قصيدة رأيت على لوح الخيال يتيمة للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

رَأَيتُ عَلى لَوحِ الخَيالِ يَتيمَةً


عدد ابيات القصيدة:15


رَأَيتُ عَلى لَوحِ الخَيالِ يَتيمَةً
رَأَيــتُ عَــلى لَوحِ الخَــيــالِ يَـتـيـمَـةً
قَــضــى يَــومَ لوســيـتـانـيـا أَبَـواهـا
فَــيــا لَكَ مِــن حــاكٍ أَمــيــنٍ مُــصَــدَّقٍ
وَإِن هــاجَ لِلنَــفـسِ البُـكـا وَشَـجـاهـا
فَـواهـاً عَـلَيـهـا ذاقَـتِ اليُـتـمَ طِفلَةً
وَقُـــوِّضَ رُكـــنـــاهـــا وَذَلَّ صِـــبـــاهــا
وَلَيـتَ الَّذي قـاسَـت مِـنَ المَـوتِ سـاعَةً
كَــمـا راحَ يَـطـوي الوالِدَيـنِ طَـواهـا
كَــفَــرخٍ رَمــى الرامـي أَبـاهُ فَـغـالَهُ
فَـــقـــامَـــت إِلَيـــهِ أُمُّهــُ فَــرَمــاهــا
فَــلا أَبَ يَــســتَــذري بِــظِــلِّ جَــنــاحِهِ
وَلا أُمَّ يَـــبـــغـــي ظِـــلَّهــا وَذَراهــا
وَدَبّــابَــةٍ تَــحــتَ العُــبــابِ بِـمَـكـمَـنٍ
أَمــيــنٍ تَــرى السـاري وَلَيـسَ يَـراهـا
هِيَ الحوتُ أَو في الحوتِ مِنها مَشابِهٌ
فَــلَو كــانَ فــولاذاً لَكــانَ أَخــاهــا
أَبَــثُّ لِأَصــحــابِ السَــفــيــنِ غَــوائِلاً
وَأَلأَمُ نــابــاً حــيــنَ تَــفـغَـرُ فـاهـا
خَــئونٌ إِذا غــاصَــت غَــدورٌ إِذا طَـفَـت
مُـــلَعَّنـــَةٌ فـــي سَـــبــحِهــا وَسُــراهــا
تُــبَـيِّتـُ سُـفـنَ الأَبـرِيـاءِ مِـنَ الوَغـى
وَتَــجـنـي عَـلى مَـن لا يَـخـوضُ رَحـاهـا
فَــلَو أَدرَكَــت تـابـوتُ مـوسـى لَسَـلَّطَـت
عَــلَيــهِ زُبــانــاهــا وَحَــرَّ حُــمــاهــا
وَلَو لَم تُــغَـيَّبـ فُـلكُ نـوحٍ وَتَـحـتَـجِـب
لَمــا أَمِــنَــت مَــقــذوفَهــا وَلَظــاهــا
فَـلا كـانَ بـانـيـهـا وَلا كانَ رَكبُها
وَلا كـــانَ بَـــحــرٌ ضَــمَّهــا وَحَــواهــا
وَأُفٍّ عَـــلى العِـــلمِ الَّذي تَـــدَّعـــونَهُ
إِذا كــانَ فــي عِـلمِ النُـفـوسِ رَداهـا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة رَأَيتُ عَلى لَوحِ الخَيالِ يَتيمَةً