قصيدة تكرم أوصال الفتى بعد موته للشاعر أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت العربي

تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ


عدد ابيات القصيدة:16


تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ
تُـكَـرَّمُ أَوصـالُ الفَـتـى بَـعـدَ مَـوتِهِ
وَهُـــنَّ إِذا طـــالَ الزَمــانُ هَــبــاءُ
وَأَرواحُـنـا كَالراحِ إِن طالَ حَبسُها
فَــلا بُــدَّ يَـومـاً أَن تَـكـونَ سِـبـاءُ
يُــعَــيِّرُنــا لَفــظَ المَــعَــرَّةِ أَنَّهــا
مِـنَ العُـرِّ قَـومٌ فـي العُـلا غُـرَباءُ
فَــإِنَّ إِبــاءَ اللَيــثِ مــاحَـلَّ أَنـفُهُ
بِــــأَنَّ مَـــحَـــلّاتِ اللُيـــوثِ إِبـــاءُ
وَهَـل لَحِـقَ التَـثـريـبُ سُـكّـانَ يَـثرِبٍ
مِنَ الناسِ لا بَل في الرِجالِ غَباءُ
هُـمُ ضـارَبـوا أَولادَ فِهـرٍ وَجالَدوا
عَلى الدينِ إِذا وَشّى المُلوكَ عَباءُ
ضَـرابـاً يُـطَـيِّرُ الفَرخَ عَن وَكرِ أُمِّهِ
وَيَــتــرُكُ دِرعَ المَــرءِ وَهــيَ قَـبـاءُ
وَذو نَـجَـبٍ إِن كـانَ مـا قيلَ صادِقاً
فَــمــا فــيــهِ إِلّا مَـعـشَـرٌ نُـجَـبـاءُ
هَـل الديـنُ إِلّا كـاعِـبٌ دونَ وَصلِها
حِـــجـــابٌ وَمَهـــرٌ مُـــعــوزٌ وَحَــيــاءُ
وَمـا قَـبِـلَت نَـفسي مِنَ الخَيرِ لَفظَةً
وَإِن طـالَ مـا فـاهَـت بِهِ الخُـطَـباءُ
تَــفَــزَّعُ أَعــرابِــيَّةــٌ إِن جَـرَت لَهـا
نَــواعِــبُ يَــســتَــعــرِضـنَهـا وَظِـبـاءُ
وَمــا الأُرَبــى لِلحَــيِّ إِلّا مُــسِــفَّةٌ
عَــلى أَنَّهــُم فــي أَمــرِهِــم أُرَبــاءُ
تَعادَت بَنو قَيسِ بنِ عَيلانَ بِالغِنى
فَـثـابـوا كَـأَنَّ العَـسـجَـدَ الثُـؤَباءُ
وَلَولا القَـضـاءُ الحَتمُ أُخَبِيَ واقِدٌ
وَلَم يُــبـنَ حَـولَ الرافِـدَيـنَ خِـبـاءُ
وَعـادوا إِلى مـاكانَ إِن جادَ عارِضٌ
رَأَوا أَنَّ رَعـيـاً فـي البِـلادِ رِباءُ
يُـبـيـئونَ قَـتـلاهُـم بِـأَكـثَـرَ مِـنهُم
وَإِن قَــتَــلوا حُــرّاً فَــلَيــسَ يُـبـاءُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).
تصنيفات قصيدة تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ