البيت العربي

جاء طفل يروم بيع حصير
عدد ابيات القصيدة:18

جــاء طــفــل يــروم بــيـع حـصـيـر
زخـرفـتـه بـالنـقـش أيـدي الصـين
وإذا صــوروا الغــوانــي بــفــلك
فـــخـــيـــالي مـــصــور ذو فــنــون
صوروا البحر في الحصير لكي يش
رى ويـقـنـى والبـحـر يـزخر دوني
فــأثــاث البــيــوت ليـس بـأبـهـى
مـن ريـاض الأقـاح واليـاسـمـين
كــل هــذا الوجـود بـيـتـي وفـيـه
مـن بـديـع الأثـاث مـا يـكفيني
لســت أشــري الأثــاث كــل أثــاث
لعــيــونــي يــلوح مــلك عــيـونـي
كــــل ليـــل آوي لبـــيـــت كـــراء
بــي لا يــرتــضــي ولا يـرضـيـنـي
كــل هـذا الوجـود بـيـتـي ومـالي
فـيـه بـيـت عـنـد الدجـى يـؤويني
قـــلت مـــالي بــيــت أزيــنــه أو
أي بـــيـــت فــنــاؤه يــحــويــنــي
ثــم قــال اشـتـر الحـصـيـر وزيـن
لك بــيــتــا يـليـق بـالتـزيـيـن
جـاءنـي الطـفـل وهـو يـحـسـب أني
ذو نــقــود تـغـري وكـنـز دفـيـن
وكــأن الفــلك الذي ضــم غــيــدا
صــدف قــد طــفــا بــدر ثــمــيــن
سـعـد البـحـر فـي حـشـاه وفـي أع
لاه در مــــكــــلل للجــــبــــيــــن
فــتــمـنـت نـفـسـي الركـوب بـفـلك
يــــتـــحـــلى بـــلؤلؤ مـــكـــنـــون
وعـــليـــه نـــوتـــيــةٌ مــن غــوانٍ
جـــاذفـــات فــيــه بــكــل ســكــون
فـيـه بـحـر يبدو وفي البحر فلك
وعــلى الفــلك بــضــع حــور عـيـن
صـوروا الكـائنـات تـزهـو وعـندي
صــور فــقــن عــالم التــكــويــن
وإذا كـنـت مـا اقـتـنـيـت أثـاثا
فـخـيـالي أبـهـى الأثـاث يـريـني
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة