البيت العربي

سَرى حينَ شَيْطانُ السَّرَاحينِ راقِدٌ
عدد ابيات القصيدة:14

سَـرى حـيـنَ شَـيْطانُ السَّرَاحينِ راقِدٌ
عَــدِيــمُ قِــرىً لم يَـكْـتَـحِـلْ بـرُقـادِ
فـلمّـا تَـعـاشَـرْنـا ثَـلاثـاً وأرْبَعاً
وأيْــقَــنَ مِــن صَــدْري بــحُـسْـنِ وِداد
رَهَـنْـتُ قَـمـيـصـي عِـنـدهُ وَهـوَ فَـضْلَةٌ
مـن المُـزْنِ يُـعْـلى مـاؤهـا بـرَمـاد
أتـأكُـلُ دِرْعـي أن حَـسِـبْـتَ قَـتـيرَها
وقــد أجْــدَبَــتْ قَــيْـسٌ عُـيـونَ جَـراد
أكُــنْــتَ قَــطَــاةً مَــرّةً فــظَـنَـنْـتَهَـا
جَـنـى الكَـحْـصِ مُلْقىً في سَرارَةِ واد
فـليـسـتْ بـمَـحْـضٍ تَـرْتَـغِـيـهِ مُبادِراً
ولا بــغَــديــرٍ تَــبْــتَـغـيـهِ صَـوَادي
إذا طُـوِيَـتْ فـالقَـعْـبُ يـجْمَعُ شَملَها
وإنْ نُــثِــلَتْ ســالَتْ مَــسـيـلَ ثَـمـاد
ومــا هــيَ إلاّ رَوْضَــةٌ سَــدِكٌ بــهــا
ذُبــابُ حُــســامٍ فـي السّـوابِـغِ شـاد
على أنها أُمُّ الوَغى وابْنَةُ اللّظى
وأُخْــتُ الظُّبــَى فـي كـلّ يـوْمِ جِـلاد
وإنّ لَدَيْـنـا فـي الكَـنـائِنِ صِـيـغَـةً
كـرِجـلِ الدَّبَـى حَـبَّ القُـلوبِ تُـغادي
ومُــشْــتَهَـراتٍ أشْـبَهَ المِـلْحَ لوْنُهـا
ولسْــتَ بــغــيــرِ المِــلْحِ آكِــلِ زاد
فـلا تـمْـنَـعَـنْ حِـرْبـاءَهُ مـن صِلائِهِ
بـــشـــارِقِ أسْــيــافٍ يُــضِــئْنَ حِــداد
وسُـمْـرٍ كـشُـجْـعـانِ الرمـالِ صِـياحُها
إذا لَقِــيَـتْ جَـمْـعـاً صِـيـاحُ ضَـفـادي
وعَـزّ عـلى قـوْمـي إذا كـنْـتُ حاسِراً
رُكـــوبـــي إلى أعــدائِهِــمْ لِطِــراد
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).