البيت العربي

سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَرا
عدد ابيات القصيدة:54

سَـمـا لَكَ شَـوقٌ بَـعـدَمـا كـانَ أَقـصَرا
وَحَــلَّت سُــلَيـمـى بَـطـنَ قَـوِّ فَـعَـرعَـرا
كِـنـانِـيَّةـٌ بـانَـت وَفـي الصَـدرِ وُدُّها
مُــجــاوِرَةٌ غَــسّــانَ وَالحَــيُّ يَــعـمُـرا
بِـعَـيـنَـيَّ ظَـعـنُ الحَـيِّ لَمّـا تَـحَـمَّلوا
لَدى جـانِـبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى
فَـشَـبَّهـتَهُـم فـي الآلِ لَمّـا تَـكَـمَّشوا
حَــدائِقَ دومِ أَو سَــفــيــنــاً مُـقَـيَّرا
أَوِ المُـكـرَعـاتِ مِـن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ
دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا
سَـــوامِـــقَ جَـــبّـــارَ أَثــيــثٍ فُــروعَهُ
وَعـالَيـنَ قُـنـواناً مِنَ البُسرِ أَحمَرا
حَـمَـتـهُ بَـنـو الرَبـداءِ مِن آلِ يامِنٍ
بِــأَســيــافِهِــم حَــتّــى أَقَـرَّ وَأَوقَـرا
وَأَرضـى بَـنـي الرَبـداءِ وَاِعتَمَّ زَهوُهُ
وَأَكــمــامُهُ حَــتّــى إِذا مــا تَهَــصَّرا
أَطــافَــت بِهِ جَــيــلانَ عِـنـدَ قِـطـاعِهِ
تُــرَدِّدُ فــيــهِ العَـيـنَ حَـتّـى تَـحَـيَّرا
كَــأَنَّ دُمــى شَــغــفٍ عَـلى ظَهـرِ مَـرمَـرٍ
كَـسـا مُـزبِـدَ السـاجـومِ وَشياً مُصَوَّرا
غَـــرائِرُ فـــي كَــنٍّ وَصَــونٍ وَنِــعــمَــةٌ
يُــحَــلَّيــنَ يـاقـوتـاً وَشَـذراً مُـفَـقَّرا
وَريــحَ سَــنــاً فــي حُــقَّةــٍ حِــمـيَـرِيَّةٍ
تُــخَـصُّ بِـمَـفـروكٍ مِـنَ المِـسـكِ أَذفَـرا
وَبـانـاً وَأُلوِيّـاً مِـنَ الهِـنـدِ داكِياً
وَرَنـداً وَلُبـنـىً وَالكِـبـاءَ المُـقَتَّرا
غَــلِقـنَ بِـرَهـنٍ مِـن حَـبـيـبٍ بِهِ اِدَّعَـت
سُـلَيـمـى فَـأَمـسـى حَـبـلُها قَد تَبَتَّرا
وَكــانَ لَهــا فـي سـالِفِ الدَهـرِ خُـلَّةٌ
يُـسـارِقُ بِـالطَـرفِ الخِـبـاءَ المُسَتَّرا
إِذا نـالَ مِـنـهـا نَـظـرَةً ريـعَ قَـلبُهُ
كَـمـا ذُعِـرَت كَـأسُ الصَـبـوحِ المُخَمَّرا
نَــزيــفٌ إِذا قـامَـت لِوَجـهٍ تَـمـايَـلَت
تُـراشـي الفُـؤادَ الرَخـصَ أَلّا تَخَتَّرا
أَأَســمــاءُ أَمـسـى وُدُّهـا قَـد تَـغَـيَّرا
سَــنُــبــدِلُ إِن أَبــدَلتِ بِـالوُدِّ آخَـرا
تَـذَكَّرتُ أَهـلي الصـالِحـيـنَ وَقَـد أَتَت
عَــلى خَــمَـلى خـوصُ الرِكـابِ وَأَوجَـرا
فَـــلَمّـــا بَــدا حَــورانُ وَالآلُ دونَهُ
نَـظَـرتَ فَـلَم تَـنـظُـر بِـعَـينَيكَ مَنظَرا
تَــقَــطَّعـُ أَسـبـابُ اللُبـانَـةِ وَالهَـوى
عَــشِــيَّةــَ جــاوَزنــا حَـمـاةَ وَشَـيـزَرا
بِــسَــيــرٍ يَــضُـجُّ العَـودُ مِـنـهُ يَـمُـنُّهُ
أَخو الجَهدِ لا يُلوي عَلى مَن تَعَذَّرا
وَلَم يُـنـسِـنـي مـا قَـد لَقيتُ ظَعائِناً
وَخَـمـلاً لَهـا كَـالقَـرِّ يَـومـاً مُـخَدَّرا
كَـأَثـلٍ مِـنَ الأَعـراضِ مِـن دونِ بَـيشَةٍ
وَدونَ الغُــمَــيــرِ عـامِـداتٍ لِغَـضـوَرا
فَـدَع ذا وَسَـل لا هُـمَّ عَـنـكَ بِـجِـسـرَةٍ
ذُمـــولٍ إِذا صـــامَ النَهــارُ وَهَــجَّرا
تُــقَــطِّعــُ غــيــطـانـاً كَـأَنَّ مُـتـونَهـا
إِذا أَظــهَــرَت تُـكـسـي مُـلاءً مُـنَـشَّرا
بَـعـيـدَةُ بَـيـنَ المَـنـكِـبَـيـنِ كَـأَنَّمـا
تَـرى عِـنـدَ مَـجرى الضَفرِ هِرّاً مُشَجَّرا
تُــطــايِــرُ ظِــرّانَ الحَـصـى بِـمَـنـاسِـمٍ
صِـلابِ العُـجـى مَـلثومُها غَيرُ أَمعَرا
كَـأَنَّ الحَـصـى مِـن خَـلفِهـا وَأَمـامِهـا
إِذا نَــجَــلَتـهُ رِجـلُهـا خَـذفُ أَعـسَـرا
كَــأَنَّ صَــليــلَ المَــروِ حــيــنَ تُـشِـذُّهُ
صَــليــلِ زُيــوفٍ يُـنـتَـقَـدنَ بِـعَـبـقَـرا
عَـلَيـهـا فَـتىً لَم تَحمِلِ الأَرضُ مِثلَهُ
أَبَــرَّ بِــمــيــثــاقٍ وَأَوفــى وَأَصـبَـرا
هُـوَ المُـنـزِلُ الآلافَ مِـن جَـوِّ نـاعِطٍ
بَـنـي أَسَـدٍ حَـزنـاً مِـنَ الأَرضِ أَوعَرا
وَلَو شـاءَ كـانَ الغَزوُ مِن أَرضِ حِميَرٍ
وَلَكِــنَّهــُ عَـمـداً إِلى الرومِ أَنـفَـرا
بَـكـى صـاحِـبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَهُ
وَأَيــقَــنَ أَنّــا لاحِــقــانِ بِـقَـيـصَـرا
فَــقُــلتُ لَهُ لا تَــبــكِ عَـيـنُـكَ إِنَّمـا
نُــحـاوِلُ مُـلكـاً أَو نَـمـوتَ فَـنُـعـذَرا
وَإِنّــي زَعــيــمٌ إِن رَجِــعــتُ مُــمَـلَّكـاً
بِـسَـيـرٍ تَـرى مِـنـهُ الفُـرانِـقَ أَزوَرا
عَــلى لاحِــبٍ لا يَهــتَــدي بِــمَـنـارِهِ
إِذا سـافَهُ العَـودُ النُـبـاطِيُّ جَرجَرا
عَـلى كُـلِّ مَـقـصـوصِ الذُنـابـى مُـعاوِدٍ
بَريدَ السَرى بِاللَيلِ مِن خَيلِ بَربَرا
أَقَــبَّ كَــسَــرحــانِ الغَــضــى مُــتَـمَـطِّرٍ
تَـرى المـاءَ مِـن أَعـطافِهِ قَد تَحَدَّرا
إِذا زُعـتُهُ مِـن جـانِـبَـيـهِ كِـلَيـهِـمـا
مَـشـى الهَـيـدَبـى فـي دَفِّهِ ثُمَّ فَرفَرا
إِذا قُـــلتُ رَوَّحـــنـــا أَرَنَّ فُـــرانِــقٌ
عَـلى جَـلعَـدٍ واهـي الأَبـاجِـلِ أَبتَرا
لَقَــد أَنــكَـرَتـنـي بَـعـلَبَـكُّ وَأَهـلُهـا
وَلَاِبـنُ جُـرَيـجٍ فـي قُـرى حِـمصَ أَنكَرا
نَــشــيـمُ بَـروقَ المُـزنِ أَيـنَ مُـصـابُهُ
وَلا شَيءَ يُشفي مِنكِ يا اِبنَةَ عَفزَرا
مِـنَ القـاصِـراتِ الطَـرفِ لَو دَبَّ مُحوِلٍ
مِـنَ الذَرِّ فَـوقَ الإِتـبِ مِـنها لَأَثَّرا
لَهُ الوَيـلُ إِن أَمـسـى وَلا أُمُّ هـاشِمٍ
قَـريـبٌ وَلا البَـسـباسَةُ اِبنَةَ يَشكُرا
أَرى أُمَّ عَــمـروٍ دَمـعُهـا قَـد تَـحَـدَّرا
بُـكـاءً عَـلى عَـمـروٍ وَمـا كانَ أَصبَرا
إِذا نَـحـنُ سِـرنـا خَـمـسَ عَـشـرَةَ لَيلَةٍ
وَراءَ الحِـسـاءِ مِـن مَـدافِـعِ قَـيـصَـرا
إِذا قُــلتُ هَــذا صــاحِـبٌ قَـد رَضـيـتُهُ
وَقَــرَّت بِهِ العَــيــنــانِ بُـدِّلتُ آخَـرا
كَــذَلِكَ جَــدّي مــا أُصــاحِــبُ صــاحِـبـاً
مِــنَ النــاسِ إِلّا خــانَـنـي وَتَـغَـيَّرا
وَكُــنّــا أُنــاسـاً قَـبـلَ غَـزوَةِ قُـرمُـلٍ
وَرَثـنـا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا
وَمــا جَــبُــنَــت خَـيـلي وَلَكِـن تَـذَكَّرَت
مَــرابِـطَهـا فـي بَـربَـعـيـصَ وَمَـيـسَـرا
أَلا رُبَّ يَـــومٍ صـــالِحٍ قَـــد شَهِـــدتُهُ
بِـتـاذِفَ ذاتِ التَـلِّ مِـن فَـوقِ طَـرطَرا
وَلا مِــثــلَ يَـومٍ فـي قُـدارانَ ظِـلتُهُ
كَـأَنّـي وَأَصـحـابـي عَـلى قَـرنِ أَعـفَرا
وَنَـشـرَبُ حَـتّـى نَـحـسِـبَ الخَـيلَ حَولَنا
نِـقـاداً وَحَـتّـى نَـحـسِبَ الجَونَ أَشقَرا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: امرؤ القَيس
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.