِ مَــوتَ بَــســالَةٍ
كَـــأَنَّهـــُمـــا فـــيـــهِ مِـــثــالٌ مُــنَــصَّبُ
وَمــا شُهَــداءُ الحَــربِ إِلّا عِــمــادُهــا
وَإِن شَــيَّدَ الأَحــيـاءُ فـيـهـا وَطَـنَّبـوا
مِــدادُ سِــجِـلِّ النَـصـرِ فـيـهـا دِمـاؤُهُـم
وَبِــالتِــبــرِ مِـن غـالي ثَـراهُـم يُـتَـرَّبُ
فَهَــل مِــن مَــلونــا مَــوقِــفٌ وَمَــسـامِـعٌ
وَمِــن جَــبَــلَيــهــا مِـنـبَـرٌ لي فَـأَخـطُـبُ
فَـأَسـأَلُ حِـصـنَيها العَجيبَينِ في الوَرى
وَمَــدخَــلُهـا الأَعـصـى الَّذي هُـوَ أَعـجَـبُ
وَأَســتَــشــهِـدُ الأَطـوادَ شَـمّـاءَ وَالذُرا
بَـــواذِخَ تُـــلوي بِــالنُــجــومِ وَتُــجــذَبُ
هَــلِ البَــأسُ إِلّا بَــأسُهُــم وَثَــبـاتُهُـم
أَوِ العَـــزمُ إِلّا عَـــزمُهُـــم وَالتَـــلَبُّبُ
أَوِ الديــنُ إِلّا مـا رَأَت مِـن جِهـادِهِـم
أَوِ المُــلكُ إِلّا مــا أَعَــزّوا وَهَـيَّبـوا
وَأَيُّ فَــضــاءٍ فــي الوَغـى لَم يُـضَـيِّقـوا
وَأَيُّ مَــضــيــقٍ فــي الوَرى لَم يُـرَحِّبـوا
وَهَـل قَـبـلَهُـم مَـن عـانَقَ النارَ راغِباً
وَلَو أَنَّهــــُ عُــــبّـــادُهـــا المُـــتَـــرَهِّبُ
وَهَـل نـالَ مـا نـالوا مِنَ الفَخرِ حاضِرٌ
وَهَـل حُـبِـيَ الخـالونَ مِـنـهُ الَّذي حُبوا
سَــلامـاً مَـلونـا وَاِحـتِـفـاظـاً وَعِـصـمَـةً
لِمَــن بــاتَ فـي عـالي الرِضـى يَـتَـقَـلَّبُ
وَضِـــنّـــي بِــعَــظــمٍ فــي ثَــراكِ مُــعَــظَّمٍ
يُـــقَـــرِبُهُ الرَحــمَــنُ فــيــمــا يُــقَــرِّبُ
وَطِــرنــاوُ إِذ طـارَ الذُهـولُ بِـجَـيـشِهـا
وَبِـالشَـعـبِ فَـوضـى فـي المَـذاهِـبِ يَذهَبُ
عَــشِــيَّةــَ ضــاقَــت أَرضُهــا وَسَــمــاؤُهــا
وَضــــاقَ فَــــضـــاءٌ بَـــيـــنَ ذاكَ مُـــرَحِّبُ
خَـلَت مِـن بَـنـي الجَيشِ الحُصونُ وَأَقفَرَت
مَــســاكِــنُ أَهــليــهــا وَعَــمَّ التَــخَــرُّبُ
وَنــادى مُــنـادٍ لِلهَـزيـمَـةِ فـي المَـلا
وَإِنَّ مُــنــادي التُــركِ يَــدنــو وَيَـقـرُبُ
فَــأَعــرَضَ عَــن قُــوّادِهِ الجُــنـدُ شـارِداً
وَعَـــــلَّمَهُ قُـــــوّادُهُ كَـــــيـــــفَ يَهــــرُبُ
وَطـارَ الأَهـالي نـافِـريـنَ إِلى الفَـلا
مِـــئيـــنَ وَآلافـــاً تَهـــيـــمُ وَتَـــســرُبُ
نَـجَـوا بِـالنُـفوسِ الذاهِلاتِ وَما نَجَوا
بِـــغَـــيــرِ يَــدٍ صِــفــرٍ وَأُخــرى تُــقَــلِّبُ
وَطـالَت يَـدٌ لِلجَـمـعِ في الجَمعِ بِالخَنا
وَبِـالسَـلبِ لَم يَـمـدُد بِهـا فـيـهِ أَجـنَبُ
يَــســيــرُ عَــلى أَشــلاءِ والِدِهِ الفَـتـى
وَيَــنـسـى هُـنـاكَ المُـرضَـعَ الأُمُّ وَالأَبُ
وَتَـمـضـي السَـرايـا واطِـئاتٍ بِـخَـيـلِهـا
أَرامِــلَ تَــبــكــي أَو ثَــواكِــلَ تَــنــدُبُ
فَــمِــن راجِــلٍ تَهــوي السِـنـونُ بِـرِجـلِهِ
وَمِــن فــارِسٍ تَــمـشـي النِـسـاءُ وَيَـركَـبُ
وَمــاضٍ بِــمــالٍ قَــد مَــضــى عَـنـهُ وَألُهُ
وَمُــزجٍ أَثــاثـاً بَـيـنَ عَـيـنَـيـهِ يُـنـهَـبُ
يَــكــادونَ مِــن ذُعــرٍ تَــفُــرُّ دِيــارُهُــم
وَتَــنـجـو الرَواسـي لَو حَـواهُـنَّ مَـشـعَـبُ
يَـكـادُ الثَـرى مِـن تَـحـتِهِم يَلِجُ الثَرى
وَيَــقـضِـمُ بَـعـضُ الأَرضِ بَـعـضـاً وَيُـقـضِـبُ
تَــكـادُ خُـطـاهُـم تَـسـبِـقُ البَـرقَ سُـرعَـةً
وَتَــذهَــبُ بِــالأَبــصــارِ أَيّــانَ تَــذهَــبُ
تَـكـادُ عَـلى أَبـصـارِهِـم تَـقـطَـعُ المَـدى
وَتَــنــفُـذُ مَـرمـاهـا البَـعـيـدَ وَتَـحـجُـبُ
تَــكــادُ تَــمُــسُّ الأَرضَ مَــسّـاً نِـعـالُهُـم
وَلَو وَجَـدوا سُـبـلاً إِلى الجَـوِّ نَـكَّبـوا
هَــزيــمَــةُ مَــن لا هــازِمٌ يَــســتَــحِــثُّهُ
وَلا طــــارِدٌ يَـــدعـــو لِذاكَ وَيـــوجِـــبُ
قَـعَـدنـا فَـلَم يَعدَم فَتى الرومِ فَيلَقاً
مِـــنَ الرُعـــبِ يَــغــزوهُ وَآخَــرَ يَــســلُبُ
ظَــفِــرنــا بِهِ وَجــهــاً فَــظَــنَّ تَــعَـقُّبـاً
وَمــاذا يَــزيــدُ الظــافِـريـنَ التَـعَـقُّبُ
فَـــوَلّى وَمـــا وَلّى نِـــظـــامُ جُـــنـــودِهِ
وَيـــا شُـــؤمَ جَـــيـــشٍ لِلفَـــرارِ يُـــرَتِّبُ
يَــســوقُ وَيَــحــدو لِلنَــجــاةِ كَــتـائِبـاً
لَهُ مَــوكِــبٌ مِــنــهــا وَلِلعــارِ مَــوكِــبُ
مُـــنَـــظَّمـــَةٌ مِـــن حَــولِهِ بَــيــدَ أَنَّهــا
تَـــوَدُّ لَوِ اِنـــشَـــقَّ الثَـــرى فَــتُــغَــيَّبُ
مُــــؤَزَّرَةٌ بِــــالرُعــــبِ مَــــلدوغَــــةٌ بِهِ
فَــفــي كُــلِّ ثَــوبٍ عَــقــرَبٌ مِـنـهُ تَـلسِـبُ
تَـرى الخَـيـلَ مِـن كُـلِّ الجِهـاتِ تَـخَـيُّلاً
فَــيَــأخُــذُ مِــنــهــا وَهــمُهـا وَالتَهَـيُّبُ
فَـمِـن خَـلفِهـا طَـوراً وَحـيـنـاً أَمـامَهـا
وَآوِنَــــــةً مِــــــن كُــــــلِّ أَوبٍ تَــــــأَلَّبُ
فَــوارِسُ فــي طــولِ الجِــبــالِ وَعَـرضِهـا
إِذا غــابَ مِــنـهُـم مِـقـنَـبٌ لاحَ مِـقـنَـبُ
فَــمَهــمــا تَهِـم يَـسـنَـح لَهـا ذو مُهَـنَّدٍ
وَيَـخـرُج لَهـا مِـن بـاطِـنِ الأَرضِ مِـحـرَبُ
وَتَــنـزِل عَـلَيـهـا مِـن سَـمـاءِ خَـيـالِهـا
صَــواعِــقٌ فــيــهِــنَّ الرَدى المُــتَــصَــبِّبُ
رُؤىً إِن تَـكُـن حَـقّـاً يَـكُـن مِـن وَرائِهـا
مَـــلائِكَـــةُ اللَهِ الَّذي لَيـــسَ يُـــغــلَبُ
وَفِـرسـالُ إِذ بـاتـوا وَبِـتـنـا أَعـادِياً
عَــلى السَهــلِ لُدّاً يَــرقُــبــونَ وَنَـرقُـبُ
وَقــامَ فَــتـانـا اللَيـلَ يَـحـمـي لِواءَهُ
وَقــــامَ فَـــتـــاهُـــم لَيـــلَهُ يَـــتَـــلَعَّبُ
تَـــوَسَّدَ هَـــذا قــائِمَ السَــيــفِ يَــتَّقــي
وَهَــــذا عَــــلى أَحــــلامِهِ يَــــتَـــحَـــسَّبُ
وَهَــل يَــســتَـوي القِـرنـانُ هَـذا مُـنَـعَّمٌ
غَـــريـــرٌ وَهَـــذا ذو تَـــجــاريــبَ قُــلَّبُ
حَـمَـيـنـا كِـلانـا أَرضَ فِـرسـالَ وَالسَما
فَـــكُـــلُّ سَــبــيــلٍ بَــيــنَ ذَلِكَ مَــعــطَــبُ
وَرُحــنــا يَهُــبُّ الشَــرُّ فـيـنـا وَفـيـهِـمُ
وَتَــشــمُــلُ أَرواحُ القِــتــالِ وَتَــجــنُــبُ
كَـــأَنّـــا أُســـودٌ رابِـــضـــاتٌ كَـــأَنَّهــُم
قَـطـيـعٌ بِـأَقـصـى السَهـلِ حَـيـرانَ مُـذئِبُ
كَـأَنَّ خِـيـامَ الجَـيـشِ فـي السَهـلِ أَيـنَقُ
نَــواشِــزُ فَـوضـى فـي دُجـى اللَيـلِ شُـزَّبُ
كَــأَنَّ السَــرايــا ســاكِــنــاتٍ مَـوائِجـاً
قَــطـائِعُ تُـعـطـى الأَمـنَ طَـوراً وَتُـسـلَبُ
كَــأَنَّ القَــنــا دونَ الخِــيـامِ نَـوازِلاً
جَــداوِلُ يُــجــريــهــا الظَـلامُ وَيُـسـكَـبُ
كَـأَنَّ الدُجـى بَـحـرٌ إِلى النَـجـمِ صـاعِـدٌ
كَـــأَنَّ السَـــرايــا مَــوجُهُ المُــتَــضَــرِّبُ
كَــأَنَّ المَــنــايــا فــي ضَـمـيـرِ ظَـلامِهِ
هُــمــومٌ بِهــا فـاضَ الضَـمـيـرُ المُـحَـجَّبُ
كَـــأَنَّ صَهـــيــلَ الخَــيــلِ نــاعٍ مُــبَــشِّرٌ
تَــراهُــنَّ فــيــهــا ضُــحَّكــاً وَهــيَ نُــحَّبُ
كَــأَنَّ وُجــوهَ الخَــيــلِ غُــرّاً وَســيــمَــةً
دَرارِيُّ لَيـــــلٍ طُـــــلَّعٌ فــــيــــهِ ثُــــقَّبُ
كَــأَنَّ أُنــوفَ الخَــيـلِ حَـرّى مِـنَ الوَغـى
مَــجـامِـرُ فـي الظَـلمـاءِ تَهـدا وَتَـلهُـبُ
كَــأَنَّ صُـدورَ الخَـيـلِ غُـدرٌ عَـلى الدُجـى
كَــأَنَّ بَــقــايـا النَـضـحِ فـيـهِـنَّ طُـحـلُبُ
كَـأَنَّ سَـنـى الأَبـواقِ فـي اللَيـلِ بَرقُهُ
كَــأَنَّ صَــداهــا الرَعــدُ لِلبَـرقِ يَـصـحَـبُ
كَــأَنَّ نِــداءَ الجَــيــشِ مِــن كُــلِّ جـانِـبٍ
دَوِيُّ رِيــــاحٍ فــــي الدُجــــى تَـــتَـــذَأَّبُ
كَــأَنَّ عُــيــونَ الجَــيــشِ مِـن كُـلِّ مَـذهَـبٍ
مِـــنَ السَهـــلِ جُـــنَّ جُـــوَّلٌ فــيــهِ جُــوَّبُ
كَـــأَنَّ الوَغـــى نــارٌ كَــأَنَّ جُــنــودَنــا
مَـجـوسٌ إِذا مـا يَـمَّمـوا النـارَ قَرَّبوا
كَــأَنَّ الوَغــى نــارٌ كَــأَنَّ الرَدى قِــرىً
كَــــأَنَّ وَراءَ النـــارِ حـــاتِـــمَ يَـــأدِبُ
كَــأَنَّ الوَغــى نــارٌ كَـأَنَّ بَـنـي الوَغـى
فَــــراشٌ لَهُ مَــــلمَــــسُ النـــارِ مَـــأرَبُ
وَثَـبـنـا يَـضـيـقُ السَهـلُ عَـن وَثَـبـاتِنا
وَتَــقــدُمُــنــا نــارٌ إِلى الرومِ أَوثَــبُ
مَــشَـت فـي سَـرايـاهُـم فَـحَـلَّت نِـظـامَهـا
فَــلَمّــا مَــشَــيــنــا أَدبَــرَت لا تُـعَـقِّبُ
رَأى السَهلُ مِنهُم ما رَأى الوَعرُ قَبلَهُ
فَـيـا قَومُ حَتّى السَهلُ في الحَربِ يَصعُبُ
وَحِــصــنٌ تَــســامــى مِــن دُمــوقـو كَـأَنَّهُ
مُــــعَـــشِّشـــُ نَـــســـرٍ أَو بِهَـــذا يُـــلَقَّبُ
أَشُـــمُّ عَـــلى طَـــودٍ أَشَـــمَّ كِـــلاهُـــمــا
مَــنــونُ المُـفـاجـي وَالحِـمـامُ المُـرَحِّبُ
تَـــكـــادُ تَـــقـــادُ الغـــادِيـــاتُ لِرَبِّهِ
فَــيُــزجــي وَتَــنــزُمُّ الرِيــاحُ فَــيَـركَـبُ
حَـــمَـــتــهُ لُيــوثٌ مِــن حَــديــدٍ تَــرَكَّزَت
عَــلى عَــجَــلٍ وَاِســتَــجــمَــعَــت تَــتَــرَقَّبُ
تَــثــورُ وَتَــســتَــأنــي وَتَـنـأى وَتَـدَّنـي
وَتَــغـدو بِـمـا تَـغـدي وَتَـرمـي وَتَـنـشُـبُ
تَــأبّــى فَــظَــنَّ العــالِمـونَ اِسـتَـحـالَةً
وَأَعــيــا عَــلى أَوهــامِهِــم فَــتَـرَيَّبـوا
فَـمـا فـي القِـوى أَنَّ السَماواتِ تُرتَقى
بِــجَــيـشٍ وَأَنَّ النَـجـمَ يُـغـشـى فَـيُـغـضِـبُ
سَـــمَـــوتُــم إِلَيــهِ وَالقَــنــابِــلُ دونَهُ
وَشُهــبُ المَــنــايـا وَالرَصـاصُ المُـصَـوَّبُ
فَــكُــنــتُــم يَـواقـيـتَ الحُـروبِ كَـرامَـةً
عَــلى النــارِ أَو أَنــتُــم أَشَـدُّ وَأَصـلَبُ
صَـعَـدتُـم وَمـا غَـيـرُ القَـنـا ثَـمَّ مَـصعَدٌ
وَلا سُــــلَّمٌ إِلّا الحَــــديـــدُ المُـــذَرَّبُ
كَــمــا اِزدَحَــمَــت بَــيـزانُ جَـوٍّ بِـمَـورِدٍ
أَوِ اِرتَـفَـعَـت تَـلقـى الفَـريـسَـةَ أَعـقَـبُ
فَــمــا زِلتُــمُ حَــتّــى نَــزَلتُــم بُــروجَهُ
وَلَم تَــحــتَـضِـر شَـمـسُ النَهـارِ فَـتَـغـرُبُ
هُــنــالِكَ غـالى فـي الأَمـاديـحِ مَـشـرِقٌ
وَبــالَغَ فــيــكُــم آلَ عُــثــمــانَ مَـغـرِبُ
وَزَيــدَ حَــمــى الإِســلامَ عِـزّاً وَمَـنـعَـةً
وَرُدَّ جِــمــاحُ العَــصــرِ فَــالعَــصـرُ هَـيِّبُ
رَفَـعـنـا إِلى النَـجـمِ الرُؤوسِ بِـنَصرِكُم
وَكُــنّــا بِــحُــكــمِ الحــادِثــاتِ نُــصَــوِّبُ
وَمَـن كـانَ مَـنـسـوبـاً إِلى دَولَةِ القَنا
فَــلَيــسَ إِلى شَــيـءٍ سِـوى العِـزِّ يُـنـسَـبُ
فَـيـا قَـومُ أَيـنَ الجَـيـشُ فـيـما زَعَمتُمُ
وَأَيـــنَ الجَـــواري وَالدِفــاعُ المُــرَكَّبُ
وَأَيـنَ أَمـيـرُ البَـأسِ وَالعَـزمِ وَالحِـجى
وَأَيـــنَ رَجـــاءٌ فــي الأَمــيــرِ مُــخَــيَّبُ
وَأَيــنَ تُــخــومٌ تَــســتَــبـيـحـونَ دَوسَهـا
وَأَيــــنَ عِـــصـــابـــاتٌ لَكُـــم تَـــتَـــوَثَّبُ
وَأَيـنَ الَّذي قـالَت لَنـا الصُـحـفُ عَـنكُمُ
وَأَســنَــدَ أَهـلوهـا إِلَيـكُـم فَـأَطـنَـبـوا
وَمــا قَــد رَوى بَـرقٌ مِـنَ القَـولِ كـاذِبٌ
وَآخَــرُ مِــن فِــعــلِ المُــحِــبّــيـنَ أَكـذَبُ
وَمــا شِـدتُـمُ مِـن دَولَةٍ عَـرضُهـا الثَـرى
يَــديــنُ لَهــا الجِـنـسـانِ تُـركٌ وَصَـقـلَبُ
لَهــــا عَــــلَمٌ فَــــوقَ الهِـــلالِ وَسُـــدَّةٌ
تُــنَــصُّ عَــلى هــامِ النُــجــومِ وَتُــنـصَـبُ
أَهَــــذا هُــــوَ الذَودُ الَّذي تَـــدَّعـــونَهُ
وَنَـــصـــرُ كَـــريـــدٍ وَالوَلا وَالتَــحَــبُّبُ
أَهَــذا الَّذي لِلمُــلكِ وَالعِـرضِ عِـنـدَكُـم
وَلِلجـارِ إِن أَعـيـا عَـلى الجـارِ مَـطلَبُ
أَهَـذا سِـلاحُ الفَـتـحِ وَالنَـصـرِ وَالعُلا
أَهَـذا مَـطـايـا مَـن إِلى المَـجـدِ يَـركَبُ
أَهَـــذا الَّذي لِلذِكـــرِ خُـــلَّبُ مَـــعــشَــرٌ
عَــلى ذِكــرِهِـم يَـأتـي الزَمـانُ وَيَـذهَـبُ
أَسَــأتُـم وَكـانَ السـوءُ مِـنـكُـم إِلَيـكُـمُ
إِلى خَــيـرِ جـارٍ عِـنـدَهُ الخَـيـرُ يُـطـلَبُ
إِلى ذي اِنــتِــقــامٍ لا يَـنـامُ غَـريـمُهُ
وَلَو أَنَّهــُ شَــخــصُ المَــنــامِ المُــحَــجَّبُ
شَــقـيـتُـم بِهـا مِـن حـيـلَةٍ مُـسـتَـحـيـلَةٍ
وَأَيــنَ مِــنَ المُـحـتـالِ عَـنـقـاءُ مُـغـرِبُ
فَــلَولا سُــيــوفُ التُــركِ جَـرَّبَ غَـيـرُكُـم
وَلَكِــن مِــنَ الأَشــيــاءِ مــا لا يُـجَـرَّبُ
فَــعَــفــواً أَمــيــرَ المُــؤمِــنـيـنَ لِأُمَّةٍ
دَعَـت قـادِراً مـازالَ فـي العَـفـوِ يَرغَبُ
ضَـــرَبـــتَ عَـــلى آمـــالِهـــا وَمَـــآلِهــا
وَأَنـتَ عَـلى اِسـتِـقـلالِهـا اليَومَ تَضرِبُ
إِذا خـانَ عَـبـدُ السـوءِ مَـولاهُ مُـعتَقاً
فَـــمـــا يَـــفـــعَــلُ الكَــريــمُ المُهَــذَّبُ
وَلا تَــضـرِبَـن بِـالرَأيِ مُـنـحَـلَّ مُـلكِهِـم
فَـمـا يَـفـعَـلُ المَـولى الكَريمُ المُهَذَّبُ
لَقَـــد فَـــنِــيَــت أَرزاقُهُــم وَرِجــالُهُــم
وَليـــسَ بِـــفــانٍ طَــيــشُهُــم وَالتَــقَــلُّبُ
فَــإِن يَــجِـدوا لِلنَـفـسِ بِـالعَـودِ راحَـةً
فَـقَـد يَـشـتَهـي المَـوتَ المَريضُ المُعَذَّبُ
وَإِن هَــمَّ بِــالعَـفـوِ الكَـريـمِ رَجـاؤُهُـم
فَــمِـن كَـرَمِ الأَخـلاقِ أَن لا يُـخَـيَّبـوا
فَــمــا زِلتَ جــارَ البِـرِّ وَالسَـيِّدَ الَّذي
إِلى فَــضــلِهِ مِــن عَــدلِهِ الجـارُ يَهـرُبُ
يُــلاقــي بَــعـيـدُ الأَهـلِ عِـنـدَكَ أَهـلَهُ
وَيَـــمـــرَحُ فـــي أَوطـــانِهِ المُــتَــغَــرِّبُ
أَمَــولايَ غَــنَّتــكَ السُــيــوفُ فَــأَطـرَبَـت
فَهَــل لِيَــراعــي أَن يُــغَــنّــي فَــيُـطـرِبُ
فَـعِـنـدي كَـمـا عِـنـدَ الظُـبـا لَكَ نَـغمَةٌ
وَمُــخــتَــلِفُ الأَنــغــامِ لِلأُنــسِ أَجــلَبُ
أُعَــــرِّبُ مــــا تُـــنـــشـــي عُـــلاكَ وَإِنَّهُ
لَفــي لُطــفِهِ مــا لا يَــنــالُ المُـعَـرِّبُ
مَــدَحــتُــكَ وَالدُنــيــا لِســانٌ وَأَهـلُهـا
جَــمــيــعــاً لِســانٌ يُــمــلِيــانِ وَأَكـتُـبُ
أُنــاوِلُ مِــن شِــعــرِ الخِــلافَــةِ رَبَّهــا
وَأَكـسـو القَـوافـي مـا يَـدومُ فَـيُـقـشِـبُ
وَهَــل أَنــتَ إِلّا الشَــمــسُ فـي كُـلِّ أُمَّةٍ
فَـــكُـــلُّ لِســـانٍ فـــي مَـــديـــحِــكَ طَــيِّبُ
فَــإِن لَم يَــلِق شِــعــري لِبـابِـكَ مِـدحَـةً
فَـمُـر يَـنـفَـتِـح بـابٌ مِـنَ العُـذرِ أَرحَـبُ
وَإِنّــي لَطَـيـرُ النـيـلِ لا طَـيـرَ غَـيـرُهُ
وَمــا النـيـلُ إِلّا مِـن رِيـاضِـكَ يُـحـسَـبُ
إِذا قُــلتُ شِــعـراً فَـالقَـوافـي حَـواضِـرٌ
وَبَـــغـــدادُ بَــغــدادٌ وَيَــثــرِبُ يَــثــرِبُ
وَلَم أَعــدَمِ الظِــلَّ الخَــصــيــبَ وَإِنَّمــا
أُجـــاذِبُـــكَ الظِـــلَّ الَّذي هُـــوَ أَخــصَــبُ
فَـلا زِلتَ كَهـفَ الديـنِ وَالهـادِيَ الَّذي
إِلى اللَهِ بِـــالزُلفـــى لَهُ نَـــتَـــقَــرَّبُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ