البيت العربي

رب تخت سموه تخت منام
عدد ابيات القصيدة:20

رب تـــخـــت ســمــوه تــخــت مــنــام
وهـــو حـــقــا مــكــســر للعــظــام
وكـأن الأنـيـن مـن جـانـب التـخـت
بــكــاء عــلى الضــيــوف الكــرام
يــنــذر التــخــت ضــيــفـه بـأنـيـن
مـــانـــحــاً نــصــحــه بــدون كــلام
أنّــة التــخــت مـازجـت أنـة الضـي
ف فـــألفـــن مُــشْــجــي الأنــغــام
لو وضعت الأحجار في قالب الضغط
لانــــت وإن تـــكـــن مـــن رخـــام
لم يــكــن طــبـعـه الشـخـيـر ولكـن
عــــصــــروه فــــصــــاح مــــن آلام
شــخـر الضـيـف حـيـن نـام فـلامـوه
ومـــا كـــان مـــســـتــحــق المــلام
راح مــنــه يـسـيـر مـنـحـنـي الظـه
ر وقــد كــان مـسـتـقـيـم القـوام
بـــات فـــي تــخــنــه يــئن ومــنــه
فــر قــبـل انـهـزام جـيـش الظـلام
ظــل للصــبــح لم يــذق طــعـم نـوم
ويـــوالي أنـــاتـــه بـــانــتــظــام
نـام مـن فـوقـه صـحـيـحـا فـلم يـم
ض قــليــل حــتــى غــدا ذا ســقــام
نـام مـن فـوقـه فـمـا نـام للصـبح
لفــــــــرط الاوجــــــــاع والآلام
كــم أتــوا نــحــوه بــضـيـف جـديـد
كــــبــــريـــء يـــســـاق للإعـــدام
قــد دعــاه الأنــام تــخــت مـنـام
وهـو عـنـد التـحـقـيق تخت انتقام
مـن يـنـم فـوق نـاتـئ مـنـه يـحـسب
أنـــه فـــوق نــاتــئات الســهــام
يــنــتــهــي ســفــحــه بـواد عـمـيـق
ضـــيـــق الصــدر خــافــق للنــيــام
نــصــفــه نــاتــئٌ بــدون انــتـظـام
جـــــامـــــع للوهـــــاد والآكـــــام
أســـدلوا فـــوقــه ســتــار حــريــر
زاهـــي اللون خـــادعــا للطــغــام
أو كــأن الأنــيــن مــنــه زفــيــر
أو شـــكـــاوى يــبــثــهــا للأنــام
قـائلا إنـنـي عـليـل فـهـل أسـطيع
حـــــمـــــلا لهــــذه الأجــــســــام
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة