قصيدة رحلوا فشموسهم تجب للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

رحلوا فشموسهمُ تجبُ


عدد ابيات القصيدة:21


رحلوا فشموسهمُ تجبُ
رحــلوا فــشـمـوسـهـمُ تـجـبُ
وفــؤادي مــن قــلق يــجــبُ
بــك تــمُّهــمُ وكـذاك الشـم
س تـمـام البـدر بـما تهب
لمــلكـتَ الحـسـنَ فـكـلٌّ مـن
ك يـحـوز الحـسـنَ ويـكـتسب
أكــذاك تــعــزُّ مـتـى ذلُّوا
لهـواك وتـمـنـعُ إن طلبوا
عـــجـــبٌ عـــشّـــاقــك أنّهــمُ
سكروا باللحظ وما شربوا
أقـبـلتَ وكـفّـك مـا خـضـبـت
وكــأنــك مــنـهـا تـخـتـضـب
ومــديــراً كــأسَ ســلافـتـهِ
كـالفـضّـة مـازجـهـا الذهب
يــا مــانـع َ كـأسِ مـقَّبـلهِ
أدلالٌ صــــدّكَ أمْ غــــضــــب
وهـمَ الأقـوامُ الخمرُ بفي
ه فـكـيـف يـخصُّ بها العنب
لم يـبـق جـفـاكَ له دمـعـاً
يــنــهــلُّ عـليـك ويـنـسـكـب
مــن ريــقــتــهِ ومــقّــبَّلــهِ
كـالقـهـوةِ وشَّحـهـا الحـبب
أنــفــاســي بــعـدهـمُ صـعـدٌ
ودمــوعــي واكــفــةٌ صــبــب
وكـفـاكَ لقـد سـلبوا جلدي
وضـلالٌ أنـشـدُ مـا سـلبـوا
هــيــفــاً قـضـبٌ أعـطـافـهـمُ
عــيــنــاً ألحــاظـهـمُ قـضُـب
أو مــا وظــبـائك سـاحـبـةً
وشــحــاً كــفـؤادي تـضـطـرب
فـاليـكَ ومـنـك شـكـاية ذي
قــلبٍ فـتـكـتْ فـيـه القـلب
وغــدتْ مــلابــســهــا قـشـبٌ
بـك عـن كـثـبٍ تـلك الكـثب
فـسُـقـيـتِ الغـيـثُ طـلولهـمُ
وألبُّ بــربــعــكَ يــا لبــب
فــالبـرق لنـاري مـبـتـسـمٌ
والسـحـبُ لدمـعـي تـنـتـحـب
وبــروحــي ألمــى ذو شـنـبٍ
والعــاشــقُ آفـتـهُ الشـنـب
كـصـلاح الدين الناصر يو
ســف جــاد فـليـس له نـشـب
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة رحلوا فشموسهمُ تجبُ