البيت العربي

سهامُ المنايا لا تطيشُ ولا تُخطي
عدد ابيات القصيدة:16

سـهـامُ المـنـايـا لا تـطيشُ ولا تُخطي
وحـادي الليـالي لا يـجـورُ ولا يبُطي
أرى الدهـرَ يُـعـطـي ثـم يَـرجـع نـادما
فـيـسـلب مـا يُـولي ويـأخـذ مـا يُـعـطي
ويــســتــدركُ الحُــســنــى بــكـلِّ إسـاءةٍ
كما استدركَ التفريطَ والغلطَ الُمخطي
ويــخــتــار للجــهـل الطـبـيـبَ تَـعَـلّلا
ويـسـتـفـرغُ الأدواءَ بـالفَـصدِ والسَّعطِ
ويـــجـــتـــابُ سَـــردَ الســـابـــري وإنّه
إذا مـا رمـى رامي المقاديرِ كالمِرطِ
كــــأنّـــا ثِـــمـــارٌ للزمـــانِ فـــكـــفّه
تَـعـيـثُ فـتـجـنـي بـالحـصـاد وبـاللقـطِ
أفــي قــلبــه حِــقـدٌ عـليـنـا فـفـتـكـهُ
بـنـا فَـتـكُ مـوتـورٍ مـن الغـيـظِ مُـشتَطِّ
ومــا الكــونُ إلا للفــســادِ وإنّــمــا
حـيـاتـي كـمـوتـي كـالجـزاء مع الشرَطِ
كــذاك تــمــامُ البــدرِ أصــلُ مُــحــاقِهِ
يــكــونُ وإشــراقُ الكــواكــبِ للهــبــط
كـوَصـلِ الفتاةِ والرُّؤدِ للهجرِ والقِلي
يــكــونُ وقُـرب الدارِ للبـعـدِ والشَّحـطِ
وقـد قـيـل إنّ النـفـسَ تـبـقـى لأَنـهـا
بـسـيـطٌ ومـا التـركـيبُ إلا من البسطِ
سـتـفُـنـي المـنـايـا كـلَّ شيءٍ فلا تُرَع
بــمـا زخـرفُـوا مـن نـقـطـةٍ لكَ أو خـطِّ
فــلا بـدَّ للمـوتِ المـقـيـتِ وإن أبَـوا
مـقـالَكَ فـيـهـا مـن نـصـيـبٍ ومـن قِـسـطِ
أبــى الله أن يــبـقـى سـواهُ لحـكـمـةٍ
رآهــا وأقــســامٍ تَــجِــلُّ عــن القِــســطِ
لعــلّكَ تــســتــبــطــي حــمــامَــكَ شَـيِّقـا
رويـدا سـتـسـتـوحـي الذي كنت تَستبطي
عـرفـتـكِ يـا دنـيـايَ بـالغـدرِ والأذى
فـمـا أنتِ من شأني ولا أنتِ من شَرطي
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن الهبارية
ابن الهبارية الشريف أبو يعلى محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى بن محمد بن عبد الله ابن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي المعروف بابن الهبارية الملقب نظام الدين البغدادي الشاعر المشهور؛ كان شاعرا مجيدا حسن المقاصد، لكنه كان خبيث اللسان كثير الهجاء والوقوع في الناس لايكاد يسلم من لسانه أحد. وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال: من شعراء نظام الملك، غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن حجاج وسلك أسلوبه وفاقه في الخلاعة، والنظيف من شعره في غاية الحسن. حكي عنه أنّه هجا بالأجرة النّظام، فأمر بقتله، فشفع فيه جمال الإسلام محمّد بن ثابت الخُجَنْدِيّ، وكان من كِبار العلماء، فقبِل شفاعته، فقام يُنشد نظام الملك، يومَ عفوِه عنه، قصيدةً، قال في مطلعها:
بعزّةِ أمرِك دارَ الفلَكْ حَنانَيْك، فالخَلْقُ والأمرُ لكْ
فقال النّظام: كذبت، ذاك هو الله عزّ وجلّ، وتمّم إنشادها.
ثم أقام مدّة بأصفهان. وخرج الى كرْمان، وأقام بها الى آخر عمره. مات بعد مدّة طويلة. وذُكر أنّه توفّي في سنة أربع وخمس مئة.
وترجم له الإمام الذهبي في التاريخ فقال بعدما سماه: والهبارية هي من جداته، وهي من ذرية هبار بن الأسود بن المطلب. (1)
قرأ الأدب ببغداد، وخالط العلماء، وسمع الحديث، ومدح الوزراء والأكابر. وله معرفة بالأنساب، وصنف كتاب الصادح والباغم والحازم والعازم، نظمه لسيف الدولة صدقة بن منصور، وضمنه حكماً وأمثالاً، ونظم كليلة ودمنة. وله كتاب مجانين العقلاء، وغير ذلك. وله كتاب ذكر الذكر وفضل الشعر. وقد بالغ في الهجو حتى هجا أباه وأمه. وشعره كثير سائر، فمنه قصيدة شهيرة: أولها: (حي على خير العمل=على الغزال والغزل) قال الأرجاني: سألت ابن الهبارية عن مولده، فقال: سنة أربع عشرة وأربعمائة. وقال أبو المكارم يعيش بن الفضل الكرماني الكاتب: مات بكرمان في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسمائة. ا.هـ
قال الزركلي: من كتبه (الصادح والباغم-ط) أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمنة، و(نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة - ط)، و(فلك المعاني)، و(ديوان شعر) أربعة أجزاء..