البيت العربي
تغنّي أيها العصفور صبحاً
عدد ابيات القصيدة:12
تـغـنّـي أيـهـا العـصفور صبحاً
فـقـل لي مـا لنـفسيَ لا تغنّي
لقـد جـاء الربـيـع بـكـل زهر
وزيّـن فـي الخـمـائل كلّ غصن
فـهـل هذا الربيع يعاف قربي
ومـهـمـا أدنُ مـنـه يـصدُّ عني
ولو غـنّـى فـمـي بالرغم لحناً
لجـاءت تـسـخـر الألحـان مـني
كـلانـا أيـهـا العـصـفـور حـرٌّ
ولكـن عـشـتُ مـن دهـري بـسجن
لو أنك عائش في الناس مثلي
لكـنـت صـمـت دهـرك صـمـتَ حـزن
كــلانــا شــاعــر لكـنّ صـحـبـي
حـوت مـن دون صـحـبـك كـلّ ضغن
وليــس لكــم دعــايـات بـبـطـل
تــحــسّــن أو تــزيّــف كـلَّ لحـن
وتـحـيـى بـيـن جـنسك غير أني
أعـيـش بـغـيـر جـنسي عيش غبن
وجـنـسـك ليـس فـيـه غـيـر جنس
وكـم فـي الانـس مـن وحش وجنّ
وكـم لك اذ تـغـنـي مـن مـجيب
وكـم قـد ضاع بين القوم فنّي
لقــد غـنّـيـتُ ثـم سـكـتُ يـأسـاً
لأنــي كــنــت فـي صُـمٍّ أغـنّـي
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة