قصيدة سهادي وليلي فيك ما لهما حد للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

سهادي وليلي فيك ما لهما حدُّ


عدد ابيات القصيدة:20


سهادي وليلي فيك ما لهما حدُّ
ســهـادي وليـلي فـيـك مـا لهـمـا حـدُّ
وطـيـبُ الكرى كالصبح ما لي به عهدُ
وإنــي لأســتـشـفـي سـقـامَ نـسـيـمـهـا
ومــا عـنـده إلاّ الصـبـابـة والوجـد
فـإن وعـدت نـفـسـي المـنـى بـلقائها
أبـى اليـأس مـنـها أن يصحَّ لها وعد
إذا أخـمـدت نـار الأسـى بـعـد هجعة
فـعـنـد الصـبا بعد الخمود لها وقد
ســلامٌ عــلى نــجــد وســاكــن ظــلهــا
وإن لم يـفـد إلاَّ رسـيـسَ الهوى نجد
لقـد كـتـم الخـلخال والقلب والدجى
فـنـمَّ عـليـهـا الثـغر والحليُ والندُّ
فـجـفـنـي وجـفـنـاهـا ووجـدي وردفـها
وقــلبـي وقـرطـاهـا ودمـعـيَ والعـقـد
أتــت فــتــلاقــي كــلُّ شــيــء ومـثـله
وفـود الدجـى مـن هـامة الأفق مسودُّ
تــضــنّ وتــسـخـو فـالمـنـيـة والمـنـى
وتــنـأى وتـدنـو فـالضـلالة والرشـد
هي الشمس يضفو الظل في حال قربها
وتـضـحـي هـجـيـراً حين يحجبها البعد
يــبــيــح فــؤادي قـدَّ هـنـد ونـهـدهـا
ويـمـنـعـه نـهـدٌ ومـا تـطـبـع الهـنـد
أنـاشـد جـفـنـيـها السقيمين في دمي
وتـأبـى سـوى السـفك الأناملُ والخدُّ
إذا خــطـرتْ فـالغـصـن نـوّارهُ الحـلى
وإن نـظـرتْ فـالسـيـفُ قـلبـي له غـمد
يــثــقّــف لا للزيـغ بـالطـعـن قـدُّهـا
ويسقى وما غير الحيا بالدّم الورد
وفــاتــكــةِ الألحــاظ آمـنـة الحـشـا
وعـنـد الهوى لا يوجب القودَ العمد
رضــابــك شـهـدٌ رشـفـه يـنـقـع الصـدى
مـتـى كـان يـروي غلَّة الهائم الشهد
لمـن يـرهـف الهـنديُّ والنبلُ والقنا
كـفـى قـومـك الألحاظُ والهدْبُ والقدّ
إذا كــان للعــشّــاقِ حــبُّكــ قــاتــلا
فـمـاذا الذي تـبـغي القطيعة والصدُّ
يــقــصُّ أحــاديــث الكــثــيــب وبـانـهِ
ودون الكثيب البيدُ والعيس والوخد
قـضـى الصـبـر مثل الغمض عن ظبياتهِ
وللوجـدِ مـثـل السـقـم فـي خلدي خلد
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة سهادي وليلي فيك ما لهما حدُّ