قصيدة حنين ولكن أين منك زرود للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

حنينٌ ولكنْ أين منك زرودُ


عدد ابيات القصيدة:20


حنينٌ ولكنْ أين منك زرودُ
حــــنـــيـــنٌ ولكـــنْ أيـــن مـــنـــك زرودُ
وشــــوقٌ ولكــــنَّ المــــزار بــــعــــيــــدُ
فــيــا كــبــدي أيـن الهـدوُّ مـن الجـوى
ويــا جــفــنَ عــيــنـي أيـن مـنـكِ هـجـود
فــللغــمــض بـعـد الظـاعـنـيـن قـطـيـعـةٌ
وللطّـــيـــفِ مــن بــعــد الفــراق صــدود
تــغــيّــر فــي حــكــم الهـوى كـلُّ صـاحـبٍ
كـــذاك الليـــالي مـــا لهـــنَّ عـــهـــود
فــلا تــطــلبــا مــنــي مــزيـدَ صـبـابـةٍ
فــبــرحُ اشــتــيــاقـي مـا عـليـه مـزيـد
فــللحــســن مــنـهـنَّ النـضـارةُ والصّـبـا
وللحـــــزن مـــــنَّاـــــ أدمـــــعٌ وخــــدود
مــهــى رجّـحُ الأكـفـالِ مـثـقـلةُ الخـطـى
خــمــاصُ الحــشـا هـيـفُ المـعـاطـفِ غـيـد
غـــداة لحـــاظُ البــيــضِ بــيــضٌ صــوارمٌ
وســـود الجـــفـــونِ الفـــاتــراتِ أســود
خـليـليَّ يـومَ المـنـحـنـى هـل عـلمـتـمـا
بـــأنَّ قـــتــيــلَ الغــانــيــات شــهــيــد
إذا حــدَّثــت ريــحُ الصّـبـا عـن غـصـونـهِ
فــــللوجــــدِ مــــنـــهُ طـــارفٌ وتـــليـــد
ســليــبُ ســيــوفِ الهــنــد وهــيَ لواحــظٌ
ونــــهــــبُ رمـــاحِ الخـــطِّ وهـــي قـــدود
ولي بــالحــمــى قــلبٌ بــعــيــدٌ إيـابـهُ
أســـائل عـــنـــه الحـــيَّ وهــو فــقــيــد
قـــضـــيّـــة وجـــدٍ والســقــامُ دليــلهــا
ودعــــوى غــــرامٍ والدمــــوعُ شــــهــــود
يــنــمُّ شــحــوبــي بــالذي أنــا كــاتــمٌ
ويـــفـــصــح جــفــنــي واللســانُ بــليــد
وفي الدمع بعد البين ما ينقع الصدى
بــلى مــا لنــار العــاشــقــيــن خـمـود
مـــراد ومـــا فـــيـــه لطــرفــك مــســرح
ومــــــاء ولكــــــنْ مـــــا إليـــــه ورود
تــقـيـم عـلى بـأس وللشـوق فـي الحـشـا
زمـــيـــل إلى ســـكـــانـــهـــا ووحـــيـــد
نــعــم إنـهـا نـفـسٌ تـتـوق إلى الصـبـى
وهــيــهــات مــاضـي العـيـش ليـس يـعـود
يــؤرّقــنــي البــرقُ الحــجــازيُ كــلمــا
ســـرى والعـــيــونُ المــســهــراتُ رقــود
يــؤمُّ الحــيــا طــلقَ الأســرةِ بــاسـمـاً
كـــوجـــهِ صــلاحِ الديــنِ حــيــن يــجــود
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة حنينٌ ولكنْ أين منك زرودُ