قصيدة بينا أنا يوما على النهر للشاعر أبو نُوّاس

البيت العربي

بينا أنا يوما على النهر


عدد ابيات القصيدة:23


بينا أنا يوما على النهر
بـيـنا أنا يوما على النهر
أطـــلب مـــا يـــصـــلح الأمــر
فـــقـــلت إنـــي رجـــل صـــانـــعُ
أرزقُ مـــن شـــهــر إلى شــهــر
فـقـلتـ: مـا شـرطـك؟ فاستصعبت
واشـتـرطـت مـا جـاز عـن قدري
والله مــا تــطــمـع فـي قـبـلة
مــا عــشـت أو تـوفـيـنـي أجـري
صـليـت يـا شـاعـر فـي الخـسـر
إن كـنـت أدري عـشـر ما تدري
واتــفــق القــول فــأجــررتـهـا
فـــآل مـــن عـــســـر إلى يــســر
لســـت أنـــا جـــاريـــة خــبــة
ولا كــمــن يــكــذب أو يــكــري
قــالت وأبــدت خــجــلا ســاعــة
تــرمــقــنــي بــالنــظـر الشـزر
قالت وما تفسير ذا؟ قلت: من
يـــعـــرفـــه عُـــذّب بــالهــجــر
مــتــى يــصِــبْ مـنـفـتـقـاً سـدَّه
وإن يــصــب مــلتــحــمــاً يـفـري
فــســاهــليــنــي وخــذي كـل مـا
يـحـضـر عـنـدي واقـبـلي عـذري
أي فـتـى انـتـ؟ فـقـلتـ: امـرؤ
ليـــس بـــذي خـــب ولا مـــكــر
فـخـفـت يـأسـا أنـثـنـي راجـعـا
وأســكــنــت مـا كـان فـي صـدري
قــالت مــعــاذ الله مــن هــذه
بــيـتُ غـريـبٍـ: لسـت أسـتـجـري
وفــي فــتــى ذي مــلح شــاعــر
يــحــسـن مـا شـئت مـن الشـعـر
فــقــلت مــا رأيــك فــي مـنـزل
خــال وفــي قــصــف وفــي خــمــر
ضــللت مــن عــشــر جــوار مـعـي
قــطــعــنــنـي مـن حـدث الدهـر
مــن أيـن أقـبـلت فـقـالت أنـا
جـــاريـــة مــن خــدم القــصــر
فــــــقـــــلت بـــــالله وآلائه
ورب يـــاســـيــن مــع الحــشــر
أبــصــرت بــيــضــاء عــشــاريــة
مــمــشــوقــة طــيــبــة النــشــر
وقــد تــقــرّأتُ ولا عــهــد لي
بـالفـسـق مـنـذ أكـثر من شهر
وخــافــت الفــوت فـقـالت بـمـا
أنــــزل ربــــي ليـــلة القـــدر
فــأبــرزت يـا قـوم عـن مـحـبـة
ليـسـت مـن السـود ولا السـمـر
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.