البيت العربي

سُكرُ الشَبابِ جُنونُ
عدد ابيات القصيدة:20

سُـكـرُ الشَـبـابِ جُـنـونُ
وَالنـــاسُ فَـــوقٌ وَدونُ
وَلِلأُمــــــورِ ظُهــــــورٌ
تَــبــدو لَنــا وَظُـنـونُ
وَلِلزَمـــــانِ تَـــــثَــــنٍّ
كَـمـا تَـثَـنّـى الغُـصونُ
مِــنَ العُــقــولِ سُهــولٌ
مَـــعـــروفَـــةٌ وَحُـــزونُ
فــيــهِــنَّ رَطــبٌ مُــؤاتٍ
مِـــنـــهُــنَّ كَــزٌّ حَــرونُ
إِنّـي وَإِن خـانَـنـي مَن
أَهــوى فَــلَســتُ أَخــونُ
لاأُعــمِــلُ الظَــنَّ إِلّا
فـيـمـا تَـسوغُ الظُنونَ
يـا مَـن تَـمَـجَّنـَ مَهـلاً
قَـد طـالَ مِنكَ المُجونُ
هَـوَّنـتَ عَـسـفَ اللَيالي
هَــوَّنــتَ مـا لا يَهـونُ
يا لَيتَ شِعري إِذا ما
دُفِــنــتَ كَــيــفَ تَـكـونُ
لَو قَـد تُـرِكـتَ صَـريعاً
وَقَـد بَـكَـتـكَ العُـيـونُ
لَقَـــلَّ عَـــنــكَ غَــنــاءً
دَمــعٌ عَــلَيــكَ هَــتــونُ
لا تَـأمَـنَـنَّ اللَيـالي
فَــــكُــــلُّهُــــنَّ خَــــأونُ
إِنَّ القُــبــورَ سُــجــونٌ
مــا مِــثــلُهُــنَّ سُـجـونُ
كَـم فـي القُبورِ قُرونٌ
مِــمَّنــ مَــضــى وَقُــرونُ
مـا فـي المَقابِرِ وَجهٌ
عَــنِ التُــرابِ مَــصــونُ
لَتُــفـنِـيَـنّـا جَـمـيـعـاً
وَإِن كَـرِهـنـا المَـنونُ
أَمّـا النُـفـوسُ عَـلَيها
فَــلِلمَــنــايــا دُيــونُ
لاتَـدفَـعُ المَـوتَ عَـمَّن
حَـلَّ الحُـصـونَ الحُـصونُ
مـا لِلمَـنـايـا سُـكـونٌ
عَــنّــا وَنَــحــنُ سُـكـونُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو العَتاهِيَة
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.