قصيدة بنات الشعر ما ألهاك عني للشاعر أحمد رامي

البيت العربي

بنات الشعر ما ألهاك عني


عدد ابيات القصيدة:14


بنات الشعر ما ألهاك عني
بـنـات الشـعـر ما ألهاك عني
ومــاذا نـفّـر الأشـعـار مـنـي
لقـد عـزت على فكري القوافي
وكــنـت بـهـنّ مـطـرِّد التـغـنـي
وكـم فـي العين من دمع سخين
إذا أرســلتــه رفــهــت عــنــي
وكيف تطيب في سمعي الأغاني
وألحـان الأسـى يـمـلأن أذني
دعـيـني يا بنات الشعر أبكي
عـلى مـا نـالت الأيـام مـنـي
أمـانٍ مـتـن فـي قـلبـي صغاراً
كـمـا ذوت الكـمـائم فوق غصن
وزرعٌ طــاب لم أقــطــف جـنـاه
وكـم بـذرت يـداي ولسـت أجني
فـكـوني يا بنات الشعر أهلي
وأشـيـاعي لدى البلوى وركني
وغـنـي مـن أسـاك وألهـمـيـنـي
فـبـينك في الهوى عهد وبيني
أراك بـــخـــاطــري وأود أنــي
أراك بــنــاظـريّ وأن تـريـنـي
إذن أشـفـقـت مـن سقمي ووجدي
وشــفـك لاعـجـي وشـحـوب لونـي
لقـد تـركـتـنـي الأيـامُ نضواً
أود مـن الزمـان دنـو حـيـنـي
فـبـكـيـنـي إذا هـمـدت عـظامي
ونـوحـي حـول مـقـبـرتي بلحني
عـشـقـتـك يا بنات الشعر حيا
فـلا تـنـسـي عهودي بعد بيني
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

لأحمد رامي: ابن الطبيب محمد رامي ابن الأمير الاي حسن بك عثمان الملقب بشاعر الشباب شاعر مصري شركسي الأصل من كبار شعراء الأغنية العربية في القرن العشرين وأبرز الآخذين بيد كوكب الشرق أم كلثوم، ولد يوم 9 أغسطس عام 1892 في حي الناصرية في القاهرة ولما بلغ السابعة من عمره تخرج أبوه من مدرسة الطب واختاره الخديوي عباس ليكون طبيبا لجزيرة طاشيوز وهي جزيرة صغيرة على مقربة من (قوله) مسقط رأس محمد علي وكانت يومئذ من أعمال تركيا ثم آلت إلى اليونان وكانت هذه الجزيرة ملكا خاصا لعباس الثاني. فقضى هناك عامين من طفولته وأتقن طرفا من التركية واليونانية وأرسله أبوه إلى القاهرة عام 1901م ليبقى في عهدة عمته وليواصل أبوه أسفاره بعيدا عنه طوال حياته وقد عبر رامي عن ذلك في رثائه لوالده فقال من أبيات:
وكان جده قد توطن مصر سنة 1883م وقتل في موقعة "كساب" يوم فتح السودان عام 1885م 
أولع رامي منذ صباه بشعر شوقي وجرى على منواله في شعره الوطني والوجداني والأدب المسرحي فترجم زهاء 15 مسرحية من مسرحيات شكسبير منها هملت ويوليوس قيصر والعاصفة وروميو وجولييت والنسر الصغير ونشر أول قصيدة له عام 1910 في مجلة الروايات الجديدة ومطلعها
أيها الطائر المغرد رحماك=فإن التغريد قد أبكاني
ليكون طائر الغناء العربي المغرد طوال سبعين عاما، وأصدر أول دواوينه عام 1918 
سافر في بعثة لدراسة اللغات الشرقية وفن المكتبات بباريس سنة 1923م. وقضى في السوربون ومدرسة اللغات الشرقية وعاد بعد عامين الى القاهرة حيث عين في دار الكتب المصرية وظل يتدرج في مناصبها حتى أصبح وكيلا لها وقد جاوز الستين. ولا يزال لنظام الذي استحدثه في تنسيق الكتب في الدار يحمل اسم فهرس رامي الى يومنا هنا.
ولما عاد من باريس التقى لأول مرة بأم كلثوم وكانت في السادسة والعشرين من عمرها لتبدأ أطول قصة للشعر والغناء العربيين في العصر الحديث ولتستمر حتى ذلك اليوم الذي ألقى فيه رامي قصيدة في حفلة تأبينها يوم 3 فبراير 1975
ليفارق الدنيا بعدها بست سنوات يوم 5 يونيو 1981 
وحظي ديوانه الأول في جزأيه بتقريظين: الأول بقلم خليل مطران والثاني بقلم أحمد شوقي فكتب مطران في تقريظ الجزء الأول يقول:
وقرظ شوقي الجزء الثاني بالأبيات:
ولما صدر الديوان كتب حافظ إبراهيم تقريظا له في صحيفة عكاظ قائلا:
(رامي شاعر موفق الشيطان إذا تغزل أو وصف رقيق حواشي الالفاظ بعيد مرمى المعاني يقول الشعر لنفسه وفي نفسه فإذا جلس اليه وسنح له المعنى العصري تخير له اللفظ السري وهو كثير الاعتماد على نفسه في شعره فلا يتسلق على كلام غيره وأثر ذلك بين غزله ووصفه فقد نحا فيها منحى عصريا جديدا أكرمهما فيه عنجهية البداوة وركاكة أولئك الذين تصدوا لقرض الشعر فوضعوا أمامهم مشقا من الشعر الغربي وترجموا معانيه ولكن الى اللا لغة فجاء أسلوبهم يرتضخ أعجمية وأسلوب رامي يتدفق عربية)
وقد عمل بتحقيق "قاموس البلاد المصرية من أيام الفراعنة الى اليوم" والثاني "تاريخ القرى الباقية في دلتا النيل" والثالث" تاريخ القرى الباقية في الصعيد" واشترك مع صالح جودت في جمع وتحقيق ديوان الشاعر إبراهيم ناجي بعنوان "الطائر الجريح" 
ومن أعماله في حقل الترجمة ترجمة مسرحية "سميراميس" وكتاب "في سبيل التاج" و "رباعيات الخيام " وهي أشهر اعماله.
ومنح الدكتوراه الفخرية من اكاديمية الفنون المصرية وميدالية الخلود من اكاديمية الفنون الفرنسية وجائزة الدولة التقديرية في الادب و"وسام الكفاءة الفكرية" من الطبقة الممتازة وقام الحسن الثاني ملك المغرب بتسليمه الوسام بنفسه.
ومما كتب في سيرته:
"أحمد رامي قصة شاعر وأغنية" الدكتورة نعمات أحمد فؤاد 
و "أحمد رامي شاعر الشباب الدائم" لأحمد السيد شوشة
و"أحمد رامي شاعر الحب الدافئ" لكامل محمد محمد عويضة
و"أحمد رامي شاعر الفنية والقصيدة الغنائية" لعبد المجيد حر
و"أحمد رامي الانسان والشاعر الغنائي" لفوزي خليل عطوي (رسالة دكتوراه)
وغير ذلك كثير.
(1) ولذلك قصة ذلك أنه كان في أولياته ينشر شعره بمجلة الشباب لصاحبها المرحوم عبد العزيز الصدر الذي أطلق عليه لقب: "شاعر الشباب" نسبة الى المجلة.
رجعت في هذه الترجمة إلى مصادر شتى أهمها مقدمة طبعة دار الشروق وكتاب أحمد رامي شاعر الحب الدافئ جزء 21 من سلسلة أعلام الأدباء والشعراء لكامل محمد عويضة