البيت العربي
تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا
عدد ابيات القصيدة:113
تَــــــفُــــــتُّ فُـــــؤادَكَ الأَيّـــــامُ فَـــــتّـــــا
وَتَـــنـــحِـــتُ جِـــســمَــكَ الســاعــاتُ نَــحــتــا
وَتَـــــدعـــــوكَ المَـــــنـــــونُ دُعــــاءَ صِــــدقٍ
أَلا يــــا صــــاحِ أَنــــتَ أُريــــدُ أَنــــتــــا
أَراكَ تُــــــحِــــــبُّ عِــــــرســــــاً ذاتَ غَــــــدرٍ
أَبَــــتَّ طَــــلاقَهــــا الأَكــــيــــاسُ بَــــتّــــا
تَـــنـــامُ الدَهـــرَ وَيـــحَـــكَ فـــي غَـــطـــيــطٍ
بِهــــا حَــــتّــــى إِذا مِــــتَّ اِنـــتَـــبَهـــنـــا
فَـــــكَـــــم ذا أَنــــتَ مَــــخــــدوعٌ وَحَــــتّــــى
مَــــتـــى لا تَـــرعَـــوي عَـــنـــهـــا وَحَـــتّـــى
أَبــــا بَــــكــــرٍ دَعَــــوتُـــكَ لَو أَجَـــبـــتـــا
إِلى مــــا فــــيـــهِ حَـــظُّكـــَ إِن عَـــقَـــلتـــا
إِلى عِــــــلمٍ تَــــــكــــــونُ بِهِ إِمــــــامــــــاً
مُــــطــــاعــــاً إِن نَهَــــيــــتَ وَإِن أَمَـــرتـــا
وَتَـــجـــلو مـــا بِـــعَــيــنِــكَ مِــن عَــشــاهــا
وَتَهــــديــــكَ السَــــبــــيــــلَ إِذا ضَـــلَلتـــا
وَتَـــحـــمِـــلُ مِـــنـــهُ فـــي نــاديــكَ تــاجــاً
وَيَـــكـــســـوكَ الجَـــمــالَ إِذا اِغــتَــرَبــتــا
يَــــنــــالُكَ نَــــفــــعُهُ مــــادُمــــتَ حَــــيّــــاً
وَيَــــبــــقــــى ذُخــــرُهُ لَكَ إِن ذَهَــــبــــتــــا
هُـــوَ العَـــضـــبُ المُهَـــنَّدُ لَيـــسَ يَـــنـــبـــو
تُــــصــــيــــبُ بِهِ مَــــقــــاتِــــلَ ضَــــرَبـــتـــا
وَكَــــنــــزاً لا تَــــخــــافُ عَــــلَيــــهِ لِصّــــاً
خَــفــيــفَ الحَــمــلِ يــوجَــدُ حَــيــثُ كُــنــتــا
يَــــزيـــدُ بِـــكَـــثـــرَةِ الإِنـــفـــاقِ مِـــنـــهُ
وَيـــــنـــــقُــــصُ أَن بِهِ كَــــفّــــاً شَــــدَدتــــا
فَـــلَو قَـــد ذُقـــتَ مِـــن حَـــلواهُ طَـــعـــمـــاً
لَآثَـــــرتَ التَـــــعَـــــلُّمَ وَاِجـــــتَهَـــــدتـــــا
وَلَم يَــــشــــغَــــلَكَ عَــــنـــهُ هَـــوى مُـــطـــاعٌ
وَلا دُنــــيـــا بِـــزُخـــرُفِهـــا فُـــتِـــنـــتـــا
وَلا أَلهــــــاكَ عَــــــنــــــهُ أَنـــــيـــــقُ رَوضٍ
وَلا خِــــــدرٌ بِــــــرَبـــــرَبِهِ كَـــــلِفـــــتـــــا
فَـــــقـــــوتُ الروحِ أَرواحُ المَـــــعـــــانــــي
وَلَيــــسَ بِــــأَن طَـــعِـــمـــتَ وَأِن شَـــرِبـــتـــا
فَــــواظِــــبــــهُ وَخُــــذ بِــــالجِــــدِّ فــــيــــهِ
فَــــــإِن أَعــــــطــــــاكَهُ اللَهُ أَخَــــــذتــــــا
وَإِن أوتــــيــــتَ فــــيــــهِ طَــــويــــلَ بــــاعٍ
وَقــــالَ النــــاسُ إِنَّكـــَ قَـــد سَـــبَـــقـــتـــا
فَـــــلا تَـــــأمَـــــن سُـــــؤالَ اللَهِ عَــــنــــهُ
بِـــتَـــوبـــيـــخٍ عَـــلِمـــتَ فَهَـــل عَـــمِـــلتـــا
فَــــرَأسُ العِــــلمِ تَــــقــــوى اللَهِ حَــــقّــــاً
وَلَيــــسَ بِــــأَن يُــــقــــال لَقَــــد رَأَســـتـــا
وَضــــافــــي ثَــــوبِــــكَ الإِحــــســــانُ لا أَن
تُــــرى ثَــــوبَ الإِســــاءَةِ قَـــد لَبِـــســـتـــا
إِذا مــــا لَم يُــــفِــــدكَ العِــــلمُ خَـــيـــراً
فَــــخَــــيـــرٌ مِـــنـــهُ أَن لَو قَـــد جَهِـــلتـــا
وَإِن أَلقــــــاكَ فَهــــــمُــــــكَ فـــــي مَهـــــاوٍ
فَـــلَيـــتَـــكَ ثُـــمَّ لَيـــتَـــكَ مـــا فَهِـــمــتــا
سَـــتَـــجـــنـــي مِــن ثِــمــارِ العَــجــزِ جَهــلاً
وَتَـــصـــغُـــرُ فـــي العُــيــونِ إِذا كَــبُــرتــا
وَتُـــــفـــــقَـــــدُ إِن جَهِـــــلتَ وَأَنــــتَ بــــاقٍ
وَتــــوجَــــدُ إِن عَـــلِمـــتَ وَقَـــد فُـــقِـــدتـــا
وَتَــــذكُــــرُ قَــــولَتــــي لَكَ بَـــعـــدَ حـــيـــنٍ
وَتَـــغـــبِـــطُهـــا إِذا عَـــنـــهـــا شُـــغِــلتــا
لَسَــــوفَ تَــــعَــــضُّ مِــــن نَــــدَمٍ عَــــلَيـــهـــا
وَمـــا تُـــغـــنـــي النَــدامَــةُ إِن نَــدِمــتــا
إِذا أَبــــصَــــرتَ صَــــحــــبَـــكَ فـــي سَـــمـــاءٍ
قَـــد اِرتَـــفَــعــوا عَــلَيــكَ وَقَــد سَــفَــلتــا
فَـــراجِـــعـــهـــا وَدَع عَـــنـــكَ الهُـــوَيـــنــى
فَـــمـــا بِـــالبُـــطــءِ تُــدرِكُ مــا طَــلَبــتــا
وَلا تَــــحــــفِــــل بِــــمــــالِكَ وَاِلهُ عَـــنـــهُ
فَــــلَيــــسَ المــــالُ إِلّا مــــا عَــــلِمـــتـــا
وَلَيـــسَ لِجـــاهِـــلٍ فـــي النـــاسِ مَـــعـــنـــىً
وَلَو مُـــــــلكُ العِـــــــراقِ لَهُ تَـــــــأَتّـــــــى
سَـــيَـــنـــطِـــقُ عَـــنـــكَ عِـــلمُـــكَ فـــي نَـــدِيٍّ
وَيُـــكـــتَـــبُ عَـــنــكَ يَــومــاً إِن كَــتَــبــتــا
وَمـــا يُـــغــنــيــكَ تَــشــيِــيــدُ المَــبــانــي
إِذا بِـــالجَهـــلِ نَـــفـــسَـــكَ قَـــد هَــدَمــتــا
جَــــعَــــلتَ المــــالَ فَــــوقَ العِـــلمِ جَهـــلاً
لَعَـــمـــرُكَ فـــي القَـــضـــيَّةـــِ مـــاعَـــدَلتــا
وَبَــــيــــنَهُــــمــــا بِــــنَــــصِّ الوَحـــيِ بَـــونٌ
سَـــــــتَـــــــعـــــــلَمُهُ إِذا طَهَ قَـــــــرَأتــــــا
لَئِن رَفَـــــــعَ الغَـــــــنـــــــيُّ لِواءَ مـــــــالٍ
لَأَنــــتَ لِواءَ عِــــلمِــــكَ قَــــد رَفَــــعـــتـــا
وَإِن جَــــلَسَ الغَـــنـــيُّ عَـــلى الحَـــشـــايـــا
لَأَنـــتَ عَـــلى الكَـــواكِـــبِ قَـــد جَـــلَســتــا
وَإِن رَكِـــــبَ الجِـــــيـــــادَ مُـــــسَـــــوَّمـــــاتٍ
لَأَنـــتَ مَـــنـــاهِـــجَ التَـــقـــوى رَكِـــبـــتــا
وَمَهـــمـــا اِفـــتَـــضَّ أَبـــكـــارَ الغَـــوانـــي
فَــكَــم بِــكــرٍ مِــنَ الحِــكَــمِ اِفــتَــضَــضــتــا
وَلَيــــسَ يَــــضُــــرُّكَ الإِقــــتــــارُ شَــــيــــئاً
إِذا مــــا أَنــــتَ رَبَّكــــَ قَــــد عَــــرَفـــتـــا
فَـــــمـــــا عِــــنــــدَهُ لَكَ مِــــن جَــــمــــيــــلٍ
إِذا بِــــفِــــنــــاءِ طــــاعَــــتِهِ أَنَــــخـــتـــا
فَـــقـــابِــل بِــالقَــبــولِ صَــحــيــحَ نُــصــحــي
فَـــإِن أَعـــرَضـــتَ عَـــنـــهُ فَـــقَــد خَــسِــرتــا
وَإِن راعَــــــيــــــتَهُ قَــــــولاً وَفِــــــعــــــلاً
وَتــــــاجَــــــرتَ الإِلَهَ بِهِ رَبِــــــحــــــتــــــا
فَــــلَيــــسَــــت هَـــذِهِ الدُنـــيـــا بِـــشَـــيـــءٍ
تَــــســــوؤُكَ حُــــقــــبَــــةً وَتَـــسُـــرُّ وَقـــتـــا
وَغــــايَــــتُهــــا إِذا فَــــكَــــرَّت فــــيـــهـــا
كَـــفَـــيـــئِكَ أَو كَـــحُـــلمِـــكَ إِن حَـــلَمـــتــا
سُــــجِــــنــــتَ بِهــــا وَأَنــــتَ لَهــــا مُـــحِـــبٌّ
فَـــكَـــيـــفَ تُـــحِـــبُّ مـــا فــيــهِ سُــجِــنــتــا
وَتُــــطـــعِـــمُـــكَ الطَـــعـــامَ وَعَـــن قَـــريـــبٍ
سَــتَــطــعَــمُ مِــنــكَ مــا مِــنــهــا طَــعِــمـتـا
وَتَــــعــــرى إِن لَبِـــســـتَ لَهـــا ثِـــيـــابـــاً
وَتُــــكـــســـى إِن مَـــلابِـــسَهـــا خَـــلَعـــتـــا
وَتَـــــشـــــهَـــــدُ كُـــــلَّ يَـــــومٍ دَفـــــنَ خِــــلٍّ
كَــــأَنَّكــــَ لا تُــــرادُ بِــــمــــا شَهِــــدتــــا
وَلَم تُـــــخـــــلَق لِتَــــعــــمُــــرهــــا وَلَكِــــن
لِتَـــعـــبُـــرَهـــا فَـــجِـــدَّ لِمـــا خُـــلِقـــتـــا
وَإِن هُــــدِمَــــت فَــــزِدهــــا أَنــــتَ هَـــدمـــاً
وَحَـــصِّنـــ أَمــرَ ديــنِــكَ مــا اِســتَــطَــعــتــا
وَلا تَـــحـــزَن عَـــلى مـــا فـــاتَ مِـــنـــهـــا
إِذا مــــا أَنــــتَ فــــي أُخــــراكَ فُــــزتــــا
فَـــلَيـــسَ بِـــنـــافِـــعٍ مـــا نِـــلتَ فـــيــهــا
مِـــنَ الفـــانـــي إِذا البـــاقــي حُــرِمــتــا
وَلا تَــــضــــحَــــك مَـــعَ السُـــفَهـــاءِ لَهـــواً
فَـــإِنَّكـــَ سَـــوفَ تَـــبـــكـــي إِن ضَـــحِـــكــتــا
وَكَــــــيـــــفَ لَكَ السُـــــرورُ وَأَنـــــتَ رَهـــــنٌ
وَلا تَـــــدري أَتُـــــفــــدى أَم غَــــلِقــــتــــا
وَسَـــل مِـــن رَبِّكـــَ التَـــوفـــيـــقَ فـــيـــهــا
وَأَخـــــلِص فـــــي السُــــؤالِ إِذا سَــــأَلتــــا
وَنــــادِ إِذا سَــــجَــــدتَ لَهُ اِعــــتِــــرافــــاً
بِــــمـــا نـــاداهُ ذو النـــونِ بـــنُ مَـــتّـــى
وَلازِم بـــــــابَهُ قَـــــــرعــــــاً عَــــــســــــاهُ
سَــــيــــفــــتَــــحُ بـــابَهُ لَكَ إِن قَـــرَعـــتـــا
وَأَكـــــثِـــــر ذِكـــــرَهُ فـــــي الأَرضِ دَأبــــاً
لِتُــــذكَـــرَ فـــي السَـــمـــاءِ إِذا ذَكَـــرتـــا
وَلا تَــــقُــــل الصِــــبــــا فـــيـــهِ مَـــجـــالٌ
وَفَــــكِّر كَــــم صَــــغـــيـــرٍ قَـــد دَفَـــنـــتـــا
وَقُــــل لي يــــا نَــــصــــيــــحُ لَأَنــــتَ أَولى
بِـــنُـــصـــحِـــكَ لَو بِــعَــقــلِكَ قَــد نَــظَــرتــا
تُـــقَـــطِّعـــُنـــي عَـــلى التَـــفـــريـــطِ لَومــاً
وَبِـــالتَـــفـــريـــطِ دَهـــرَكَ قَـــد قَــطَــعــتــا
وَفـــي صِـــغَـــري تُـــخَـــوِّفُـــنــي المَــنــايــا
وَمـــا تَـــجـــري بِـــبـــالِكَ حـــيــنَ شِــخــتــا
وَكُـــنـــتَ مَـــعَ الصِـــبـــا أَهـــدى سَــبــيــلاً
فَــمــا لَكَ بَــعــدَ شَــيــبِــكَ قَــد نُــكِــســتــا
وَهـــا أَنـــا لَم أَخُـــض بَـــحــرَ الخَــطــايــا
كَـــمـــا قَـــد خُـــضـــتَهُ حَـــتّـــى غَـــرِقـــتـــا
وَلَم أَشـــــــرَب حُـــــــمَــــــيّــــــاً أُمِّ دَفــــــرٍ
وَأَنــــتَ شَــــرِبــــتَهـــا حَـــتّـــى سَـــكِـــرتـــا
وَلَم أَحــــــلُل بِــــــوادٍ فــــــيــــــهِ ظُــــــلمٌ
وَأَنــــتَ حَــــلَلتَ فــــيــــهِ وَاِنـــهَـــمَـــلتـــا
وَلَم أَنــــشَــــأ بِــــعَـــصـــرٍ فـــيـــهِ نَـــفـــعٌ
وَأَنــتَ نَــشَــأتَ فــيــهِ وَمــا اِنــتَــفَــعــتــا
وَقَــــد صــــاحَــــبــــتَ أَعـــلامـــاً كِـــبـــاراً
وَلَم أَرَكَ اِقـــتَـــدَيـــتَ بِـــمَـــن صَـــحِــبــتــا
وَنــــاداكَ الكِــــتــــابُ فَــــلَم تُــــجِــــبــــهُ
وَنَهــنَهَــكَ المَــشــيــبُ فَــمــا اِنــتَــبَهــتــا
لَيَـــقـــبُــحُ بِــالفَــتــى فِــعــلُ التَــصــابــي
وَأَقـــبَـــحُ مِـــنـــهُ شَـــيـــخٌ قَـــد تَـــفَـــتّـــى
فَـــأَنـــتَ أَحَـــقُّ بِـــالتَـــفـــنـــيـــدِ مِـــنّـــي
وَلو سَـــكَـــتَ المُـــســـيــءُ لَمــا نَــطَــقــتــا
وَنَــــفــــسَــــكَ ذُمَّ لا تَــــذمُــــم سِــــواهــــا
بِــــعَـــيـــبٍ فَهِـــيَ أَجـــدَرُ مَـــن ذَمَـــمـــتـــا
فَـــلَو بَـــكَـــت الدَمـــا عَـــيـــنــاكَ خَــوفــاً
لِذَنــــبِــــكَ لَم أَقُــــل لَكَ قَـــد أَمِـــنـــتـــا
وَمَـــــن لَكَ بِـــــالأَمــــانِ وَأَنــــتَ عَــــبــــدٌ
أُمِـــرتَ فَـــمـــا اِئتَـــمَـــرتَ وَلا أَطَـــعــتــا
ثَـــقُـــلتَ مِـــنَ الذُنـــوبِ وَلَســـتَ تَـــخـــشـــى
لِجَهــــــلِكَ أَن تَــــــخِــــــفَّ إِذا وُزِنـــــتـــــا
وَتُـــشـــفِـــقُ لِلمُـــصِـــرِّ عَـــلى المَـــعـــاصــي
وَتَــــرحَــــمُهُ وَنَــــفـــسَـــكَ مـــا رَحِـــمـــتـــا
رَجَـــعـــتَ القَهـــقَـــرى وَخَـــبَـــطـــتَ عَـــشــوا
لَعَــــمــــرُكَ لَو وَصَــــلتَ لَمــــا رَجَــــعـــتـــا
وَلَو وافَــــــــيــــــــتَ رَبَّكـــــــَ دونَ ذَنـــــــبٍ
وَنــــاقَــــشَـــكَ الحِـــســـابَ إِذاً هَـــلَكـــتـــا
وَلَم يَـــــظـــــلُمــــكَ فــــي عَــــمَــــلٍ وَلَكِــــن
عَـــســـيـــرٌ أَن تَـــقـــومَ بِـــمـــا حَـــمَــلتــا
وَلَو قَــــد جِــــئتَ يَــــومَ الفَــــصـــلِ فَـــرداً
وَأَبــــصَــــرتَ المَــــنــــازِلَ فـــيـــهِ شَـــتّـــى
لَأَعـــظَـــمـــتَ النَـــدامَـــةَ فـــيـــهِ لَهَـــفــاً
عَـــلى مـــا فـــي حَـــيــاتِــكَ قَــد أَضَــعــتــا
تَــــفِــــرُّ مِــــنَ الهَــــجــــيـــرِ وَتَـــتَّقـــيـــهِ
فَهَـــــلّا عَـــــن جَهَــــنَّمــــَ قَــــد فَــــرَرتــــا
وَلَســــتَ تُــــطــــيــــقُ أَهـــوَنَهـــا عَـــذابـــاً
وَلَو كُــــنــــتَ الحَــــديـــدَ بِهـــا لَذُبـــتـــا
فَـــــلا تُـــــكـــــذَب فَـــــإِنَّ الأَمـــــرَ جِـــــدٌّ
وَلَيــسَ كَــمــا اِحــتَــسَــبــتَ وَلا ظَــنَــنــتــا
أَبـــا بَـــكـــرٍ كَـــشَـــفـــتَ أَقَـــلَّ عَـــيـــبـــي
وَأَكـــــثَـــــرَهُ وَمُــــعــــظَــــمَهُ سَــــتَــــرتــــا
فَـــقُـــل مـــا شِـــئتَ فـــيَّ مِـــنَ المَـــخـــازي
وَضـــاعِـــفـــهـــا فَـــإِنَّكـــَ قَـــد صَـــدَقـــتـــا
وَمَهـــمـــا عِـــبـــتَـــنـــي فَـــلِفَـــرطِ عِــلمــي
بِـــبـــاطِـــنَـــتـــي كَـــأَنَّكـــَ قَـــد مَــدَحــتــا
فَــــلا تَــــرضَ المَــــعــــايِــــبَ فَهِـــيَ عـــارٌ
عَــــظـــيـــمٌ يُـــورِثُ الإِنـــســـانَ مَـــقـــتـــا
وَتَهــــوي بِــــالوَجــــيــــهِ مِــــنَ الثُـــرَيّـــا
وَتُــــبــــدِلُهُ مَــــكــــانَ الفَـــوقِ تَـــحـــتـــا
كَــــمـــا الطـــاعـــاتُ تَـــنـــعَـــلُكَ الدَراري
وَتَــــجــــعَـــلُكَ القَـــريـــبَ وَإِن بَـــعُـــدتـــا
وَتَــنــشُــرُ عَــنــكَ فــي الدُنــيــا جَــمــيــلاً
فَــتُــلفــى البَــرَّ فــيــهــا حَــيــثُ كُــنــتــا
وَتَـــمـــشـــي فـــي مَـــنـــاكِــبَهــا كَــريــمــاً
وَتَـــجـــنــي الحَــمــدَ مِــمّــا قَــد غَــرَســتــا
وَأَنــــــتَ الآن لَم تُــــــعــــــرَف بِـــــعـــــابٍ
وَلا دَنَّســــتَ ثَــــوبَــــكَ مُــــذ نَــــشَــــأتــــا
وَلا ســـــابَـــــقـــــتَ فـــــي مــــيــــدانِ زورٍ
وَلا أَوضَــــعــــتَ فـــيـــهِ وَلا خَـــبَـــبـــتـــا
فَـــإِن لَم تَـــنـــأَ عَـــنـــهُ نَـــشِــبــتَ فــيــهِ
وَمَــــن لَكَ بِــــالخَــــلاصِ إِذا نَـــشِـــبـــتـــا
وَدَنَّســـــَ مـــــا تَـــــطَهَّرَ مِـــــنــــكَ حَــــتّــــى
كـــــأَنَّكـــــَ قَــــبــــلَ ذَلِكَ مــــا طَهُــــرتــــا
وَصِــــرتَ أَســــيــــرَ ذَنــــبِــــكَ فــــي وَثــــاقٍ
وَكَــــيــــفَ لَكَ الفُــــكـــاكُ وَقَـــد أُسِـــرتـــا
وَخَـــف أَبـــنـــاء جِـــنــسِــكَ وَاِخــشَ مِــنــهُــم
كَــمــا تَــخــشــى الضَــراغِــمَ وَالسَــبَــنــتــى
وَخـــــالِطـــــهُـــــم وَزايـــــلهُـــــم حِـــــذاراً
وَكُــــن كــــالســــامِــــريَّ إِذا لَمِــــســــتــــا
وَإِن جَهِــــلوا عَــــلَيــــكَ فَـــقُـــل سَـــلامـــاً
لَعَــــلَّكَ سَــــوفَ تَــــســــلَمُ إِن فَــــعَــــلتــــا
وَمَـــــن لَكَ بِـــــالسَــــلامَــــةِ فــــي زَمــــانٍ
يَــــنــــالُ العُـــصـــمَ إِلّا إِن عُـــصِـــمـــتـــا
وَلا تَــــلَبَــــث بِــــحَــــيٍّ فــــيــــهِ ضَــــيــــمٌ
يُــــمــــيــــتُ القَــــلبَ إِلا إِن كُــــبِّلـــتـــا
وَغَــــــرِّب فَــــــالغَـــــريـــــبُ لَهُ نَـــــفـــــاقٌ
وَشَــــرِّق إِن بَــــريــــقَــــكَ قَـــد شَـــرِقـــتـــا
وَلَو فَـــوقَ الأَمـــيـــرِ تَـــكـــونُ فـــيـــهـــا
سُــــمُـــوّاً وَاِفـــتِـــخـــاراً كُـــنـــتَ أَنـــتـــا
وَإِن فَــــرَّقــــتَهــــا وَخَــــرَجــــتَ مِــــنـــهـــا
إِلى دارِ السَــــلامِ فَــــقــــدَ سَــــلِمــــتــــا
وَإِن كَــــرَّمــــتَهــــا وَنَــــظَــــرتَ مِــــنـــهـــا
بِـــإِجـــلالٍ فَـــنَـــفـــسَـــكَ قَـــد أَهَـــنـــتـــا
جَـــمَـــعـــتُ لَكَ النَـــصــائِحَ فَــاِمــتَــثِــلهــا
حَــيــاتَــكَ فَهِــيَ أَفــضَــلُ مــا اِمــتَــثَــلتــا
وَطَــــــوَّلتُ العِــــــتــــــابَ وَزِدتُ فــــــيــــــهِ
لِأَنَّكــــَ فــــي البَــــطـــالَةِ قَـــد أَطَـــلتـــا
فَــــلا تَـــأخُـــذ بِـــتَـــقـــصـــيـــري وَسَهـــوي
وَخُـــــذ بِـــــوَصِـــــيَّتـــــي لَكَ إِن رَشَــــدتــــا
وَقَــــد أَردَفــــتُهــــا سِــــتّــــاً حِــــســـانـــاً
وَكـــــانَـــــت قَــــبــــلَ ذا مِــــئَةً وَسِــــتّــــا
فَــــــــكَــــــــم ذا أَنــــــــتَ وَحَـــــتّـــــى
إِلى مــا فــيــهِ حَــظُّكـَ إِن عَـقَـلتـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو اسحاق الألبيري
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).