البيت العربي

بعثت بديواني العزيز لموطني
عدد ابيات القصيدة:20

بــعــثــت بــديــوانـي العـزيـز لمـوطـنـي
لأجــمــع مـن بـيـعـي له التـبـر والدرا
فـتـغـدو أهـالي البـر لا تـشـتـكـي ظـما
ولا تـشـتـكـي جـدبـا ولا تـشـتـكـي فقرا
فــيــا ليــت لي ســفــرا أكــرر طــبــعــه
إذا ظــل مـنـه السـيـل مـنـدفـقـا نـهـرا
ولو أنـــنـــي أرســـلت ســـفــري مــكــررا
لدامــت بــه الصــحــراء زاهــيــة خـضـرا
وأمــســيــت دون الكــون وجــهــي عــابــس
تــصــوب عــيــنــي للســمـا نـظـرا شـزرا
فــكــانــت تــســليــه بــشـكـر فـقـد مـضـى
ضــحــيــتــهــا كــي تــرتــوي وقــضـى حـرا
ولو عـــرفـــت أســدت لســفــري شــكــرهــا
فـسـفـري مـن الأمـطـار في شكرها أحرى
ولم تـــدر أن الغـــيــث لم يــك رحــمــة
لهــا بــل بــلاء لي فــأســعـدهـا قـسـرا
فــأضــحــت جــمــيــع الكــائنــات طـروبـة
الى مــرســل الامــطـار مـسـديـة شـكـرا
فــلاقــت كــتــابـي فـي الطـريـق كـتـائب
مـن السـحـب روى قـطرها السهل والوعرا
درت أنـــنـــي أرســلت ســفــري فــجــهــزت
له مـن هـوامـي سـحـبـهـا عـسـكـرا مـجـرا
ويــظــهــر لي أن الســمــا بـعـدمـا غـدت
عـلى الأرض غـضـبـي لا تسح لها القطرا
فقلت انظروا يا أيها الناس و اعجبوا
كــتـاب لسـوء الحـظ يـغـرق فـي الصـحـرا
فــقــالوا اتــي ســيــل فــغــطــاه غـمـره
وبـــيـــن رمـــال البـــر شــق له قــبــرا
أيــــغــــرق ديـــوان له البـــر مـــســـلك
فـكـيـف اذن لو كـنـت اسـلكـتـه البـحـرا
فـــقـــلت طــريــق البــر كــان طــريــقــه
وهــل تــغــرق الأقـدار مـن سـلك البـرا
فـجـاء بـريـد النـحـس مـن بـعـد مـخـبـرا
بــأن يــد الأقــدار أغــرقــت الســفــرا
فــــجــــاء بــــريـــد ثـــم ثـــان وثـــالث
وكــنــت بـهـا مـا زلت انـتـظـر البـشـرى
وتــصــبــح لا مــحــتــاجــة مــن حــكـومـة
لري ولا تــحــتــاج أن تــحــفـر البـئرا
ويـا ليـت وجـه الكـون مـا انـفك باسما
إذا كــان وجـهـي عـابـسـاً مـنـه مـزورّا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة