البيت العربي

دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ
عدد ابيات القصيدة:21

دَعِ الأَطـلالَ تَـسـفـيها الجَنوبُ
وَتُــبـلي عَهـدَ جِـدَّتِهـا الخُـطـوبُ
وَخَــلِّ لِراكِــبِ الوَجــنـاءِ أَرضـاً
تَـخُـبُّ بِهـا النَـجـيـبَةُ وَالنَجيبُ
بِــلادٌ نَــبــتُهــا عُــشَــرٌ وَطَــلحٌ
وَأَكــثَــرُ صَــيــدِهـا ضَـبـعٌ وَذيـبُ
وَلا تَـأخُـذ عَـنِ الأَعـرابِ لَهواً
وَلا عَــيــشــاً فَـعَـيـشُهُـم جَـديـبُ
دَعِ الأَلبــانَ يَــشــرَبُهـا رِجـالٌ
رَقــيـقُ العَـيـشِ بَـيـنَهُـمُ غَـريـبُ
إِذا رابَ الحَـليـبُ فَـبُـل عَـلَيـهِ
وَلا تُـحـرَج فَـمـا فـي ذاكَ حـوبُ
فَــأَطــيَـبُ مِـنـهُ صـافِـيَـةٌ شَـمـولٌ
يَــطــوفُ بِــكَــأسِهــا سـاقٍ أَديـبُ
أَقــامَــت حِــقــبَـةً فـي قَـعـرِ دَنٍّ
تَــفــورُ وَمـا يُـحَـسُّ لَهـا لَهـيـبُ
كَـأَنَّ هَـديـرَهـا فـي الدَنِّ يَـحكي
قِــراةَ القَــسِّ قـابَـلَهُ الصَـليـبُ
تَــمُــدُّ بِهــا إِلَيــكَ يَـدا غُـلامٍ
أَغَـــنُّ كَـــأَنَّهـــُ رَشَـــأٌ رَبـــيـــبُ
غَــذَتــهُ صَـنـعَـةُ الدايـاتِ حَـتّـى
زَهـــا فَـــزَهـــا بِهِ دَلٌّ وَطـــيــبُ
يَـجُـرُّ لَكَ العِـنـانَ إِذا حَـسـاها
وَيَــفـتَـحُ عَـقـدُ تَـكَّتـِهِ الدَبـيـبُ
وَإِن جَــمَّشــتُهُ خَــلَبَــتــكَ مِــنــهُ
طَــرائِفُ تُـسـتَـخَـفُّ لَهـا القُـلوبُ
يَــنــوءُ بِــرِدفِهِ فَــإِذا تَــمَـشّـى
تَــثَــنّــى فــي غَــلائِلِهِ قَــضـيـبُ
يَـكـادُ مِـنَ الدَلالِ إِذا تَـثَـنّـى
عَــلَيــكَ وَمِــن تَــســاقُـطِهِ يَـذوبُ
وَأَحــمَــقَ مِــن مُــغَــيِّبـَةٍ تَـراءى
إِذا مـا اِخـتـانَ لَحـظَتَها مُريبُ
أَعـاذِلَتـي اِقصُري عَن بَعضِ لَومي
فَـراجـي تَـوبَـتـي عِـنـدي يَـخـيـبُ
تَــعــيــبــيــنَ الذُنـوبَ وَأَيُّ حُـرٍّ
مِــنَ الفِــتـيـانِ لَيـسَ لَهُ ذُنـوبُ
فَهَـذا العَـيشُ لا خِيَمُ البَوادي
وَهَذا العَيشُ لا اللَبَنُ الحَليبُ
فَـأَيـنَ البَـدوُ مِـن إيوانِ كِسرى
وَأَيــنَ مِـنَ المَـيـاديـنِ الزُروبُ
غُـرُرتِ بِـتَـوبَـتـي وَلَجَـجـتِ فـيها
فَـشُـقّـي اليَـومَ جَـيـبَكِ لا أَتوبُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو نُوّاس
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.