البيت العربي

تَخَلَّيتُ مِن صَفراءَ لا بَل تَخَلَّتِ
عدد ابيات القصيدة:29

تَــخَـلَّيـتُ مِـن صَـفـراءَ لا بَـل تَـخَـلَّتِ
وَكُــنّــا حَــليــفَــي خُــلَّةٍ فَـاِضـمَـحَـلَّتِ
تُـغَـيِّبـُ أَعـداءَ الهَـوى عَـن حَـبـيبِها
وَكــانَ لَهــا رَأيُ النِــســاءِ فَــضَــلَّتِ
رَأَتــنـي تَـرَفَّعـتُ الشَـبـابَ فَـأَعـرَضَـت
بِــشِــقٍّ فَــمــا أَدري طَــغَــت أَم أَدَلَّتِ
وَمـا سُـمـتُهـا هـونـاً فَـتَـأبى قَبولَهُ
وَلَكِـــنَّمـــا طــالَ الصَــفــاءُ فَــمَــلَّتِ
فَـيـا عَـجَـبـا زَيَّنـتُ نَـفـسـي بِـحُـبِّهـا
وَزانَــت بِهَــجــري نَــفــسَهــا وَتَـحَـلَّتِ
لَوَت حـاجَـتـي عِـنـدَ اللِقـاءِ وَأَنكَرَت
مَــواعــيــدَ قَــد صــامَــت بِهِـنَّ وَصَـلَّتِ
وَلَولا أَمـيـرُ المُـؤمِـنـيـنَ سَـقَـيتُها
أَوامـاً يُـنـاجـيـنـا لَهـا حَـيـثُ حَـلَّتِ
وَمــا واهِــنُ البَــزلاءِ مِـثـلُ مُـشَـيَّعٍ
إِذا قــامَ بِــالجُــلّى عَــلَت وَتَــجَــلَّتِ
قَــعــيــدُكِ أُخـرى لا تَـبـيـعُ مَـوَدَّتـي
بِــوُدٍّ وَلا تَــخــشــى إِذا مــا تَــوَلَّتِ
فَـبـيـنـي كَما بانَ الشَبابُ إِذا مَضى
وَكـــانَـــت يَـــدٌ مِـــنــهُ عَــلَيَّ فَــوَلَّتِ
فَـقَـد كُـنـتُ فـي ظِـلِّ العَذارى مُرَفَّلاً
أُحَــبُّ وَأُعــطــى حــاجَــتـي حَـيـثُ حَـلَّتِ
فَــغَــيَّرَ ذاكَ العَــيــشَ تــاجٌ لَبِـسـتُهُ
وَطــــاعَــــةُ والٍ أَحــــرَمَـــت وَأَحَـــلَّتِ
وَنُــبِّئــتُ نُــســوانـاً كَـرِهـنَ تَـحَـلُّمـي
ولِلّهِ أَوبــــي أَكــــثَـــرَت أَم أَقَـــلَّتِ
إِذا أَنـا لَم أُعـطِ الخَـليـفَةَ طائِعاً
يَــمــيــنـي فَـلا قـامَـت لِكَـأسٍ وَشَـلَّتِ
لَقَـد أَرسَـلَت صَـفـراءُ نَـحـوي رَسولَها
لِتَــجــعَــلَنــي صَــفــراءُ مِــمَّنـ أَظَـلَّتِ
فَــمَــن مُـبـلِغٌ عَـنّـي قُـرَيـشـاً رِسـالَةً
وَأَفــنــاءَ قَــيــسٍ حَـيـثُ سـارَت وَحَـلَّتِ
بِـأَنّـا تَـدارَكـنـا ضُـبَـيـعَـةَ بَـعـدَمـا
أَغــارَت عَــلى أَهـلِ الحِـمـى ثُـمَّ وَلَّتِ
وَقَـد نَـزَلوا يَـومـاً بِـأَوضـاحِ كـامِـلٍ
وَلَأيــاً بَــلايِ مِــن أَضـاخَ اِسـتَـقَـلَّتِ
فَـسـارَ إِلَيـهِـم مِـن نُـمَـيـرِ بنِ عامِرٍ
فَـوارِسُ قَـتـلَ المُـقـرِفـيـنَ اِسـتَـحَـلَّتِ
فَـمـا لَحِـقَـت أَهـلَ اليَـمـامَـةِ عـامِـرٌ
عَــلى الخَــيــلِ حَـتّـى أَسـأَرَت وَأَكَـلَّتِ
فَـلَمّـا اِلتَـقَـيـنـا زَلَّت النَـعـلُ زَلَّةً
بِــأَقـدامِهِـم تَـعـسـاً لَهُـم حَـيـثُ زَلَّتِ
فَــشَــكَّ نُـمَـيـرٌ بِـالقَـنـا صَـفَـحـاتِهِـم
وَكَــم ثَــمَّ مِــن نَـذرٍ لَهـا قَـد أَحَـلَّتِ
وَتَــرمــي عُــقَـيـلٌ كُـلَّ عَـيـنٍ وَجَـبـهَـةٍ
وَتَــنــتَـظِـمُ الأَبـدانَ حَـيـثُ اِحـذَأَلَّتِ
وَلَمّــا لَحِــقــنــاهُـم كَـأَنّـا سَـحـابَـةٌ
مِـنَ المُـلمِـعـاتِ البَرقَ حينَ اِستَهَلَّتِ
صَـفَـفـنـا وَصَـفّـوا مُـقـبِـليـنَ كَـأَنَّهـُم
أُســودُ الأَشــاري اِسـتَـتـبَـلَت وَأَدَلَّتِ
تَـرَكـنا عَلى النِشناشِ بَكرَ بنَ وائِلٍ
وَقَــد نَهِــلَت مِـنـهـا السُـيـوفُ وَعَـلَّتِ
غَداةَ أَرى اِبنَ الوازِعِ السَيفُ حَتفَهُ
وَقَــد ضُــرِبَــت يُــمـنـى يَـدَيـهِ فَـشَـلَّتِ
وَأَفــلَتَ يَــمــري ذاتَ عَــقــبٍ كَـأَنَّهـا
حُـــذارِيَّةـــٌ مِـــن رَأسِ نـــيــقٍ تَــدَلَّتِ
وَبِـالفَـلَجِ العادِيِّ قَتلى إِذا اِلتَقَت
عَــلَيـهـا ضِـبـاعُ الجَـرِّ بـانَـت وَضَـلَّتِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: بَشّارِ بنِ بُرد
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة