قصيدة حياة وموت وانتظار قيامة للشاعر أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت العربي

حَياةٌ وَمَوتٌ وَاِنتِظارُ قِيامَةٍ


عدد ابيات القصيدة:16


حَياةٌ وَمَوتٌ وَاِنتِظارُ قِيامَةٍ
حَــيــاةٌ وَمَــوتٌ وَاِنــتِــظـارُ قِـيـامَـةٍ
ثَـــلاثٌ أَفـــادَتـــنـــا أُلوفَ مَــعــانِ
فَـلا تَـمهَرا الدُنيا المُروءَةَ إِنَّها
تُـــفـــارِقُ أَهــليــهــا فِــراقَ لِعــانِ
وَلا تَــطــلُبـاهـا مِـن سِـنـانٍ وَصـارِمٍ
بِـــيَـــومِ ضِــرابٍ أَو بِــيَــومِ طِــعــانِ
وَإِن شِـئتُـمـا أَن تَـخلُصا مِن أَذاتِها
فَــحُـطّـا بِهـا الأَثـقـالَ وَاِتَّبـِعـانـي
فَــمــا راعَـنـي مِـنـهـا تَهَـجُّمـٌ ظـالِمٍ
وَلا خِــمــتُ عَــن وَهــدٍ لَهــا وَرِعــانِ
وَلا حَــلَّ سَــرِيَّ قَــطُّ فــي أُذنِ سـامِـعٍ
وَشِــنــفــاهُ أَو قُــرطـاهُ يَـسـتَـمِـعـانِ
وَلَم أَرقُبِ النَسرَينَ في حَومَةِ الدُجى
أَظُـــنُّهـــُمــا فــي كَــفَّتــَي يَــقَــعــانِ
عَـجِـبـتُ مِـنَ الصُـبـحِ المُـنـيـرِ وَضِـدِّهِ
عَــلى أَهــلِ هَــذي الأَرضِ يَــطَّلــِعــانِ
وَقَـد أَخـرَجـانـي بِـالكَـراهَـةِ مِـنهُما
كَــأَنَّهــُمــا لِلضــيــقِ مــا وَسِــعـانـي
وَكَـيـفَ أُرَجّـي الخَـيـرَ يَـصـدُرُ عَـنهُما
وَقَــد أَكَـلَتـنـي فـيـهِـمـا الضَـبُـعـانِ
وَمـا بَـرَّ مَـن سـاواهُـمـا فـي قِـياسِهِ
بِــبِــرَّي عُــقــوقٍ بَــل هُــمـا سَـبُـعـانِ
وَمــا مـاتَ مَـيـتٌ مَـرَّةً فـي سِـواهِـمـا
كَـخَـصـمَـيـنِ فـي الأَرواحِ يَـفـتَـرِعـانِ
أَشــاحـا فَـقـالا ضِـلَّةً لَيـسَ عِـنـدَنـا
مَــحَــلٌّ وَفــي ضـيـقِ الثَـرى وَضَـعـانـي
وَكــيــوانُ وَالمِــرّيـخُ عَـبـدانِ سُـخِّرا
وَلَســتُ أُبــالي إِن هُــمــا فَــرَعـانـي
وَلَو شـاءَ مَـن صـاغَ النُـجـومَ بِـلُطفِهِ
لَصــاغَهُــمــا كَــالمُــشــتَــري وَدَعــانِ
أَيَــعــكِــسُ هَـذا الخَـلقَ مـالِكُ أَمـرِهِ
لَعَــلَّ الحِــجــى وَالحَــظُّ يَــجـتَـمِـعـانِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).
تصنيفات قصيدة حَياةٌ وَمَوتٌ وَاِنتِظارُ قِيامَةٍ