البيت العربي
سِر أَبا صالِحٍ إِلى اللَهِ وَاِترُك
عدد ابيات القصيدة:18
سِــر أَبــا صـالِحٍ إِلى اللَهِ وَاِتـرُك
مِــصــرَ فــي مَــأتَــمٍ وَحُــزنٍ شَــديــدِ
هَـــذِهِ غـــايَـــةُ النُـــفـــوسِ وَهَـــذا
مُــنــتَهــى العَــيـشِ مُـرِّهِ وَالرَغـيـدِ
هَــل تَـرى النـاسَ فـي طَـريـقِـكَ إِلّا
نَــعــشَ كَهــلٍ تَــلاهُ نَــعـشُ الوَليـدِ
إِنَّ أَوهـى الخُـيـوطِ فـيـمـا بَدا لي
خَـــيـــطُ عَــيــشٍ مُــعَــلَّقٌ بِــالوَريــدِ
مُــضــغَــةٌ بَــيــنَ خَــفــقَــةٍ وَسُــكــونٍ
وَدَمٌ بَــــيــــنَ جَــــريَــــةٍ وَجُـــمـــودِ
أَنزَلوا في الثَرى الوَزيرَ وَوارَوا
فــيــهِ تِــســعــيـنَ حِـجَّةـً فـي صُـعـودِ
كُــنــتَ فـيـهـا عَـلى يَـدٍ مِـن حَـريـرِ
لِلَّيــالي فَــأَصــبَــحَــت مِــن حَــديــدِ
قَـد بَـلَونـاكَ فـي الرِيـاسَـةِ حـيـناً
فَــبَـلَونـا الوَزيـرَ عَـبـدَ الحَـمـيـدِ
آخِــذاً مِــن لِســانِ فــارِسَ قِــســطــاً
وافِــرَ القَــســمِ مِــن لِســانِ لَبـيـدِ
فــي ظِـلالِ المُـلوكِ تُـدنـي إِلَيـهِـم
كُــــــلَّ آوٍ لِظِــــــلِّكَ المَـــــمـــــدودِ
لَســتَ مَــن مَــرَّ بِــالمَــعــالِمِ مَــرّاً
إِنَّمـــا أَنـــتَ دَولَةٌ فـــي فَـــقــيــدِ
قُـم فَـحَـدِّث عَـنِ السِـنـيـنِ الخَـوالي
وَفُـــتـــوحِ المُــمَــلَّكــيــنَ الصــيــدِ
وَالَّذي مَـــرَّ بَـــيـــنَ حـــالٍ قَــديــمٍ
أَنــــتَ أَدرى بِهِ وَحــــالِ جَــــديــــدِ
وَصِــــفِ العِــــزَّ فــــي زَمـــانِ عَـــلِيٍّ
وَاِذكُــرِ اليُــمـنَ فـي زَمـانِ سَـعـيـدِ
كَــيــفَ أُســطــولُهُــم عَـلى كُـلِّ بَـحـرٍ
وَسَـــرايـــاهُـــمُ عَـــلى كُـــلِّ بـــيــدِ
قَـــد تَـــوَلَّوا وَخَـــلَّفـــوكَ وَفِـــيّـــاً
فـــي زَمـــانٍ عَــلى الوَفِــيِّ شَــديــدِ
فَـاِلحَـقِ اليَـومَ بِـالكِـرامِ كَـريـمـاً
وَاِلقَهُـــم بَـــيـــنَ جَـــنَّةـــٍ وَخُـــلودِ
وَتَـــقَـــبَـــل وَداعَ بـــاكٍ عَــلى فَــق
دِكَ وافٍ لِعَهـــــدِكَ المَـــــحــــمــــودِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932