البيت العربي

سِربُ مَها أَم دُمى مَحاريبِ
عدد ابيات القصيدة:79

سِـــربُ مَهـــا أَم دُمــى مَــحــاريــبِ
أَم فَــتَــيــاتُ الحَــيِّ الأَعــاريــبِ
هَـيـهاتَ أَينَ المَها إِذا اِتَّصَفَ ال
حُــســنُ مِــنَ الخُــرَّدِ الرَعــابــيــبِ
إِن شـابَهَـتـهـا فَفي البَداوَةِ وَال
أَخـلاقِ لا فـي الجَـمـالِ وَالطـيـبِ
هُـــنَّ اللَواتـــي وَإِن أَرَقــنَ دَمــي
يَــعــذُبُ فــي حُــبِّهــِنَّ تَــعــذيــبــي
مــا لِيَ وَالغــانِــيــاتِ أُخـدَعُ مِـن
هُــنَّ بِــوَصــلٍ فــي الطَـيـفِ مَـكـذوبِ
لا وَهَــــوىً غــــالِبٍ بِهِــــنَّ أُعــــا
نـــيـــهِ وَعَــزمٍ فــيــهِــنَّ مَــغــلوبِ
وَكَــالأَســاريــعِ مِــن بَــنــانِ يَــدٍ
بِــالدَمِ لا بِــالحِــنّــاءِ مَــخـضـوبِ
لَقَـد حَـمَـلنَ الوِزرَ الثَـقـيـلَ عَلى
ليـــنِ قُـــدودٍ وَضُـــعـــفِ تَــركــيــبِ
وَعـــاذِلٍ لا يُـــنـــيـــبُ عَــن عَــذَلٍ
يُهــديـهِ فـي الحُـبِّ لي وَتَـأنـيـبِ
لَومُــــكَ لِلصَــــبِّ فــــي مُــــعَــــذَّبِهِ
سَـــوطُ عَـــذابٍ عَـــلَيـــهِ مَــصــبــوبِ
يـــاسَـــعــدُ إِلمــامَــةً عَــلى إِضَــمٍ
فَــالهَــضــبِ مِــن راكِــسٍ فَــمَـلحـوبِ
وَاِسـأَل كَـثـيـبَـي رِمـالٍ عَـن رَشـاءٍ
عَــنّــا بِــسُــمــرِ الرِمـاحِ مَـحـجـوبِ
وَاِعـجَـب لِجِـسـمٍ فـي جَـنـبِ كـاظِـمَـةٍ
ثــاوٍ وَقَــلبٍ فــي الرَكـبِ مَـجـنـوبِ
ريــمُ نَــقــاً لا يَــريــمُ ذا شَــرَكٍ
مِـــن لَحـــظِهِ لِلأُســـودِ مَـــنــصــوبِ
يَــجــولُ مــاءُ الشَــبــابِ فـي ضَـرَمٍ
مِــن خَــدِّهِ فــي القُــلوبِ مَــشـبـوبِ
لا تَــطــلُبــوا عِــنــدَهُ دَمـي فَـدَمٌ
أَراقَهُ الحِــــبُّ غَـــيـــرُ مَـــطـــلوبِ
آهِ لِبَـــيـــضــاءَ كَــالنَهــارِ بَــدَت
غَـــريـــبَـــةً فـــي أَحَــمَّ غَــربــيــبِ
وَفــارِطٍ مِــن صِــبــىً حَــنَــنــتُ إِلى
أَيّــامِهِ الغــيــدِ حَــنَّةــَ النَــيــبِ
يـا شَـيـبُ إِن تـودِ بِـالشَـبابِ فَقَد
أَودَيــتَ مِــنــهُ بِــخَــيــرِ مَــصـحـوبِ
أَغــرَيــتَ بِــالصِــدِّ مِــن أُحِـبُّ فَـلا
غَــروا إِذا كُــنــتَ غَــيـرَ مَـحـبـوبِ
هَـب لي بَـقـايـا شَـبـيبَتي وَاِرتَجِع
مـا أَكـسَـبَـتـنـي أَيـدي التَـجاريبِ
فَــالشَــيــبُ لَو لَم يُـعَـدَّ مَـنـقَـصَـةً
مـا زَهِـدَ البـيـضُ فـي هَـوى الشَيبِ
يـادَهـرُ خُـذنـي في غَيرِ مَسلَكِكَ ال
وَعــرِ وَعِــدنــي سِــوى الأَكــاذيــبِ
فــي كُــلِّ يَــومٍ يَــجِــدُّ لي عَــجَـبـاً
صَـــرفُـــكَ وَالدَهــرُ ذو أَعــاجــيــبِ
مــا أَنــا راضٍ عَـمّـا سَـلَبـتَ بِـمـا
أَفَـــدتَ مِـــن حُــنــكَــةٍ وَتَــجــريــبِ
كَـم أَتَـلَقّـى المَـكـروهَ مِـنـكَ أَمـا
تَـــغـــلَطُ لي مَـــرَّةً بِـــمَـــحـــبــوبِ
قَـد هَـذَّبَـتـنـي أَيـدي الخُطوبِ عَلى
شَـــمـــاسِ عِـــطـــفَـــيَّ أَيَّ تَهـــذيــبِ
فَـــلَيـــتَهـــا هَـــذَّبَــت خَــلائِقَهــا
وَآخَـــذَت نَـــفـــسَهـــا بِـــتَـــأديــبِ
أَو لُقِّنــَت مُــســتَــفــيـدَةً كَـرَمَ ال
أَخــلاقِ مِــن يــوسُــفَ اِبــنِ أَيّــوبِ
المَــلِكُ العــادِلُ الَّذي كَــشَــفَ ال
لَهُ بِهِ هَــــــمَّ كُــــــلِّ مَـــــكـــــروبِ
حـامـي ثُـغـورِ الإِسلامِ بِالهِندُوا
نِـــيّـــاتِ وَالضُـــمَّرِ السَـــراحــيــبِ
بِــكُــلِّ مــاضــي الغَــرارِ مُــنـصَـلِتٍ
وَكُــلِّ ســامــي التَــليــلِ يَــعـبـوبِ
رَبِّ المَــذاكــي الجِــيـادِ مُـقـرَبَـةً
وَالنَــصــلُ عُــريــانُ غَـيـرُ مَـقـروبِ
خَــوّاضِ مَــوجِ الوَغــى وَقَــد أُخِــذَت
أَبــطـالُهـا الحُـمـسُ بِـالتَـلابـيـبِ
تُــنــكِــرُ أَغــمــادَهــا مَــنــاصِــلُهُ
فـــي يَـــومِ حَـــلٍّ وَيَـــومِ تَــأويــبِ
تُــسَــلُّ فـي الحَـربِ لِلمَـفـارِقِ وَال
هــامِ وَفــي السِــلمِ لِلعَــراقــيــبِ
سُــلطــانِ أَرضِ اللَهِ الَّذي ضَــمِـنَـت
رِمــــاحُهُ نَــــصـــرَ كُـــلِّ مَـــحـــروبِ
مَـــدَّ عَـــلى الأَرضِ ظِـــلَّ مَـــعــدِلَةٍ
تَــجــمَــعُ بَــيــنَ المَهـاةِ وَالذيـبِ
صَـــوبَ نَـــدىً يُــرتَــجــى مَــواطِــرُهُ
وَحَـــدَّ بَـــأسٍ كَـــالمَـــوتِ مَــرهــوبِ
فَــالنــاسُ مــا بَــيــنَ آمِــلٍ جَــذِلٍ
وَخـــائِفٍ مِـــن سُـــطـــاهُ مَـــرعـــوبِ
الطـاهِـرُ الخَـيـمِ وَالشَـمـائِلِ وَال
أَعــراقِ وَالجَــيــبِ وَالجَــلابــيــبِ
نَـجـلُ أُسـودِ الشَـرى الضَراغِمِ وَال
نَــجــيـبُ يُـنـمـى إِلى المَـنـاجـيـبِ
مِــن كُــلِّ طَـلقِ الجَـبـيـنِ مُـبـتَـسِـمٍ
بِــالتــاجِ يَــومَ السَـلامِ مَـعـصـوبِ
لَهُـم حُـلومٌ إِذا اِنـتَـدوا رَجَـحـوا
بِهــا عَــلى الشُــمَّخــِ الشَـنـاخـيـبِ
وَأَوجُهٌ يَـــســـجُــدُ الجَــمــالُ لَهــا
هِــيَ القَــنـاديـلُ فـي الهَـحـاريـبِ
يُـخـصِـبُ وَجـهُ الثَـرى وَيَـسـتَـعِرُ ال
حَــربُ لِبَــشــرٍ مِــنــهُــم وَتَـقـطـيـبِ
إِذا دَجــا لَيــلُ مَــأزِقٍ رَفَــعــوا
لَهُ ذُبـــالاً عَـــلى الأَنـــابـــيــبِ
كَـم سَـلَبوا أَنفُسَ الفَوارِسِ في ال
رَوعِ وَعَـــفّـــوا عَـــنِ الأَســـاليــبِ
وَاِرتَـجَـعـوا بِـالقَنا الذَوابِلِ مِن
حَـــقٍّ لِآلِ العَـــبّـــاسِ مَـــغـــضـــوبِ
فَــكَــم جَــمــيــلٍ لَهُــم وَصُــنـعِ يَـدٍ
عَــلى جِــبــاهِ الأَنــامِ مَــكــتــوبِ
عَــلِقــتُ مُــنــهُــم بِــذِمَّةـٍ حَـبـلُهـا
غَــيــرُ سَــحــيـلٍ بِـالغَـدرِ مَـقـضـوبِ
يــا مَــلِكــاً ذَلَّلَ المُــلوكَ بِــتَــر
غَـــيـــبِ يَـــدٍ تـــارَةً وَتَـــرهـــيــبِ
رَأَبـتَ شَـعبَ الدُنيا وَكانَ ثَأَى ال
إِســـلامِ لَولاكَ غَـــيــرَ مَــشــعــوبِ
رَوَّيــتَ آمــالَنــا العِــطــاشَ بِـشُـؤ
بــوبِ عَــطــاءٍ فــي إِثــرِ شُــؤبــوبِ
وَكــانَ يــا يـوسُـفَ السَـمـاحِ بِـنـا
إِلى عَـــطـــايــاكَ شَــوقُ يَــعــقــوبِ
حــاشــاكَ أَن تُـرسِـلَ الصِـلاتِ عَـلى
غَــيــرِ نِــظــامٍ وَغَــيــرِ تَــرتــيــبِ
سَـوَّيـتَ بي في العَطاءِ مَن لا يُجا
ريــنِــيَ فــي مَــذهَــبــي وَأُسـلوبـي
وَغَــيـرُ بِـدعٍ فَـالسُـحـبُ مـا بَـرِحَـت
يَــقِــلُّ مِــنــهــا حَــظُّ الأَهــاضـيـبِ
وَالحِــذقُ فـي مـا عَـلِمـتُ مُـكـتَـسَـبٌ
وَإِنَّمـــا الحَـــظُّ غَــيــرُ مَــكــســوبِ
وَلي عَـلَيـهِـم فَـضـيـلَةُ السَـبـقِ في
مَـدحِـكَ فَـاِعـرِف سَـبـقـي وَتَـعـقـيبي
شَــأَوتُهُــم ســابِــقـاً وَصَـلّوا فَـمَـن
أَولى بِـــبِـــرٍّ مِـــنّـــي وَتَــقــريــبِ
وَلَسـتُ مِـمَّنـ يَـأسـى لِمـا فـاتَ مِـن
رِفــدٍ سَــريــعِ النَــفــادِ مَــوهــوبِ
لَكِـــنَّهـــا خِـــطَّةـــٌ يُـــضـــامُ بِهــا
فَـــضـــلِيَ وَالضَــيــمُ شَــرُّ مَــركــوبِ
شِــعــرِيَ رَبُّ الأَشــعــارِ قــاطِــبَــةً
وَهَــــل يُــــسَـــوّى رَبٌّ بِـــمَـــربـــوبِ
بِـــخـــاطِـــرٍ كَـــالشِهـــابِ مُـــتَّقــِدٍ
وَمِـــقـــوَلٍ كَـــالحُـــســـامِ مَـــدروبِ
أَمــسَــت مُــلوكُ الأَفــاقِ تَــخـطُـبُهُ
وَأَنــتَ دونَ الأَنــامِ مَــخــطــوبــي
إِلى صَلاحِ الدينِ اِرتَمَت بِبِني ال
آمــالِ كــومُ البُــزلِ المَـصـاعـيـبِ
تَــضــرِبُ أَكــبــادُهــا إِلى مَــشــرَفٍ
رَحــبٍ بِــأَعـلى الفُـسـطـاطِ مَـضـروبِ
تَــؤُمُّ بَــحــراً يَــلقـى مَـوارِدُهُ ال
وَفــدَ بِــأَهــلٍ مِــنــهــا وَتَــرحـيـبِ
تَـــرتَـــعُ مِـــن ظِـــلِّهِ وَنــائِلِهِ ال
عُـــفـــاةُ فـــي وارِفٍ وَمَـــســـكـــوبِ
تَــســيــرُ مِــن مَــدحِهِ خَــواطِــرُنــا
فــي واضِــحٍ بِــالثَــنــاءِ مَــلحــوبِ
تَــكــسـوهُ حَـمـداً تَـبـقـى مَـلابِـسُهُ
وَالحَــمــدُ كــاسـيـهِ غَـيـرُ مَـسـلوبِ
سَــحــابُ جــودٍ شِــمــنــا بَــوارِقَهُ
فَــاِنــهَــلَّ مُــثــعَـنـجِـرَ الشَـآبـيـبِ
ذو هَـــيـــدَبٍ لِلوَلِيِّ مُـــنـــهَـــمِـــرٍ
وَبــــارِقٍ فــــي العَــــدُوِّ أُلهــــوبِ
لَبّــى دُعــائي مِــنَ العِــراقِ وَقَــد
أُســمِــعُهُ بِــالصَــعــيــدِ تَـثـويـبـي
فَــقَــرَّبَ النــازِحَ البَــعــيــدَ وَلَم
أُعــمِــل إِليــهِ شَــدّي وَتَــقــريـبـي
يَــقــرَعُ بــابـي عَـفـواً نَـداهُ وَلَم
أَقــرَع إِلى بــابِهِ ظَــنــابــيــبــي
فَــلا عَــدِمــنــا جَـدواكَ مِـن هَـتِـنٍ
مُـــجَـــلجِـــلٍ بِـــالنَــوالِ أُســكــوبِ
وَلا خَـــلا جـــودُكَ المُــؤَمَّلــُ مِــن
وَفـــدِ ثَـــنـــاءٍ إِلَيـــهِ مَـــجـــلوبِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: سِبطِ اِبنِ التَعاويذي
شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.