البيت العربي
جعلتُ كوخيَ قصرا
عدد ابيات القصيدة:41
جـــعـــلتُ كــوخــيَ قــصــرا
مــــــلآن مــــــنــــــي درّا
فــلي عــلى الفــقـرٌ أجـرٌ
لو يــمـلك الفـقـر أجـرا
وكـــم رفـــعــت بــثــوبــي
بــاليــن ثــوبــا وسـتـرا
فـــاعـــتــز كــل فــقــيــر
وقــال يــا فــقــر شـكـرا
حتى ازدهوا بي وقالوا
إنّ مــع العــســر يــســرا
بــاهــوا بــأنــيَ مــنـهـم
أنـــا المـــمــجّــد ذكــرا
أنـــا المـــكــرَّم شــأنــا
أنــا المــعّــظــم شــعــرا
كـــذاك أصـــنـــع مـــلكــاً
يــحــوي الصـعـاليـك طـرا
رئيـــســـهــم أنــا فــيــه
مـــــمـــــلّك لم يــــغــــرا
لهـــم وقـــفــت حــيــاتــي
روحــاً وشــعــراً وفــكــرا
أحــبــوهــمُ كــل عــطــفــي
أنــســاً ولطـفـاً و بـشـرا
كــســوتــهــم بـي مـقـامـاً
وحــــــلّةً لا تــــــعــــــرّى
فـصـار ذو الفـقـر مـنـهم
بــالعــزّ أغــنــى وأثــرى
إن لم أهــبــهــم بــوفــرٍ
أصّــيــر الفــقــيـر وفـرا
ومـــانـــح العــز أســمــى
مـن مـانـح المـال كـبـرا
فـــذاك يـــرفـــع شـــأنــاً
وذاك يــــخــــفـــض قـــدرا
يـا مـانـح المـال جـهـرا
وســــارق المــــال ســــرا
ســبـبـت بـالجـود مـن قـد
ســلبــتــه المــال غــدرا
أمــا جــعــلت بــفــقــري
له مــــقــــامـــاً وأمـــرا
فـــســـالب العــز أقــســى
مــن سـالب المـال قـسـرا
يــــحــــق لي أخـــذ أجـــرٍ
مــن الفــقــيــر المـعـرَّى
حـــتـــى أعـــزَّ فـــقــيــراً
فــيــصــبـح الفـقـر ذخـرا
تـــواضـــع القــصــر لمــا
تــــخـــذتـــه لي مـــقـــرّا
فــلم يــعــد مــشــمــخــرّا
يـزهـو عـلى الكـوخ كبرا
كـــأن ســـكـــنـــاي فــيــه
غــــزوٌ وأعــــظـــمُ أمـــرا
أخــضــعــتــه بــاحـتـلالي
فـــانـــصــاع ذلاّ وأســرا
الفـقـر بـي احـتـل قـصراً
ليــقــهــر المــال قـهـرا
فــــصــــار كــــل غــــنــــيٍ
ليــقــهــر المــال قـهـرا
فــــصــــار كــــل غــــنــــيٍّ
الي ّيــــنــــظـــر ســـزرا
فـــقـــد حــطــمــت غــنــاه
فــصــار بــالفـقـر مـغـري
وقـــد حـــطـــمـــت غــرورا
فــيــه وأشــيــاء أخــرى
وهــــكــــذا كــــلّ دأبــــي
أدنــــي وأرفـــع قـــدرا
فــأجــعــل القـصـر كـوخـا
وأجــعــل الكــوخ قــصــرا
وأتــرك القــفــر مــدنــا
وأتـــرك المـــدن قــفــرا
وأجــعــل الفــقــر مــالا
وأجــعــل المــال فــقــرا
أغــزو بــبــالي ثــيـابـي
مـــن بـــالمــلابــس غــرا
حــتــى أريــه جـديـد الل
لبـــاس أصـــبـــح قـــبــرا
يـا عـابـد اللبـس مـهـلاً
يــا بـالي الثـوب صـبـرا
لبــــســــت بــــاليَ ثــــوبٍ
ليــصــبــح الفـقـر فـخـرا
مــــمــــثــــل للمــــقــــلي
ن أجــعــل القــل كــثــرا
وســـارق الليـــل أدنــى
مــن سـالب النـاس ظـهـرا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة