البيت العربي
حَتّامَ أَرضى في هَواكَ وَتَغضَبُ
عدد ابيات القصيدة:76
حَــتّــامَ أَرضــى فــي هَــواكَ وَتَــغـضَـبُ
وَإِلى مَــتــى تَــجــنــي عَـليَّ وَتَـعـتَـبُ
مــــا كــــانَ لي لولا مَــــلالُكَ زَلَّةٌ
لَمّـــا مَـــلِلتَ زَعَــمــتَ أَنّــي مُــذنِــبُ
خُــذ فـي أَفـانـيـنِ الصَـدودِ فَـإِنَّ لي
قَــلبــاً عَــلى العِــلّاتِ لا يُــتَـغَـلَّبُ
أَتَــظُــنَّنــي أَضــمَــرتُ بَــعــدَكَ سَــلوَةً
هَــيــهــاتَ عَــطــفُـكَ مِـن سُـلوّي أَقـرَبُ
لي فـيـكَ نـارُ جَـوانِـحٍ مـا تَـنـطَـفـي
حَــرَقــاً وَمــاءُ مَــدامِــعٍ مـا يَـنـضُـبُ
أَنَــســيــتَ أَيّــامــاً لَنــا وَلَيـالِيـاً
لِلَّهــوِ فــيــهــا وَالبِــطــالَةِ مَـلعَـبُ
أَيّـــامَ لا الواشـــي يَــعُــدُّ ضَــلالَةً
وَلَهــي عَــلَيــكَ وَلا العَــذولُ يُــؤَنِّبُ
قَـد كُـنـتَ تُـنـصِـفُـنـي المَوَدَّةَ راكِباً
فــي الحُــبِّ مِــن أَخـطـارِهِ مـا أَركَـبُ
فَـاليَـومَ أَقـنَـعُ أَن يَـمُـرَّ بِـمَـضـجَـعي
فـي النَـومِ طَـيـفُ خَـيـالِكَ المُـتَـأَوِّبُ
مـا خِـلتُ أَوراقَ الصِـبـى تَـذوى نَـضا
رَتُهــا وَلا ثَــوبُ الشَـبـيـبَـةِ يُـسـلَبُ
حَـتّـى اِنـجَـلى لَيلُ الغَوايَةِ وَاِهتَدى
سـاري الدُجـى وَاِنـجـابَ ذاكَ الغيهَبُ
وَتَـنـافَـرَ البـيـضُ الحِـسـانُ فَـأَعرَضَت
عَــنّــي سُــعــادُ وَأَنــكَــرَتـنـي زَيـنَـبُ
قــالَت وَريـعَـت مِـن بَـيـاضِ مَـفـارِقـي
وَشُـحـوبِ جِـسـمـي بـانَ مِـنـكَ الأَطـيَـبُ
إِن تَـنـقِـمـي سُـقـمـي فَـخَـصـرُكِ نـاحِـلٌ
أَو تُــنـكِـري شَـيـبـي فَـثَـغـرُكِ أَشـنَـبُ
يـا طـالِبـاً بَـعـدَ المَـشـيـبِ غَـضـارَةً
مِــن عَــيــشِهِ ذَهَـبَ الزَمـانُ المُـذهَـبُ
أَتَــرومُ بَــعــدَ الأَربَـعـيـنَ تَـعُـدُّهـا
وَصــلَ الدُمــا هَـيـهـاتَ عَـزَّ المَـطـلَبُ
وَمِــنَ السَــفــاهِ وَقَــد شَــآكَ طِــلابُهُ
نَـــفـــعــاً تَــطَــلَّبَهُ وُفــودُكَ أَشــيَــبُ
لَولا الهَوى العُذرِيُّ يا دارَ الهَوى
مــا هــاجَ لي طَــرَبــاً وَمــيــضٌ خُــلَّبُ
كَـلّا وَلا اِسـتَـجـدَيـتُ أَخـلافَ الحَيا
وَنَـــدى صَـــلاحِ الديـــنِ هـــامٍ صَــيِّبُ
مَـــلِكٌ تَـــرَفَّعـــَ عَـــن ضَــريــبٍ قَــدرُهُ
فَــإِلَيــهِ أَكــبــادُ الرَواحِــلِ تُـضـرَبُ
أَردى لَهُ الأَعـــــداءَ جَـــــدٌّ غــــالِبٌ
وَحَــمــى المَـمـالِكَ مِـنـهُ لَيـثٌ أَغـلَبُ
يُــرجـى وَيُـرهَـبُ بَـأسُهُ وَالمـاجِـدُ ال
مِــفــضــالُ مَـن يُـرجـى نَـداهُ وَيُـرهَـبُ
ثَــبـتٌ إِذا غَـشِـيَ الوَغـى وَالزاعِـبِـي
يَــــةُ شُــــرَّعٌ وَالأَعـــوَجِـــيَّةـــُ شُـــرَّبُ
مُــــخــــضَــــرَّةٌ أَكــــنـــافُهُ لِوُفـــودِهِ
وَالعــامُ مُــحــمَــرُّ الذَوائِبِ أَشــهَــبُ
أَرضٌ بِـــرَوضِ المَـــكــرُمــاتِ أَريــضَــةٌ
وَثَــرى بِــنــوّارِ الفَــضــائِلِ مُــعـشِـبُ
صَــبٌّ بِــتَــشــيِــيــدِ المَــآثِـرِ مُـتـعَـبٌ
فــيــهـا وَمَـن شـادَ المَـآثِـرِ يَـتـعَـبُ
حَـمَـلَت بِهِ بَـعـدَ العُـقـامِ فَـأَنـجَـبَـت
أُمُّ العُـــلى مـــا كُـــلُّ أُمٍّ مُـــنــجِــبُ
مَــلَكَــت سَــجــايــاهُ القُــلوبَ مَـحَـبَّةً
إِنَّ الكَــريــمَ إِلى القُــلوبِ مُــحَــبَّبُ
كَـــفٌّ تَـــكُـــفُّ الحـــادِثـــاتِ وَراحَـــةٌ
تَــــرتــــاحُ لِلجَــــدوى وَقَـــلبٌ قُـــلَّبُ
وَنَــدى يَهَــشُّ إِلى العُــفـاةِ تَـكَـرُّمَـاً
وَمَـــواهِـــبٌ بِـــالطـــارِقــيــنَ تُــرَحِّبُ
وَصَــرامَــةٌ كَــالنــارِ شــابَ ضِـرامَهـا
خُـــلقٌ أَرَقُّ مِـــنَ المُـــدامِ وَأَطـــيَــبُ
تُـغـريـهِ بِـالعَفوِ الجُناةُ كَأَنَّما ال
جـــانـــي إِلَيــهِ بِــذَنــبِهِ يَــتَــقَــرَّبُ
فَــيَـرى لَهُـم حَـقّـاً عَـليـهِ وَلَم يَـكُـن
لِيـبـيـنَ فَـضـلُ العَـفوِ لَولا المُذنِبُ
يــاطــالِبـي شَـأوَ اِبـنَ أَيّـوبَ قِـفـوا
أَنــضــاءَكُــم مــا كُــلُّ شَــأوٍ يُــطــلَبُ
لا تَقتَنوا لِأَبي المُظَفَّرِ في النَدى
أَثَـراً فَـلا تَـسـمـوا إِلَيـهِ فَتَتعَبوا
بِـكَ يـاصَـلاحَ الديـنِ يوسُفَ أَكثَبَ ال
نــائي وَرَفَّ المُــقــشَــعِــرُّ المُــجــدِبُ
ذَلَّلتَ أَخـــــلاقَ الزَمـــــانِ لِأَهــــلِهِ
فَــأَطــاعَ وَهــوَ الخــالِعُ المُــتَـصَـعِّبُ
وَأَقَــمــتَ ســوقــاً لِلمَـدائِحِ مُـربِـحـاً
فَــإِلَيــهِ أَعــلاقُ الفَــضــائِلُ تُـجـلَبُ
وَنَهَــضــتَ لِلإِسـلامِ نَهـضَـةَ صـادِقِ ال
عَــزَمــاتِ تَــرأَبُ مَــن ثَــآهُ وَتَــشـعَـبُ
وَغَـضِـبـتَ لِلديـنِ الحَـنـيـفِ وَلَم تَـزَل
فـي اللَهِ تَـرضـى مُـنـذُ كُـنـتَ وَتـغضَبُ
غــادَرتَ أَهــلَ البَــغــيِ بَـيـنَ مُـجَـدَّلٍ
لَقِـــيَ الحِـــمـــامَ وَخـــائِفٍ يَــتَــرَقَّبُ
أَو هـارِبٍ ضـاقَـت عَـليـهِ بِـرُحبِها ال
أَرضُ الفَــضــاءُ وَأيـنَ مِـنـكَ المَهـرَبُ
فَـاصـبَـح بِـلاَدَ الرومِ مِـنـكَ بِـغـارَةٍ
لِلنَــصــرِ فــيــهــا رائِدٌ لا يَــكــذِبُ
وَاَنـكِـح صَـوارِمَـكَ الثُـغـورَ يَـزورُهـا
فــي كُــلِّ يَــومٍ مِــن جُـيـوشِـكَ مِـقـنَـبُ
وَاِحــسِــم بِــحَــدِّ ظُــبــاكَ داءً حَـسـمُهُ
وَدَواؤُهُ بَــعــدَ التَــفــاقُــمِ يَــصـعُـبُ
حَــتّــى يُــرى لِلمَــشــرَفــيَّةــِ مَــطـعَـمٌ
بِـالفَـتـكِ مِـن تِـلكَ الدِمـاءِ وَمَـشـرَبُ
فَـالعَـدلُ لَيـسَ بِـنـاجِـعٍ أَو تَـنـثَـنـي
وَغِــرارُ نَــصــلِكَ بِــالنَــجـيـعِ مُـخَـضَّبُ
لا تَــعــفُــوَنَّ إِذا ظَــفِــرتَ بِــمُـجـرِمٍ
مِــنــهُــم فَــرُبَّ جَــريــمَــةٍ لا تـوهَـبُ
فَــلتَــشــكُــرَنَّكــَ أُمَّةــٌ تَــحــنـو عَـلى
ضُـعَـفـائِهـا حَـدَبـاً كَـمـا يَحنو الأَبُ
وَاِخـلَع قُـلوبَ النـاكِـثـيـنَ بِـلُبـسِها
خِــلَعــاً إِلى شَـرَفِ الخِـلافَـةِ تُـنـسَـبُ
فَــرَجــيَّةــٌ وَشـيٌ يَـكـادُ شُـعـاعُهـا ال
ذَهَــبِــيُّ بِــالأَبــصـارِ حُـسـنـاً يَـذهَـبُ
وَعِــمــامَـةٌ مـا تـاجُ كِـسـرى مِـثـلُهـا
فـي الفَـخـرِ وَهـوَ بِـرَأسِ كِـسرى يُعصَبُ
وَمُهَـــنَّدٌ طَـــبَــعَــتــهُ قَــحــطــانٌ وَأَه
دَتــهُ إِلى مُــضَــرٍ قَــديــمــاً يَــعــرُبُ
يَــفــري بِــجَــوهَــرِهِ وَمــاءِ صِــقــالِهِ
وَمَــضــاءِ عَــزمِــكَ فَهــوَ قـاضٍ مِـقـضَـبُ
خُــضِـبَ النُـضـارَوا إِنَّهـُ بِـدَمِ العِـدى
عَــمّــا قَــليــلٍ فــي يَــدَيــكَ يُــخَــضَّبُ
أَمــســى عَــتــاداً لِلخَـلائِفُ بَـيـنَهُـم
مُـــتَـــوارَثــاً يــوصــي بِهِ لِاِبــنٍ أَبُ
وَتَـــحَـــلَّ مِـــنـــهــا طَــوقَ مُــلكٍ رَبَّهُ
عِـــنـــدَ المُـــلوكِ مُـــعَــظَّمــٌ وَمُــرَحَّبُ
فَـــاللَهُ طَـــوَّقَ جِــبــرِئيــلَ كَــرامَــةً
لَم يـــوتَهـــا مَـــلَكٌ سِـــواهُ مُــقَــرَّبُ
وَرُعِ العِــدى مِــنــهــا بِـأَدهَـمَ رائِعٍ
يَــعــنــو لِغُــرَّتِهِ الصَـبـاحُ الأَشـهَـبُ
سَـــلَبَ الدُجـــى جِـــلبـــابَهُ فَهِــلالُهُ
وَنُــــجــــومُهُ سَـــرجٌ عَـــليـــهِ مُـــرَكَّبُ
وَاِفـاكَ يُـصـحِـبُ في القِيادِ وَلَم يَكُن
لَو لَم تَـرُضـهُ يَـدُ الخَـليـفَـةِ يُـصـحِبُ
وَبِــرايَــةٍ سَــوداءَ قَــلبُ الشِـركِ مُـذ
عُــقِــدَت لِمُــلكِــكَ مُــســتَـطـارٌ مُـرعَـبُ
فَـــكَـــأَنَّهـــا أَســـدافُ لَيــلٍ مُــظــلِمٍ
وَسِــنــانُ عــامِــلِهـا عَـليـهـا كَـوكَـبُ
فَــأَفِــض مَــلابِــسَهــا عَــليــكَ عَـطـيَّةً
لا تُــســتَــرَدُّ وَنِــعــمَــةً لا تُــســلَبُ
وَاِلبَــس شِــعــاراً مــا تَـجَـلَّلَ مِـثـلَهُ
لِسِــوى الأَإِمَّةــِ مِــن قُــرَيـشٍ مَـنـكِـبُ
مِــمّــا تَــخَــيَّرَهُ الخَــليــفَـةُ مِـنـحَـةً
لَكَ فَـاِصـطَـفـاهُ كِـفـاءَ مـا تَـسـتَـوجِبُ
النــاصِــرُ النَــبَــويُّ مَــحــتِـدُهُ وَمَـن
عــيــصُ الرَســولِ بِــعــيــصِهِ مُــتَــأَشِّبُ
مَــن نَــســتَــظِـلُّ مِـنَ الخُـطـوبِ بِـظِـلِّهِ
وَنَــبــيــتُ فــي نَــعــمــائِهِ نَــتَـقَـلَّبُ
نـــاءٍ عَـــلى الأَبــصــارِ دانٍ جــودُهُ
لِعُــفــاتِهِ فَهــوَ البَـعـيـدُ المُـكـثِـبُ
إِن يُـمـسِ مِـن نَـظَـرِ العُـيـونِ مُـحَجَّباً
فَــلَهُ جَــزيــلُ مَــواهِــبٍ لا تُــحــجَــبُ
أَدنَــتــكَ مِــنــهُ فِــراسَــةٌ نَــبَــوِيَــةٌ
تُــمــلي عَــليــهِ الحَــقَّ وَهــوَ مُـغـيَّبُ
أَلفــاكَ خَــيــرَ مَـنِ اِرتَـضـاهُ لِمُـلكِهِ
يَــقــظــانَ تَـسـهَـر فـي رِضـاهُ وَتَـدأَبُ
وَرَآكَ أَسرَعَهُم إِلى الأَعداءِ إِقداماً
وَغَــــيــــرُكَ مُــــحــــجِــــمٌ مُــــتَهَــــيِّبُ
فَـاِسـحَـب ثَـيـابَ سَـعـادَةٍ فُـضُـلاً لِسـا
بِــغِهــا عَــلى ظَهـرِ المَـجَـرَّةِ مُـسـحَـبُ
وَتَـــمَـــلَّ مـــا خـــوِّلتَهــا مِــن دَولَةٍ
غَــرّاءَ طــالِعُ سَــعــدِهــا لا يَــغــرُبُ
فــي نِــعــمَــةٍ أَيّـامُهـا لا تَـنـقَـضـي
وَسَـــعـــادَةٍ سُــلطــانُهــا لا يُــغــلَبُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: سِبطِ اِبنِ التَعاويذي
شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.