قصيدة بيت سمعان دم رفيع البناء للشاعر خليل مطران

البيت العربي

بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ


عدد ابيات القصيدة:45


بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ
بَـيْـتَ سَـمـعَـانَ دُمْ رَفـيـعَ البِـنَاءِ
فِــي ظِــلاَلَ الآبَــاءِ وَالأَبْــنَــاءِ
وَاسْــلَمِ الدَّهْــرَ فَــائِزاً بِــمَـزِيـدٍ
فَـــمـــزِيـــدٍ مِـــنْ سَــابِــغِ الآلاَءِ
إِنَّ نَـسْـلاً إِلَى العَـفِـيـفَـةِ يُـنْـمَى
لَجَـــدِيـــرٌ بِـــأَوْفَـــرِ النَّعـــْمَـــاءِ
غَـــادَةٌ بَـــلْ قِــلاَدَةٌ مِــنْ مَــعَــانٍ
جُـــمِـــعَـــتْ فـــي فَــرِيــدَةٍ زَهْــرَاءِ
صُـــورَةٌ مِـــنْ بَــشَــاشَــةٍ تَــتَــجَــلَّى
فِــي حُــلِيِّ الشَّمــَائِلِ العَــصْــمَــاءِ
نِـعْـمَـتِ الأُمُّ أَنْـجَـبَـتْ خِيرَةَ الأُوْ
لاَدِ لِلبِـــــرِّ وَالنَّدَى وَالْوَفَـــــاءِ
نِــــعْـــمَـــتِ الزَّوْجُ عِـــفَّةـــُ وَوَلاَءً
لِلْقَــرِيــنِ الْحُــرِّ الصَّدُوقِ الْوَلاَءِ
إِنَّ سَـمْـعَـانَ شَـيْـخُـنَـا وَحَـبِيبُ اللَّ
هِ وَالخَــــلْقِ كُــــلِّهِـــمْ بِـــالسَّواءِ
هُــوَ مِـقْـدَامُـنَـا الكَـبِـيـرُ وَأَكْـرِمْ
بِــكَــبِــيــرٍ خَــلاَ مِـنَ الكِـبْـرِيَـاءِ
أَبَــداً بَــيْــنَهُ وَبَــيْــنِــي دَعَــاوَى
نَــتَــقَــاضَـى بِهَـا لِغَـيْـرِ الْقَـضَـاءِ
أَنَـا أُثْـنِـي عَـلَيْهِ وَهْوَ عَلَى الْعَهْ
دِ بِهِ غَـــيْـــرُ مُــغْــرَمٍــبِــالثَّنــَاءِ
وَلَهُ الْحَـقُّ إِنَّ فِـي النَّفـْسِ لا فِـي
قَــوْلِ مُــثْــنِ حَــقِــيـقَـةَ الْعَـلْيَـاءِ
وَلِيَ العُـــذْرُ هَـــلْ يَــصِــحُّ سُــكُــوتٌ
عَــنْ فِــعَـالٍ تَـدْعُـو إِلى الإِطْـرَاءِ
هــذِهِ لَيْــلَةٌ وَنَــاهِــيـكَ فِـي الدَّهْ
رِ بِهَـــا مِـــنْ يَـــتِـــيــمَــةٍ غَــرَّاءِ
خَــــلَعَــــتْ حُـــلَّةَ السَّوَادِ وَلاَحَـــتْ
فِــي دِثــاَرِ مِــنْ بَــاهِــرِ الَّلأْلاَءِ
فَــمَــصَـابِـيـحُ تَـمْـلأُ الأَرْضَ نُـوراً
وَمَـصَـابِـيـحُ مِـثْـلُهَـا فِـي السَـمَـاءِ
وَمَـــشِـــيـــدٌ مِـــنَ الصُّرُوحِ رَحِــيــبٌ
جَــمَــعَ المَــجْــدَ كُــلَّهُ فِــي فِـنَـاءِ
تَـاهَ بِـالعِـلْيَـةِ السَّرَاةِ مِنَ القَوْ
مِ وَبَــاهَــى بِــالنُّخــْبَـةِ النُّبـَلاَءِ
جَـــادَهُ كُـــلُّ مَــغْــرِسٍ مُــسْــتَــحَــادٍ
بِـــحِـــلىً مِــنْ فُــروعِهِ الخَــضْــرَاءِ
وَإلَيْهِ أَهْــدَتْ أَفَــانِــيــنَ مِــن أَز
هَــــارِهَــــا كُـــلُّ رَوْضَـــةٍ غَـــنَّاـــءِ
عَـقَـدَ السَّعـْدُ فِـيـهِ عَـقْـداً جَـمِيلاً
ضَــمَّ رَبَّ الحُـسْـنَـى إِلى الْحَـسْـنَـاءِ
وَشَــدَا سَــاجِــعُ الأَمَــانِــيِّ فِــيــهِ
يُـوسُـفَ الخَـيْـرِ فُـزْ بِـخَيْرِ النِّسَاءِ
فُـــزْ بِـــغَـــيْـــداءَ أُوتِـــيَـــتْ فَــضْ
لاً عَــــلَى كُــــلِّ حُــــرَّةٍ غَـــيْـــدَاءِ
سَــمْــحَــةِ القَــلْبِ ظَـاهِـرٍ لُطْـفُ مَـا
تُــضْــمِــرُهُ فِـي جَـبِـيـنِهَـا الوَضَّاـءِ
عَـــــفَّةـــــٌ فِـــــي تَـــــأَدُّبِ وَعُــــلُوٌّ
فِـــي اتِّضـــَاعٍ وَرِقّـــةٌ فِـــي إِبَــاءِ
حُــسْـنُ مَـبْـنَـىً أَحَـبُّ مَـا فـي حُـلاَهُ
أَنَّ حُــسْــنَ المَــعْــنَــى بِهِ مُـتَـرَاءِ
وَكَــمَــالُ الْجَــمَــالِ مِــنْ كُـلِّ وَجـهٍ
أَنْ يُرَى فِي الوُجُوهِ صِدْقُ المَرَائِي
يَــا لَهـا مِـنْ فَـتَـاةِ عِـزٍّ نَـمَـاهَـا
عُــنْــصُــرٌ يَــرْتَــقِـي إِلَى الجَـوْزَاءِ
فِــي بُــنَــاةِ العُــلَى أَبُــو شَــنَــبٍ
شَـادُوا صُـرُوحـاً لِلعِـزَّةِ القَـعْـسَاءِ
حَــــسَــــبٌ زَادَهُ سَـــنـــى وَسَـــنَـــاءً
نَــسَــبٌ جَــامِــعُ السَّنــَى وَالسِّنــَاءِ
زَفَّ عَــــذْرَاءَهُــــمْ إِلَى كُـــفُـــؤٍ لَي
سَ لَهُ فِـــي السَّرَاةِ مِـــنْ أَكْــفَــاءِ
هُــوَ فَــخْــرُ الشَّبـَابِ وَهْـوَ الفَـتَـى
يَــحْــفَــظُهُ اللهُ فَــاقِـدُ النُّظـَرَاءِ
يَـا حَـكِيماً عَلَى الحَدَاثَةِ فِي السِّ
نِّ تَـــقَـــدَّمْــتَ سُــنَّةــَ الحُــكَــمَــاءِ
لَمْ نُــــــحَــــــدَّثُ عَــــــنْ مُـــــبْـــــتَ
كِــرٍ مَــا ابـتَـكَـرْتَهُ فِـي العَـطَـاءِ
أَكْـثَـرُ الجُودِ عَنْ هَوىً غَيْرَ أَنَّ ال
رَّيْــبَ يَــقْــفُــو مَــسَـالِكَ الأَهـوَاءِ
وَبَــدِيــعٌ فِــي مَــأْثَــرَاتِــكَ دَامَــتْ
أَنَّهــــــــَا مِــــــــنْ وَلاَئِدِ الآرَاءِ
فَهْــيَ تُــغْـنِـي مِـنْ فَـاقَـةٍ وَتُـدَاوِي
مِــن سَــقَــامٍ وَتَـفْـتَـدِي مِـن عَـنَـاءِ
كَــمْ نُــفُــوسٍ مَــلَكْــتَهُــنَّ بِـنُـعْـمَـى
وَصَــلَتْ مَــا قَــطَــعْــنَهُ مِــنْ رَجَــاءٍ
هَــلْ يَــحُــلُّ السَّوَادَ فِــي كُـلِّ قَـلْبٍ
غَـيْـرُ مَـنْ جَـادَ بِـاليَـدِ البَـيْـضَاءِ
وَحُــلَى العَـقـلِ فِـيـكَ شَـتَّى وَأَحْـلاَ
هَـا لَدَى الأَزْمَـةِ ابتِدَارُ الذَّكَاءِ
تَـنْـظُـرُ النَّظـْرَةَ البَـعِـيـدَ مَـدَاهَا
فَــتَــرَى مَــا بُــكِـنُّ قَـلْبُ الْخَـفَـاءِ
تَــتَّقــِي الخَــطْــبَ فِـي مَـظِـنَّتـِهِ وهْ
وَ جَــنِــيــنٌ فِــي مُهْـجَـةِ الظَّلـْمَـاءِ
هَـكَـذَا هَـكَـذَا الرِّجَالُ أُولُو العَزْ
مِ فَــعِــشْ سَــائِداً وَدُمْ فِــي صَـفَـاءِ
وَابْـلُغِ الغَـايَـةَ التِـي تَـبـتْغِيها
مِـــنْ فَـــخَــارٍ حَــقٍّ وَمِــنْ عَــلْيَــاءِ
صَــانَــكَ اللهُ وَالعَــرُوسَ مَــدِيــداً
فِـــي سُـــرُورٍ وَنِـــعـــمَـــةٍ وَرِفـــاءِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

خليل بن عبده بن يوسف مطران.
شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.
ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.
ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.
وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.
تصنيفات قصيدة بَيْتَ سَمعَانَ دُمْ رَفيعَ البِنَاءِ