قصيدة سرت في قميص الصبح وهو جسيد للشاعر إدريس بن اليمان الشَبيني اليابسي

البيت العربي

سرت في قميص الصبح وهو جسيد


عدد ابيات القصيدة:38


سرت في قميص الصبح وهو جسيد
سـرت فـي قـمـيـص الصـبـح وهـو جـسـيد
فــأبــلت قــمـيـص الليـل وهـو جـديـد
بــعــيــد المــدى مــاض يــريـك جـلادة
إذا لم يــطــق حــر الجــلاد جـليـد
فــليــس لمــخــتــال لديــه مــخـيـلة
وليــــس لمــــرِّيــــد عــــليـــه مـــرود
فــتــى يــخـرق الأغـيـال وهـي أسـنـة
ويــقــتــنــص الأبــطــال وهــي أســود
حــبــاب ولكــن ليــس يـثـنـيـه ذائد
عـــبـــاب ولكـــن ليـــس مــنــه ســدود
تــجـرر عـن (...) المـفـر فـمـا تـنـي
يـــروقـــك مـــنـــهـــا قـــائد ومــقــود
لهــا مـن ذؤابـات الحـسـان مـقـاود
ومـــن لبـــد الأســـد الوراد لبـــود
خــيــول كــعــقــبـان الدجـون وكـلهـا
لكــل صــيــود فــي العــجــاج صــيــود
بـحـيـث البـحـار الخـضـر وهـي كـتـائب
عـليـهـا السـحـاب الحـمـر وهـي بنود
بــســاحــة فــاس مــنــه مــطـرد النـدى
وليـــس بـــنــاج مــن يــديــه طــريــد
مـضـوا ونـحـور النبل من صبغ طعنهم
كــمــا أشــربــت مــاء الحــيـاة خـدود
أيـــاديـــهــم فــوق العــفــاة عــقــود
وأحــــلامــــهــــم الجــــنـــاة بـــرود
ومــا اصـفـر وجـه الشـمـس إلا لأنـه
لوجــه الأمــيــر الأريــحــي حــســود
فــبــت نــديــمــا لابــن عــشـر وأربـع
يــديــر رحــيــقــا عــتــقــتــه ثـمـود
هي العين عين الشمس تأبى عن القذى
فـتـنـفـي القـذى عـن نـفـسـهـا وتذود
يـحـيـد عـن القـول الكـريـه سـماعه
وليــس عــن القــرن الكــريـه يـحـيـد
وكــأس كــرقــراق الســراب كــأنـمـا
لهـــا رعـــدة عــنــد المــزاج عــقــود
فــحــســبــي مــن شــهـديِّهـ مـاء صـارم
فـــلول ظـــبـــاه لي بـــذاك شـــهـــود
وان صــديــت شـوقـا إليـك جـوانـحـي
فـــصـــد بـــه مـــن عــارضــيــك صــدود
فـإن لم أرد ذاك اللمـى العذب إنني
عـــلى مـــهـــج الأســـد الوراد ورود
مــن الصــيــد حــران أطــلت عــويــله
وثــغــرك ســلســال الرضــاب بــرود
أيـعـطـى مـنـاه مـن تـرائبـك الحصى
ويــحــرم مــشــغــوف الفــؤاد عــمـيـد
وتحتمل الياقوت يرسو ثقيله
فــيــجــفــو عــلى صـدر زهـاه نـهـود
من الهيف تستجفي النسيم إذا جرى
غــليــلا عــلى أعــطــافـهـا فـتـمـيـد
أوحــشــيــة الإعــراض عـنـا ومـالهـا
مــن الوحــش إلا مــقــلتــان وجــيــد
كـأن جـفـونـي فـوق عـيـنـي من اجلها
ثـــيـــاب دوام تـــحـــتــهــن شــهــيــد
غـــزال كـــنـــاس بـــل غـــزالة كـــله
تــزيــن الحــلى مـنـهـا سـوالف غـيـد
وأيــن مــن المــرتـاد أعـفـر مـقـمـر
نــفــور كــنــوم العــاشــقــيـن شـرود
فــلو يــتــأتـى وردهـا أو مـرادهـا
تــــســــلســـل مـــورود وطـــاب مـــرود
بـشـمـس يـكـاد الوهـم يـدمـي أديمها
لهــا الليــل تــاج والنـجـوم عـقـود
ولمـا اسـتـمـد الأفق من نور وجهها
تــقــاصــر بــاع الليــل وهــو مـديـد
إذا ســل فــي الهـيـجـاء وهـي دجـنـة
تـــألق فـــيــهــا للصــبــاح عــمــود
فــأنــت إذا اشـتـدت يـد القـهـر ليـن
وأنـــت إذا لان الكـــمــاة شــديــد
إذا اعــتــد ذو مــال بــه لزمــانــه
فـــمـــالك كــنــز للعــفــاة عــتــيــد
لعــمــري لقــد أنـجـبـتـه لك مـشـبـهـا
فـــدانـــاك مــنــه مــتــلفٌ ومــفــيــد
فــغــرتــه تــعــدي سـنـاك عـلى الدجـى
وراحــتــه تــبــدي النــدى وتــعــيــد
قــريــب تــراه مــنــك لا مــتــبـاعـد
وكــم مــن قــريــب مـنـك وهـو بـعـيـد
فـنـوه بـه حـتـى يـسـامـيك في العلا
فــــقــــد يـــتـــســـاوى والد ووليـــد
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

إدريس بن اليمان بن سامٍ (1) أبو علي العبدري اليابسي المعروف بالشبيني من كبار شعراء الأندلس وهو المراد اذا اكتفى ابن بسام بقوله: (قال إدريس) ومولده في جزيرة يابسة إحدى جزائر البليار
قال الحميدي وشعره كثير مجموع، ولم يكن بعد ابن دراج من يجرى عندهم مجراه. شاعر جليل عالم، ينتجع الملوك فينفق عليهم، ذكره أبو عامر بن شهيد فنسبه إلى بلده فقال: اليابسى، وينسبه آخرون، فيقولون: الشبينى لأن الغالب على بلده شجرة الشبين وهي شجرة الصنوبر، وقد أدركت زمانه ولم أره؛ ثم أورد أربعة قطع من شعره، منها في مدح إقبال الدولة على بن مجاهد العامري: وخامسة أوردها في ترجمة أبي عبد الله محمد بن غالب وتوفي كما حكى الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام نحو سنة خمسين وأربعمائة 
وخصه ابن بسام بفصل مطول افتتحه بقوله:
(فصل في ذكر الأديب أبي علي ادريس بن اليماني العبدري اليابسي
ويابسة من الجزائر الشرقية على سمت مدينة دانية من الأندلس. وأخبرت أن أصله من قسطلة الغرب، من عمل شنت مرية ابن هارون، وبدانية قرأ، وبها نشأ، ومنها انبعث انبعاث السيل، وأدرك إدراك الليل، حتى تضاءلت له الهضاب عن قدره وماجت الأرض ببحره وصار شعره سمر النادي، وتعلة الحادي، وتمثلا لحاضر والبادي؛ وطفق يتردد على ملوك الطوائف بالأندلس تردد الكاس على الشراب، ويجرب في أهوائهم جري الماء في
الغصن الرطب، وكان كلما قال قصيدة لم يضرب عليها حجابا، ولا ضمنها كتابا، حتى يأخذ بها مائة دينار، وقد سأله عباد في بعض رحله إليه، على كثرة بوائقه، وشكاسة خلائقه، أن يمدحه بقصيدة يعارض بها قصيدته السينية التي مدح بها ال حمود فقال له: إشارتي مفهومة، وبنات صدري كريمة، فمن أراد أن ينكح بكرها، فقد عرف مهرها. وقد أخرجت من أشعاره، ما يشهد بسمو مقداره، ويعرب عن غرائب أخباره. (ثم أورد جملة من شعره في أوصاف شتى) 
ولما وصف ابن حيان تدهور الشعر في عصره أثناء حديثه عن الشعراء الذين حضروا حفل ختان حفيد المأمون ابن ذي النوان ختم حديثه بقوله:
(فبدا على الشعر يومئذ انكسار، ولحق أخفافه أنهيار، وأصم به الناعي مسمعاً يندب شجوه بابن اليماني، منادياً ينادي: يا إدريساه، ولا إدريس يومئذ للقوافي، وكل شيء له حتف موافي).
(1) في التكملة لابن الأبار: سالم مكان سام (أفدت ذلك وغيره من مقالة مطولة عن الشاعر بقلم د. أحمد عبد القادر صلاحية منشورة في مجلة المجمع بدمشق بعنوان شعر إدريس بن يمان اليابسي الأندلسي) مجلد 80 ج4 ص 829 وفيه أن د. عمر فروخ صاحب الترجمة الوافية الوحيدة لابن اليمان وقد أخطأ فيما ذهب إلىه من أن وفاته كانت سنة 470هـ 1077م (تاريخ الأدب العربي :4 / ٦٢٣ ) ونقل عن فهرست ابن خير الإشبيلي (ص 406) أنه سمع ديوان ابن حجاج مع أبي بكر المصحفي على صاعد البغدادي في سرقسطة) وذلك في حدود سنة 412 - 414 وأفاد أن الإمام الذهبي نعته في كتابه "المشتبه" 2/ 644 بالشاعر المفلق قال: وحلاه ابن فضل ّ الله العمري وحبر مديحه تحبيرا فقال ّ أثار معدنها منه ذهبا وأطار زنده منه لهبا وقر حلما رجح وانبث سعيا نجح، وكفل أبناء الأدب كفالة زكريا لمريم وأقبل على أهل الطلب إقبال قيصر على جبلة بن الأيهم وهمى وسمياً وولياً ولا غرو لإدريس إذ رفع مكانا عليا) مسالك الأبصار 17 / 48