قصيدة تأملت أخ تبر المدع ين للشاعر محمد بن عمر أبو بكر العنبري

البيت العربي

تأملت أخـتبر المدعــين


عدد ابيات القصيدة:22


تأملت أخـتبر المدعــين
تــأمــلت أخــتـبـر المـدعـــيـن
بـيـن الموالي وبين العــبيد
فــألفــيـت أكـثـرهـم كـالســراب
يــروقــك مــنـظـره مـن بـعــيـد
فـنـاديـت يـا قـوم مـن تـعـبدون
فــكــل أشـار بـقـدر الوجـــود
فــبــعــض أشـــار إلى نـفـســه
وأقـسـم مـا فـوقــهـا مـن مـزيد
وبــعــض إلى خــرقــة رفــعــــت
وبـــعـــض إلى ركــوة مــن جــلود
وآخــــر يــــعــــبـــد أهـــــواءه
ومـا عـابد للهوى بالرشـــيد
فـمـا بـال قـومـي عـلى جـهـلهم
بــعـز الفـريـد وأنـس الوحـيـد
عـــطـــفــت بــوديَ مــنــي إليــه
فــغــاب نــحـوسـي وآب السـعـود
ولكــن إذا لم أجــد صــاحــبــا
يـسـر صـديـقـي ويـشـجـو الحسود
اضـــن بـــودي ويـــســـخـــو بـــه
وقــد كــنـت أسـخـو بـه للودود
فــمــالي يــطــالبـنـي بـالوصـا
ل من ليس يعلم ما في الصدود
ولولا الوفــاء لأهـل الوفـاء
ســـلقـــتــهــم بــلســان حــديــد
وأقـسـم مـا عـرفوا ذا الجلال
ومــا عــرفـوه بـغـيـر الجـحـود
يــخــبــطــهـم بـفـنـون الجـنـون
ومـا للمـجـانـيـن غـير القيود
فــيــا للرجــال ألا تـعـجـبـون
لشـيـطـان إخـواننا ذا المريد
ويـرمـي بـهـيـكـله فـي السـعير
لقـلع الثـريـد وبـلع العـصـيد
يـــخـــرق خـــلقـــانــه عــامــدا
ليـعـتـاض مـنـهـا بـثـوب جـديـد
يـــــئن إذا أومـــــضــــت رنــــة
ويــزرأ مــنـهـا زئيـر الأسـود
وذو كــلف بــاســتـمـاع السـمـاع
بــيــن البــسـط وبـيـن النـشـيـد
ومـــجـــتـــهـــد وقـــتـــه ريــه
فــان فــات بــات بــليـل عـنـيـد
إذا أبــصــرونــي بـكـوا رحـمـة
ونــيـران أحـقـادهـم فـي وقـود
لأنــي بــعــدت عــن المــدعـيـن
ولو صـدقـوا كـنـت غـيـر البعيد
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

محمد بن عمر أبو بكر العنبري التميمي: شاعر من أهل بغداد، نشأ صوفيا ثم انقلب على الصوفية يذمهم بشعره، وانفرد ابن الجوزي بذكر هذه المعلومة عنه. ويرجح أنه نفسه أبو بكر العنبري أحد شعراء اليتيمة. ذكره الثعالبي في قسم أشعار أهل العراق ولم يسمه قال: (ذكر التميمي (1) أنه من مشيخه الصوفية ببغداد ومن ظرفاء شعرائها ) ثم أورد تسعة أبيات من شعره. وقد ذكر في قسم "محاسن أهل خراسان" أبا بكر العنبري السجزي وهو غير هذا.
وترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، قال: كان ظريفاً أديباً حسن العشرة صلف النفس مليح الشعر ومن شعره ما: أنشدنيه أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قال: أنشدني أبو بكر العنبري لنفسه: ثم أورد أربعة أبيات من الفائية، التي آخرها:
 واتبعها بالنونية ثم قال: مات ابن العنبري في يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
ونقل ابن الجوزي في المنتظم كلام الخطيب البغدادي واكتفى بالقصيدة النونية، ثم قال: (وكان العنبري يتصوف، ثم بان له عيوب الصوفية، فذمهم بقصائد قد كتبتها في تلبيس إبليس.) وهذه هي المرة الوحيدة التي يذكر فيها ابن الجوزي كتابه "تلبيس إبليس" في المنتظم
وذكره السمعاني في كتابه الأنساب مادة "العنبري" فنقل كلام الخطيب البغدادي ولم ينسبه إليه وسماه محمد بن عمرو، واكتفى من شعره بالفائية
وأورد أبو حيان الفائية في "الصداقة والصديق" بزيادة بيت ونسبها إلى العنبري ولم يسمه، وهو معاصر له ما يعني أنه أشهر من كان يقال له العنبري أيام أبي حيان
(1) المقصود بالتميمي حسب سياق اليتيمة أبو الفضل عبد الواحد بن محمد البغدادي التميمي (سفير دار الخلافة إلى المغرب: انظر ديوانه في الموسوعة) وكان من أصدقاء الثعالبي وهو ابن عم رزق الله بن عبد الوهاب التميمي راوي قصيدة أبي بكر في ذم الصوفية (انظر القصيدة السابعة من هذا الديوان)