قصيدة سرى موهنا والأنجم الزهر لا تسري للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

سرى موهناً والأنجم الزّهر لا تسري


عدد ابيات القصيدة:25


سرى موهناً والأنجم الزّهر لا تسري
سرى موهناً والأنجم الزّهر لا تسري
وللأفـق شـوقُ العـاشـقين إلى الفجرِ
مـتـى وقـفـت تـبـكـي عـلى عـرصـاتـهـا
تـقـلْ هـذه الخـنـسـاء تبكي على صخر
ســقــى الله تـلك الدار درَّ سـحـابـة
تـعـيـد غـنـى فـقـر المـهامه والقفر
هــزلنَ وقــد جــدَّ الهــوى بــمــتــيــمٍ
له جـــلد إلاَّ عـــلى صــبــرِ الصــبــر
إذا اخــتــرطـت ألحـاظـهـم وقـدودهـم
فـبـيـض وسـمـر لذنَ بـالبـيـض والسمر
فــكــم غـصـنٍ نـضـرٍ يـمـيـس عـلى نـقـا
وكــم قــمــرٍ تــمٍ عــلى غــصــن نــضــر
أقــارع ليــث الغـاب والليـث مـخـدرٌ
ومـا بـي مـن خـوف عـلى بـيضة الخدر
ســلوا مـوقـفـي والحـي مـن آل مـالك
عـلى صـفـحـتـا حُـجْـرٍ ويـا لي من حجر
فــللبــدر نــقــص إذ يـقـاس بـحـسـنـه
كـنـقـص النـجوم الطامسات عن البدر
فــكــم فــي ســواه للمــحـبـيـن عـاذل
لجـوجٌ وكـم لي فـي عـذاريـه مـن عذر
فـوسـنـان مـن فـتـر الجفون بلا كرى
ونـشـوان مـن ليـل الشـبـاب بلا خمر
خـلعـتُ الشـبـاب الغـضَّ فـي حـجـراتها
وأنـفـقـت كـنز العمر في ذلك العمر
غـدا مـفعم الأرداف غفلاً من الهوى
لحـيـني سقيم الوعد والطرف والخصر
ولم أنــســهُ مــلء الإزار مُــنِــحــتُهُ
فــلم آت وزراً بــل شــددت بــه أزري
أصــاب ولم يــدر الفـؤاد بـسـهـمـهـا
ومــن عــجــب رامٍ يــصــيـب ولا يـدري
ومـا هـاب جـفـنـيـه المـنـامُ فزارني
ولا وســنٌ حــتــى تــكــحَّلــ بــالسـحـر
وولّى وذيـل الليـل فـي الغـرب قالص
وجـيـب الضحى في الشرق منقطع الزرّ
يـقـول وقـد شـامـت دمـوعـي جـوانـحـي
عـجـبـت لهـذا يـطـفـئُ الجـمرَ بالجمر
وخـيـلٌ مـن الأجـفـان شـقـرٌ تـتـابـعت
فـمـا بـرحـت حـتـى أبـاحـت حـمـى سرّي
ومــــا راعـــهُ إلا طـــلائعُ مـــوكـــب
مـن الصـبح تهفو هدب راياته الحمر
تــجــلى فــقــلنـا ليـلةُ البـدر هـذهِ
ودام فــقــلنــا هــذه ليــلة القــدر
ثـوى فـي جـفـونـي خـائضاً لجّة الدجى
لقـد أمَّ جـارُ اليـمّ بـحـراً عـلى بحر
تــأوب مــن صــدرٍ تــخــبُّ بــه الكــرى
فــمــا زال حـتـى بـات مـنـزله صـدري
هـو الدرُّ نـثـراً حـيـث وافـى حـديـثه
ولكــنّهُ نــظــمٌ لدى النـحـو والثـغـر
ألم تـرنـي أبـكـي عـلى الهـجر لوعة
ومـن قـبلها قد كنت أبكي من الهجر
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة سرى موهناً والأنجم الزّهر لا تسري