البيت العربي

رَأَيتُ عَلى لَوحِ الخَيالِ يَتيمَةً
عدد ابيات القصيدة:15

رَأَيــتُ عَــلى لَوحِ الخَــيــالِ يَـتـيـمَـةً
قَــضــى يَــومَ لوســيـتـانـيـا أَبَـواهـا
فَــيــا لَكَ مِــن حــاكٍ أَمــيــنٍ مُــصَــدَّقٍ
وَإِن هــاجَ لِلنَــفـسِ البُـكـا وَشَـجـاهـا
فَـواهـاً عَـلَيـهـا ذاقَـتِ اليُـتـمَ طِفلَةً
وَقُـــوِّضَ رُكـــنـــاهـــا وَذَلَّ صِـــبـــاهــا
وَلَيـتَ الَّذي قـاسَـت مِـنَ المَـوتِ سـاعَةً
كَــمـا راحَ يَـطـوي الوالِدَيـنِ طَـواهـا
كَــفَــرخٍ رَمــى الرامـي أَبـاهُ فَـغـالَهُ
فَـــقـــامَـــت إِلَيـــهِ أُمُّهــُ فَــرَمــاهــا
فَــلا أَبَ يَــســتَــذري بِــظِــلِّ جَــنــاحِهِ
وَلا أُمَّ يَـــبـــغـــي ظِـــلَّهــا وَذَراهــا
وَدَبّــابَــةٍ تَــحــتَ العُــبــابِ بِـمَـكـمَـنٍ
أَمــيــنٍ تَــرى السـاري وَلَيـسَ يَـراهـا
هِيَ الحوتُ أَو في الحوتِ مِنها مَشابِهٌ
فَــلَو كــانَ فــولاذاً لَكــانَ أَخــاهــا
أَبَــثُّ لِأَصــحــابِ السَــفــيــنِ غَــوائِلاً
وَأَلأَمُ نــابــاً حــيــنَ تَــفـغَـرُ فـاهـا
خَــئونٌ إِذا غــاصَــت غَــدورٌ إِذا طَـفَـت
مُـــلَعَّنـــَةٌ فـــي سَـــبــحِهــا وَسُــراهــا
تُــبَـيِّتـُ سُـفـنَ الأَبـرِيـاءِ مِـنَ الوَغـى
وَتَــجـنـي عَـلى مَـن لا يَـخـوضُ رَحـاهـا
فَــلَو أَدرَكَــت تـابـوتُ مـوسـى لَسَـلَّطَـت
عَــلَيــهِ زُبــانــاهــا وَحَــرَّ حُــمــاهــا
وَلَو لَم تُــغَـيَّبـ فُـلكُ نـوحٍ وَتَـحـتَـجِـب
لَمــا أَمِــنَــت مَــقــذوفَهــا وَلَظــاهــا
فَـلا كـانَ بـانـيـهـا وَلا كانَ رَكبُها
وَلا كـــانَ بَـــحــرٌ ضَــمَّهــا وَحَــواهــا
وَأُفٍّ عَـــلى العِـــلمِ الَّذي تَـــدَّعـــونَهُ
إِذا كــانَ فــي عِـلمِ النُـفـوسِ رَداهـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932