قصيدة حتى متى يستفزني الطمع للشاعر أبو العَتاهِيَة

البيت العربي

حَتّى مَتى يَستَفِزُّني الطَمَعُ


عدد ابيات القصيدة:18


حَتّى مَتى يَستَفِزُّني الطَمَعُ
حَـتّـى مَـتـى يَـسـتَـفِـزُّنـي الطَـمَعُ
أَلَيــسَ لي بِــالكَــفــافِ مُــتَّســَعُ
مـا أَفـضَلَ الصَبرَ وَالقَناعَةَ لِل
نـاسِ جَـمـيـعـاً لَو أَنَّهـُم قَنِعوا
وَأَخــدَعَ اللَيــلَ وَالنَهــارَ لِأَق
وامٍ أَراهُم في الغَيِّ قَد رَتَعوا
أَمّـا المَـنـايـا فَـغَـيـرُ غـافِلَةٍ
لِكُـــلِّ حَـــيٍّ مِــن كَــأسِهــا جُــرَعُ
أَيُّ لَبــيـبٍ تَـصـفـو الحَـيـاةُ لَهُ
وَالمَـــوتُ وِردٌ لَهُ وَمُـــنــتَــجَــعُ
الخَــلقُ يَــمــضــي يَـأُمُّ بَـعـضُهُـمُ
بَــعــضــاً فَهُــم تــابِــعٌ وَمُـتَّبـَعُ
يــا نَــفـسُ مـا لي أَراكِ آمِـنَـةً
حَـيـثُ تَـكـونُ الرَوعـاتُ وَالفَـزَعُ
مــا عُـدَّ لِلنـاسِ فـي تَـصَـرُّفِ حـا
لاتِهِــــم مِـــن حَـــوادِثٍ تَـــقَـــعُ
لَقَــد حَــلَبــتُ الزَمــانَ أَشـطُـرَهُ
فَــكـانَ فـيـهِـنَّ الصـابُ وَالسَـلَعُ
مـا لي بِـمـا قَـد أَتـى بِهِ فَـرَحٌ
وَلا عَــــلى مـــا وَلّى بِهِ جَـــزَعُ
لِلَّهِ دَرُّ الدُنــيــا لَقَــد لَعِـبَـت
قَـبـلي بِـقَـومٍ فَـمـا تُرى صَنَعوا
بــادوا وَوَفَّتــهُــمُ الأَهِـلَّةُ مـا
كــانَ لَهُــم وَالأَيّــامُ وَالجُـمَـعُ
أَثـرَوا فَـلَم يُـدخِـلوا قُـبـورَهُمُ
شَـيـئاً مِنَ الثَروَةِ الَّتي جَمَعوا
وَكــانَ مــا قَــدَّمـوا لِأَنـفُـسِهِـم
أَعـظَـمَ نَـفـعـاً مِـنَ الَّذي وَدَعوا
غَداً يُنادى مَن في القُبورِ إِلى
هَــولِ حِــســابٍ عَــلَيــهِ يُـجـتَـمَـعُ
غَـداً تُـوَفّـى النُـفـوسُ مـا كَسَبَت
وَيَـحـصُـدُ الزارِعـونَ مـا زَرَعـوا
تَــبـارَكَ اللَهُ كَـيـفَ قَـد لَعِـبَـت
بِـالنـاسِ هَذي الأَهواءُ وَالبِدَعُ
شَــتَّتـَ حُـبُّ الدُنـيـا جَـمـاعَـتَهُـم
فـيـهـا فَـقَـد أَصـبَحوا وَهُم شِيَعُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
تصنيفات قصيدة حَتّى مَتى يَستَفِزُّني الطَمَعُ