البيت العربي
جَلَت ظُلَمَ الأَقدارِ حِينَ تَجَلَّتِ
عدد ابيات القصيدة:31
جَــلَت ظُــلَمَ الأَقــدارِ حِــيــنَ تَــجَــلَّتِ
وَلَم تُــــــبـــــقِ لِلآلامِ لَمّـــــا أَلَمَّتِ
وَمُـذ سَـفَـرَت عَـن سـافِـرِ الحُسنِ سافَرَت
رِكــابُ هُــمُـومٍ فـي الفُـؤادِ اسـتَـقَـرَّتِ
عَــــزِيــــزَةُ مُـــلكٍ رَبُّ مَـــلكٍ تُـــعِـــزهُ
وَلَكِــن دُعــاء الفَــضـلِ بـاليُـمـنِ لَبَّتِ
فَـأَنـعِـم بِهـا إِذ أَنـعَـمـتَ بِـمَـزارِهـا
بِــلا مَــوعِـدٍ لَكِـن إِلَى الوَعـدِ أَومَـتِ
فَــبَــشَّرتُ نَـفـسِـي أَنَّ حُـكـمـاً أَثـارَهـا
لِسَـــعـــدٍ وَمِــن آثــارِهِ بُــرءُ عِــلَّتِــي
فَــمَــا مُــغــزِلٌ لِلرَّوضِ تَــقــطِـفُ نَـورَهُ
وَتَــرنُــو لِخِــشــفَــيـهـا بِـحُـسـنِ تَـلَفُّتِ
ولا العِـقـدُ يَـزهُـو بـالفَـرائِدِ سِمطُهُ
مَـتـى يَـرَهُ الدِهـقانُ ذُو الحِذقِ يُبهَتِ
بـأحـسَـنَ مِـنـهـا حِـيـنَ مِـطـتُ لِثـامَهـا
وثَــنَّيــتُ مِــن أَعــطــافِهــا فَــتَــثَــنَّتِ
وَأَنــهَــلتُ مِـن جِـريَـالِ عَـذبِ رُضـابِهـا
عِــطــاشَ سَــوامِ النَــفــسِ رَيّــا وَعَــلَّتِ
وَمـــا هِـــيَ إِلا بَــعــضُ جُــودِ مُــمَــدَّحٍ
إِلى ذِروَةِ العَــليَــا أَهَــامَ فــأَمـطَـتِ
أَبــيٌّ حَــمِــيُّ الأَنــفِ سَــابِــقُ حَــلبَــةٍ
إِلى نَــيــلِ غــايـاتِ المَـكـارِمِ أَجـرَتِ
إِذا كـانَ سَـعـيُ النـاسِ شَـتّـى فَـسَـعيُهُ
لِمَـا فـيـهِ أَجـرٌ أَو بِهِ النـاسُ أَثـنَتِ
جــريــءُ جَــنــانٍ لا يُــطــاقُ حَــمـاسَـةً
وَذُ قَــدَمٍ فِــي رَوضَــةِ الحِــلمِ مُــثـبَـتِ
لَهُ نَـــفـــسُ حُـــرٍّ لا تَـــزالُ مُـــغِـــذَّةً
لِمــجــدٍ فَــإِن تَـسـبِـق إِلَيـهِ اطـمَـأَنَّتِ
إِذا المَكرُمَاتُ الغُرُّ لُحنَ انبَرَى لَها
كَــأَن لَم تَــكُــن إِلا لَهُ قَــد تَــصَــدَّتِ
نَـفُـورٌ عَـنِ الفَـحشاءِ حَربٌ لِذِي الخَنا
حَــلِيــفُ تُــقــىً مِــنــهُ الضَّمـائِرُ عَـفَّتِ
ذَكِــــيُّ فُـــؤَادٍ أَلمَـــعِـــيُّ قَـــرِيـــحَـــةٍ
وَمِـــقـــوَلُ أَقــيَــالٍ لَهُ الصَــدرُ أَولَتِ
نَــبِــيـهٌ صِـفـاتُ الفَـضـلِ فـيـهِ غَـرائِزٌ
فَهِـــمَّتـــُهُ مُـــذ كـــانَ لِلمَـــجـــدِ أَمَّتِ
وَلَو لَم تَــكُــن تِــلكَ الصِّفــَاتُ سَـجِـيَّةً
عَنِ الاقتِدا فِي السَّيرِ بِالغَيرِ أَغنَتِ
لأَحـسَـبُهُ فـي الجُـودِ والفَضل والعُلا
مَــنــارَ مَــسـاعِـي مَـن لَهُ الشُـوسُ ذَلَّتِ
هُـوَ المَـلكُ عِـيـسَـى مَـن مُـلُوكُ زَمـانِهِ
إِلَيــهِ مَــقــالِيــدَ المَــكــارِمِ أَلقَــتِ
أَجَـــلُّهُـــمُ قَـــدرَاً وَأَضـــخَــمُهُــم عُــلاً
وأَنــداهُــمُ كَــفّــاً إِذا السُــحـبُ شَـحَّتِ
وَأَرحَـبُهُـم صَـدراً إِذا الأَمـرُ أَبـهَـمَت
مَـــنـــاهِـــجُهُ مِـــن هَـــولِهِ وَادلَهَـــمَّتِ
وَحَــســبِــيَ مِــن عَــدِّي مَــزايـاهُ إِنَّهـا
لَكَــالشَّمــسِ فِــي كُــلِّ البِــلادِ تَـجَـلَّتِ
فَـيـا نَـجـلَهُ المَـيـمُـونَ أَعـنِي مُحَمَّداً
تَـبَـوَّأتَ أعـلا قُـنَّةـِ المَـجـدِ فَـاثـبُـتِ
شَــــرُفـــتَ بـــآبـــاءٍ وَنَـــفـــسٍ أَبِـــيَّةٍ
فَــعَــيـنُ المَـعـالِي والهُـدى بِـكَ قَـرَّتِ
أَفـي كُـلِّ يَـومٍ أَنـتَ مُـبـدِي مَـحـاسِـنـاً
مِـنَ الفَـضلِ والأَفضالُ فِي الناسِ عَزَّتِ
كَــتَــبــتَ تــشــافــي لِي بِــغُـرٍّ فَـرائِدٍ
بِـحُـسـنِ المَـعـانِـي والمَباني استَقَلَّتِ
فَـلا زِلتَ مَـحـرُوسـاً مِنَ الناسِ شافِياً
سِــقــامَ المَـعـالِي إِن بـبـأسـاءَ مُـسَّتِ
وَسـامِـح مُـحِـبّـاً طـالَ بـالنَـظـمِ عـهدُهُ
وَأَصــبَــحَ ذا فِــكــرٍ بِــبَــيــنٍ مُــشَـتّـتِ
وَغـــالِبُ ظَـــنّـــي أَنَّكـــُم سَــتَــرَونَهَــا
بِـعَـيـنِ رِضـاً إِن تُـبـصِـرِ العَـيبَ أَغضَتِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: عبد العزيز بن حمد آل مبارك
ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.
حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.
وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.
توفي في الأحساء.
له: تدريب السالك.