قصيدة حميت الأسيل بجد الأسل للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

حميتَ الأسيلَ بجدِّ الأسلْ


عدد ابيات القصيدة:19


حميتَ الأسيلَ بجدِّ الأسلْ
حــمــيـتَ الأسـيـلَ بـجـدِّ الأسـلْ
أجــلْ مــا لحــاظـك إلاَّ الأجـلْ
فــنـارُ الحـيـاء ومـاء الحـيـا
يـروقـان مـن شـامَ أو مـن نـهل
مـنـازل لهـوٍ كـسـاهـا الزمان
أعـــلى الحــليِّ وأغـلى الحـلل
ســقـى الله بـرزة والواديـيـن
غــيــرَ البــكـاء وغـيـر الوشـل
ونــاظــره يــســتــحــلّ الدمــاء
هــنـيـئاً لنـاظـره مـا اسـتـحـل
تــقــلَّد مــا بــيــن أجــفــانــه
ومــثــلَ شــمــائله مـا اعـتـقـل
ودلَّ عــلى مــقــلتــيَّ الســهــادَ
أشـــفُّ البـــريَّةــِ تــيــهــا ودلّ
بـللت الصـعـيـد بـمـاء الجفون
وأمــا فــؤادي فــمــا إن أبــلّ
وطــيــب الهـواء وطـيـب الهـوى
مـمـيـت الكـروب ومـحـيي الغلل
نـعـم وخذوا من دموعي الأمان
فـقــد قطع السّبل ذاك السّبل
ولا تعجبن من بكائي الطلول
فــطــلّ الدمــوعِ لغــيـر الطـلل
فـلا تـنـكـرنْ ليَ حسن النسيب
لجـــيـد الغـزال أجـدتُ الغـزل
أضـــاع مـــقـــالك يـــا عــاذلي
بــيــاضُ الطُّلـى وسـواد المـقـل
تــولّى الهــدوّ كــأنْ لم يــكــن
وأضــحـى الغـرام كـأن لم يـزل
فــلا تــفـرحـنَّ بـطـول الحـيـاة
أخـــفُّ العـــذاب عــذابٌ قــتــل
لذذتُ بـــحـــبـــك لا بـــل ذللتُ
وحــكــم الصــبــابـة مـن لذَّ ذل
مــللتَ ومــلتَ وأنــت القــضـيـب
فــمــلْ كـالقـضـيـب وخـلِّ المـلل
أعـيـدوا اصطباريَ قبل الفراق
فــمــا لي بــيـنـكـمُ مـن قـبـل
نـــزعـــت إليــهــا ولوعــاً بــهِ
فــجــســمــي أقـام وقـلبـي رحـل
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة حميتَ الأسيلَ بجدِّ الأسلْ