البيت العربي

تلاحظني صروف الدهر شزراً
عدد ابيات القصيدة:23

تـلاحـظـنـي صـروف الدهـر شزراً
كـــأن عـــلي للأيـــام وتـــرا
ولولا مــا يـؤمـل مـن لقـاءٍ
تــقــطــع حــسـرةً وأذيـب قـهـرا
ولي قــلب عــليـك لمـا يـلاقـي
يـكـافـح مـن سعير الوجد جمرا
أفــرط فـيـك إن أفـرطـت وصـفـا
وأعـجـز عـنـك إن أعـجـزت شعرا
كــأن بــخــده ذهــبـاً صـقـيـلاً
أذاب عــليــه يــاقــوتــاً ودرا
ويـغـرس فـي ريـاض الدل غصناً
ويـطـلع فـي سـماء الحسن بدرا
ومــن يـجـري اللآلئ فـي أقـاح
يــمـازج ظـلمـه بـرداً وخـمـرا
ومـن يـدعو القلوب إلى مناها
بـعـيـنـيـه فـلا تـأتـيه قسرا
فـيـا من تمسك الأوصاف عنه
أعـنـة وصـفـنـا نـظـمـاً ونثرا
نثرت لنا على الكافور مسكاً
ولم تنشر على القرطاس حبرا
سـأسـحـب فـيك أذيال الأماني
وألبـس تـحـت ثـوب السقم صبرا
هـفـا عـطـر الجـنـوب له نسيم
أقـول إذا أنـاسـم مـنـه نـشرا
فـدبـج مـن بـسـيـط الفكر روضاً
أنـيـقـاً مـشرق الجنبات نضرا
نـقـشـت بـحالك الأنقاس نوراً
جــلا لعـيـونـنـا نـوراً وزهـرا
فـأحـيـانـي وقـد غـودرت مـيـتاً
وأنــشــرنـي وقـد ضُـمِّنـت قـبـرا
قـرأت كـتـابـك الأعـلى مـحلاً
لدي ومــوقــعــاً ويــداً وقــدرا
فـيـا مـن غـاب عـن عـيني مشوقٍ
يـرى لنـواه طـعـم العـشـق مرا
أصـم مـسـامـع الدنـيـا عـويـلاً
وهــز جــوانــح الأيـام ذعـرا
ولو نـشـر الذي أطـوى عـليه
عـلى مـن تـحـتويه الأرض طرا
أقلب في الدجى طرفاً كليلاً
إذا جــيــب الظــلام عــلي زرا
وفـي عـيـنـي دمـوع ليـس ترقا
وفــي قـلبـي صـدوع ليـس تـبـرا
لو اسـتـسـقـى الغليل به لروى
أو استشفى العليل به لأبرا
لعـل الدهـر يـمـتع منك طرفي
ويـعـقب بعد عسر الحال يسرا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو إسحاق الحُصْري
(نقلا عن الزركلي وقد اعتمد في وفاته كلام ابن بسام في الذخيرة واعتمد صاحب "معجم المؤلفين" كلام ابن خلكان وهو قوله:
توفي أبو إسحاق المذكور بالقيروان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وقال ابن بسام في الذخيرة: بلغني أنه توفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، والأول أصح، رحمه الله تعالى. وذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتاب الجنان في الجزء الأول في ترجمة أبي الحسن علي بن عبد العزيز المعروف بالفكيك أن الحصري المذكور ألف كتاب زهر الآداب في سنة خمسين وأربعمائة، وهذا يدل على صحة ما قاله ابن بسام، والله أعلم).
يضاف إلى ذلك أن ابن خالته صاحب "يا ليل الصب" وفاته سنة 468هـ
قال ياقوت في معجم الأدباء (نشرة إحسان عباس 1 / 158)
قال ابن رشيق: مات بالمنصورة، من أرض القيروان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وقد جاوز الأشد. وكان شاعراً، نقاداً، عالماً بتنزيل الكلام، وتفصيل النظام، يحب المجانسة والمطابقة، ويرغب في الاستعارة، تشبهاً بأبي تمام في أشعاره، وتتبعاً لآثاره، وعنده من الطبع ما لو أرسله على سجيته، لجرى جري الماء، ورق رقة الهواء، كقوله في بعض مقطعاته ...إلخ. (ثم أورد قطعتين لم يوردهما ابن بسام في الذخيرة).
(1) كذا في الأعلام ج1 ص 50 وهو كلام ابن خلكان . قال: (والحصري - بضم الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة وبعدها راء مهملة - نسبة إلى عمل الحصر أو بيعها). وفي معجم المؤلفين: نسبته إلى الحصر قرية حذو القيروان
(2) وفي مجلة الفيصل السنة الأولى عدد 10 ص 16 مقارنة بين الكتاب وكتاب طوق الحمامة بقلم د. محمد بن سعد الرويشد
(3) ومراجعه (سير النبلاء - خ - وإرشاد الأريب ١: ٣٥٨ ووفيات الأعيان ١: ١٣ وأورد خلافا في تاريخ وفاته. والحلل السندسية في الاخبار التونسية ٩٩ وفيه: ألف كتابه زهر الآداب سنة ٤٥٠ ه. ومذكرات الميمني - خ -.