البيت العربي

بَينا يَجولُ بِها عَرَتهُ لَيلَةٌ
عدد ابيات القصيدة:15

بَــيـنـا يَـجـولُ بِهـا عَـرَتـهُ لَيـلَةٌ
بُــعُــقٌ تُــكَـفِّئـُهُ الرِيـاحُ وَتُـمـطِـرُ
فَـــدَنـــا إِلى أَرطـــاتِهِ لِتُـــجِــنَّهُ
طَـوراً يُـكِـبُّ عَـلى اليَـدَيـنِ وَيَحفِرُ
حَـتّـى إِذا هُـوَ ظَـنَّ أَن قَـدِ اِكـتَفى
وَاِكــتَــنَّ مــالَ بِهِ هَــيــامٌ أَعـفَـرُ
صَـــرِداً كَـــأَنَّ أَديـــمَهُ قُـــبــطِــيَّةٌ
يَــرتَــجُّ مِــن صَـرَدٍ نَـسـاهُ وَيَـخـصَـرُ
وَكَــأَنَّمــا يَــنـصَـبُّ مِـن أَغـصـانِهـا
دُرٌّ عَــــلى أَقــــرابِهِ يَــــتَـــحَـــدَّرُ
حَـتّـى إِذا مـا الصُـبـحُ شَـقَّ عَمودُهُ
وَاِنــجــابَ عَــنــهُ لَيــلُهُ يَــتَـحَـسَّرُ
وَرَأى مَعَ الغَلَسِ السَماءَ وَلَم يَكَد
يَــبــدو لَهُ مِــنـهـا أَديـمٌ مُـصـحِـرُ
أَمَّ الخُــروجَ فَــأَفــزَعَــتــهُ نَـبـأَةٌ
زَوَتِ المَـعـارِفَ فَهـوَ مِـنـهـا أَوجَرُ
مِـن مُـخـلِقِ الأَطـمـارِ يَـسعى حَولَهُ
غُــضــفٌ ذَوابِـلُ فـي القَـلائِدِ ضُـمَّرُ
فَــاِنـصـاعَ مُـنـهَـزِمـاً وَهُـنَّ لَواحِـقٌ
وَالشـاةُ يَـبـتَـذِلُ القَـوائِمَ يُـحضِرُ
حَـتّـى إِذا مـا الثَـورُ أَفرَخَ رَوعُهُ
وَأفــاقَ أَقــبَــلَ نَــحـوَهـا يَـتَـذَمَّرُ
فَــعَــرَفـنَ حـيـنَ رَأَيـنَهُ مُـتَـحَـمِّسـاً
يَـمـشـي بِـنَـفـسِ مُـحـارِبٍ مـا يُـذعَرُ
أَضِـــمـــاً وَهَــزَّلَهُــنَّ رُمــحَــي رَأسِهِ
أَن قَــد أُتــيــحَ لَهُـنَّ مَـوتٌ أَحـمَـرُ
يَــخــتَــلُّهُــنَّ بِــحَــدِّ أَسـمَـرَ نـاهِـلٍ
مِــثــلِ السِــنــانِ جِـراحُهُ تَـتَـنَـسَّرُ
وَمَــضــى عَــلى مَهَــلٍ يَهُــزُّ مُـذَلَّقـاً
رَيّــانَ مِـن عَـلَقِ الفَـرائِصِ يَـقـطُـرُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الأَخطَل
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.