البيت العربي
حَياةٌ عَناءٌ وَمَوتٌ عَنا
عدد ابيات القصيدة:20
حَـــيـــاةٌ عَــنــاءٌ وَمَــوتٌ عَــنــا
فَــلَيــتَ بَــعــيــدَ حِــمــامٍ دَنــا
يَـــــدٌ صَـــــفَــــرَت وَلَهــــاةٌ ذَوَت
وَنـــفَـــسٌ تَــمَــنَّتــ وَطَــرفٌ رَنــا
وَمَــوقِــدُ نــيــرانِهِ فـي الدُجـى
يَــرومُ سَــنــاءً بِــرَفــعِ السَـنـا
يُـحـاوِلُ مَـن عـاشَ سَـتـرَ القَميصِ
وَمَــلءَ الخَـمـيـصِ وَبُـرءَ الضَـنـى
وَمَـــن ضَـــمَّهـــُ جَـــدَثٌ لَم يُــبَــل
عَـلى مـا أَفـادَ وَلا مـا اِقتَنى
يَــصــيــرُ تُــرابـاً سَـواءٌ عَـلَيـهِ
مَــسُّ الحَــريــرِ وَطَــعــنُ القَـنـا
وَشُـربُ الفَـنـاءِ بِـخَـضـرِ الفِرنِدِ
كَــــأَنَّ عَـــلى أُسِّهـــِنَّ الفِـــنـــا
وَلا يَــــزدَهـــي غَـــضَـــبٌ حِـــلمَهُ
أَلَقَّبـــــَهُ ذاكِـــــرٌ أَم كَــــنــــى
يُهَــنَّأــُ بِــالخَــيــرِ مَــن نــالَهُ
وَلَيــسَ الهَـنـاءُ عَـلى مـا هُـنـا
وَأَقــرَب لِمَــن كــانَ فـي غَـبـطَـةٍ
بِـلُقـيا المُنى مِن لِقاءِ المَنا
أَعـــــائِبَـــــةٌ جَـــــسَـــــدي روحُهُ
وَمــا زالَ يَــخــدُمُ حَــتّــى وَنــى
وَقَــد كَــلَّفَــتــهُ أَعــاجــيــبَهــا
فَــطَــوراً فُــرادى وَطَــوراً ثُـنـا
يُـنـافـي اِبـنُ آدَمَ حالَ الغُصونِ
فَهــاتــيــكَ أَجــنَـت وَهَـذا جَـنـى
تُــــغَــــيِّرُ صِــــنّــــاؤُهُ شـــيـــبَهُ
فَهَـل غَـيَّرَ الظَهـرَ لَمّـا اِنـحَـنى
إِذا هُــوَ لَم يُــخـنِ دَهـرٌ عَـلَيـهِ
جـــاءَ الفَـــرِيَّ وَقــالَ الخَــنــى
وَسَــــيّــــانِ مَــــن أُمُّهــــُ حُــــرَّةٌ
حَـــصـــانٌ وَمَــن أُمُّهــُ فَــرتَــنــى
وَلي مَــورِدٌ بِــإِنــاءِ المَــنــونِ
وَلَكِـــنَّ مـــيـــقـــاتَهُ مــا أَنــى
زَمـــانٌ يُـــخـــاطِـــبُ أَبـــنـــاءَهُ
جِهــاراً وَقَــد جَهَـلوا مـا عَـنـى
يُـــبَـــدِّلُ بِـــاليُـــســرِ إِعــدامَهُ
وَتَهـــدِمُ أَحـــداثُهُ مـــا بَـــنــى
لَقَد فُزتَ إِن كُنتَ تُعطى الجِنانَ
بِــمَــكَّةــَ إِذ زُرتَهــا أَو مِــنــى
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).