البيت العربي
تَبَسَّمُ عَن واضِحٍ ذي أُشُر
عدد ابيات القصيدة:36
تَــبَــسَّمــُ عَــن واضِــحٍ ذي أُشُــر
وَتَــنــظُــرُ مِـن فـاتِـرٍ ذي حَـوَر
وَتَهـــتَـــزُّ هِــزَّةَ غُــصــنِ الأَرا
كِ عــارَضَهُ نَــشــرُ ريــحٍ خَــصِــر
وَمِــمّــا يُــبَــدِّدُ لُبَّ الحَــليــمِ
حُــسـنُ القَـوامِ وَفَـتـرُ النَـظَـر
وَمـا أَنـسَ لا أَنسَ عَهدَ الشَبا
بِ وَعَـلوَةَ إِذ عَـيَّرَتـنـي الكِبَر
كَــواكِــبُ شَـيـبٍ عَـلِقـنَ الصِـبـا
فَــقَــلَّلنَ مِـن حُـسـنِهِ مـا كَـثُـر
وَإِنّــي وَجَــدتُ فَــلا تَــكــذَبَــنَّ
سَـوادَ الهَـوى في بَياضِ الشَعَر
وَلا بُـدَّ مِـن تَركِ إِحدى اِثنَتَي
نِ إِمّـا الشَـبـابِ وَإِمّـا العُمُر
أَلَم تَـرَ لِلبَـرقِ كَـيـفَ اِنـبَـرى
وَطَـيـفِ البَـخـيـلَةِ كَـيفَ اِحتَضَر
خَـــيـــالٌ أَلَمَّ بِهــا مِــن سِــوىً
وَنَــحــنُ هُـجـودٌ عَـلى بَـطـنِ مَـرّ
وَمــاذا أَرادَت إِلى مُــحــرمــي
نَ يَـجُـرّونَ وَهـنـاً فُضولَ الأُزُر
سَـرَوا مـوجِـفـيـنَ لِسَـعيِ الصَفا
وَرَمـيِ الجِـمـارِ وَمَـسـحِ الحَـجَر
حَـجَـجـنـا البَـنِـيَّةـَ شُـكراً لِما
حَـبـانا بِهِ اللَهُ في المُنتَصِر
مِنَ الحِلمِ عِندَ اِنتِقاصِ الحُلو
مِ وَالحَزمِ عِندَ اِنتِقاضِ المِرَر
تَــطَــوَّلَ بِــالعَــدلِ لَمّــا قَـضـى
وَأَجـمَـلَ فـي العَـفـوِ لَمّـا قَدَر
وَدامَ عَــــــلى خُـــــلُقٍ واحِـــــدٍ
عَـظـيـمَ الغَـنـاءِ جَـليلَ الخَطَر
وَلَم يَسعَ في المُلكِ سَعيَ اِمرِئٍ
تَــبَــدّى بِـخَـيـرٍ وَثَـنّـى بِـخَـيـر
وَلا كـانَ مُـخـتَـلَفِ الحـالَتَـينِ
يَــروحُ بِــنَــفــعٍ وَيَـغـدو بِـضَـرّ
وَلَكِــن مُــصَـفّـى كَـمـاءِ الغَـمـا
مِ طــــابَـــت أَوائِلُهُ وَالأُخَـــر
تَــلافــى الرَعِـيَّةـَ مِـن فِـتـنَـةٍ
أَظَــلَّهُــمُ لَيــلُهــا المُـعـتَـكِـر
وَلَمّــا اِدلَهَــمَّتــ دَيـاجـيـرُهـا
تَــبَـلَّجَ فـيـهـا فَـكـانَ القَـمَـر
بِـحَـزمٍ يُـجَـلّي الدُجـى وَالعَـمى
وَعَـزمٍ يُـقـيـمُ الصَـغـا وَالصَعَر
سَـــدادٌ فَـــتَـــلتَ بِهِ يَـــومَ ذا
كَ حَـبـلَ الخِـلافَـةِ حَتّى اِستَمَر
وَسَـــطـــوٌ ثَـــبَـــتَّ بِهِ قــائِمــاً
عَـلى كـاهِلِ المُلكِ حَتّى اِستَقَر
وَلَو كــانَ غَــيـرُكَ لَم يَـنـتَهِـض
بِــتِـلكَ الخُـطـوبِ وَلَم يَـقـتَـدِر
رَدَدتَ المَــظــالِمَ وَاِسـتَـرجَـعَـت
يَـداكَ الحُـقـوقَ لِمَـن قَـد قُهِـر
وَآلُ أَبـــي طـــالِبٍ بَـــعـــدَمــا
أُذيــعَ بِــسِــربِهِــمِ فَــاِبــذَعَــر
وَنـــالَت أَدانـــيــهُــمُ جَــفــوَةٌ
تَـكـادُ السَـمـاءُ لَهـا تَـنـفَـطِر
وَصَـــلتَ شَـــوابِـــكَ أَرحـــامِهِــم
وَقَـد أَوشَـكَ الحَـبـلُ أَن يَنبَتِر
فَــقَــرَّبـتَ مِـن حَـظِّهـِم مـا نَـأى
وَصَــفَّيـتَ مِـن شُـربِهِـم مـا كَـدِر
وَأَيــنَ بِــكُــم عَـنـهُـمُ وَاللِقـا
ءُ لا عَـن تَـنـاءٍ وَلا عَـن عُفُر
قَــرابَــتُــكُــم بَــل أَشِــقّـاؤُكُـم
وَإِخــوَتُــكُـم دونَ هَـذا البَـشَـر
وَمَــن هُـم وَأَنـتُـم يَـدا نُـصـرَةٍ
وَحَــدّا حُــســامٍ قَــديـمِ الأُثُـر
يُـشـادُ بِـتَـقديمِكُم في الكِتابِ
وَتُـتـلى فَـضـائِلُكُـم فـي السُوَر
وَإِنَّ عَــــلِيّــــاً لَأَولى بِـــكُـــم
وَأَزكـى يَـداً عِـنـدَكُـم مِـن عُمَر
وَكُـــلٌّ لَهُ فَـــضـــلُهُ وَالحـــجــو
لُ يَـومَ التَـفـاضُـلِ دونَ الغُرَر
بَــقــيـتَ إِمـامَ الهُـدى لِلهُـدى
تُــجَــدِّدُ مِــن نَهــجِهِ مــا دَثَــر