قصيدة جميل بعيني هذا المصيف للشاعر أحمد الصافي النجفي

البيت العربي

جميل بعيني هذا المصيف


عدد ابيات القصيدة:13


جميل بعيني هذا المصيف
جــمـيـل بـعـيـنـي هـذا المـصـيـف
واجــمـل مـا فـيـه فـقـد البـشـر
فــمــا فــيــه مــن نـاطـق مـقـلق
يــشــوش لي مــا أرى مــن صــور
ولا مـــن مـــغـــن بـــألحـــانـــه
يــشــوش لحــن حــفــيــف الشــجــر
انـام مـع الطـيـر عـنـد المساء
ويـوقـظـنـي الطـيـر عـنـد السحر
مــصــيــفــيَ ذا مــقـفـراً خـاليـاً
فــإن جــاءه النــاس مــنـه أَفِـرّ
كـذا البـوم إن أقـبـلت للرياض
تـصـيـح البـلابـل هـل من مفر
فـكـم عـابـر مـنـهـمُ فـي الطريق
عــليـنـا الشـقـاء بـه قـد عـبـر
اذا مــا تــخــاطــب مــع صــحـبـه
يـــهـــون لديــك خــوار البــقــر
تــنــزهـهـم كـانـفـلات الحـمـيـر
نــهــيــق ورفــس و أشــيـا أخـر
أتو في ليالي الهنا المقمرات
فــضــج الهــنــاء وضــج القــمــر
فـــلو عـــرف البــدر مــن جــاءه
لأخــفــى مــحــاســنـه واسـتـتـر
ولو عــــرف البـــدر عـــشـــاقـــه
لكــان بــليـل التـمـام اسـتـسـر
ولو عــقـل البـدر ثـم اسـتـطـاع
رمــى مــدعــي حــبــه بــالحـجـر
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

هو أحمد بن علي الصافي الحسيني العلوي يعود نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم.
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ 
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
             وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في                  "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة