قصيدة شأتك عين دموعها غسق للشاعر عُبَيد الله بن الرُقَيّات

البيت العربي

شَأَتكَ عينٌ دُموعُها غَسَقُ


عدد ابيات القصيدة:24


شَأَتكَ عينٌ دُموعُها غَسَقُ
شَـــأَتـــكَ عــيــنٌ دُمــوعُهــا غَــسَــقُ
فـــي إِثـــرِ حَـــيٍّ سُـــلّافُهُــم فِــرَقُ
لَيــسَ عَــلَيـهِـم دِيـاتُ مَـن قَـتَـلوا
وَالرَهــنُ فــيــهِــم مُــمَــنَّعــٌ غَــلِقُ
فــيــهِــم سُـلَيـمـى وَجـارَتـانِ لَهـا
وَالمِــســكُ مِـن جَـيـبِ دِرعِهـا عَـبِـقُ
كَــــأَنَّهــــا دُمــــيَــــةٌ مُــــصَــــوَّرَةٌ
مــيــعَ عَـليـهـا الزِريـابُ وَالوَرَقُ
إِن خَــتَــمَــت جـازَ طـيـنُ خـاتَـمِهـا
كَــمــا تَــجـوزُ العَـبـدِيَّةـُ العُـتُـقُ
زَمّــوا الخِـدَبّـاتِ مِـل جِـمـالِ لِكَـي
يَـغـدوا سِـراعـاً وَالفَـجـرُ مُـنـفَلِقُ
فَما اِستَقَلَّت شَمسُ النَهارِ عَلى ال
جــــودِيِّ حَــــتّــــى إِذا هُـــمُ حِـــزَقُ
تَــقــولُ سَــلمــى أَلا تَــنــامُ إِذا
نِــمــنــا فَـقُـلتُ الهُـمـومُ وَالأَرَقُ
تَــمــنَــعُــنـي وَاِدِّكـارُ نَـصـرِ بَـنـي
عَــــمِّيـــَ إِذ حَـــلَّ جـــارِيَ الرَهَـــقُ
يـا سَـلمَ نَأيُ الدِيارِ عَن بَلَدِ ال
والِدِ ذُلٌّ وَرُحـــــبُهـــــا ضَـــــيَـــــقُ
لَو كــانَ حَــولي بَــنــو أُمَـيَّةـَ لَم
يَــنــطِــق رِجــالٌ أَراهُــمُ نَــطَـقـوا
إِن جَــلَســوا لَم تَــضِـق مَـجـالِسُهُـم
أَو رَكِــبــوا ضــاقَ عَـنـهُـمُ الأُفُـقُ
بِـالخَـيـلِ وَالرَجـلِ وَالزُهـاءِ تُـرى
تَـــخـــفِــقُ أَوســاطَ غــابِهِ الخِــرَقُ
قَــد كُــنــتُ فـي مَـعـشَـرٍ أَعِـزُ بِهِـم
فــــي حَـــلَقٍ مِـــن وَرائِهِـــم حَـــلَقُ
كَــم فــيـهِـمُ مِـن فَـتـىً أَخـي ثِـقَـةٍ
عَـن مَـنـكِـبَـيـهِ السِـربـالُ مُـنـخَرِقُ
يَـمـشـي إِلى المـوتِ حـيـنَ يُـبـصِرُهُ
كَــمــا مَــشــى فَــحــلُ صِـرمَـةٍ حَـنِـقُ
أَدرَكَهُــــم مُــــصــــعَــــبٌ وَدونَهُــــمُ
بِــالغَــمــرِ مِـن غَـمـرِ عـالِجٍ شِـقَـقُ
إِن يَـلبَـسـوا مِـلَ الحَديدِ تَحسَبُهُم
جُــربــاً بِهــا مِـن هِـنـائِهـا عَـبَـقُ
إِن سُــمــتَهُ الخَـسـفَ مِـنـكَ أَنـكَـرَهُ
إِنــكــارَ أَيــدٍ فــي سَــيــفِهِ عَــلَقُ
إِذ هَــدَمــوا حَــوضَهُ فَــكــانَ لَهُــم
يَــومٌ طَــويــلٌ بِــالشَــرِّ مُــنــتَـطِـقُ
تُـــحِـــبُّهـــُم عُـــوَّذُ النِــســاءِ إِذا
مـا اِحـمَـرَّ تَـحـتَ القَـوانِسِ الحَدَقُ
وَأَنــكَــرَ الكَــلبُ أَهـلَهُ وَأَتـى ال
شَـــرُّ وَخـــافَ المُـــجَـــبَّنــُ الفَــرِقُ
فَـريـحُهُـم عِـنـدَ ذاكَ أَذكـى مِنَ ال
مِـــســـكِ وَفـــيـــهِــم لِخــابِــطٍ وَرَقُ
أَولاكَ هُــم مَـعـشَـري إِذا نُـسِـبـوا
يَــومــاً فَهُــم مِـن صَـريـحِهِـم عُـتُـقُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، ابن قيس الرقيات.
شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة.
خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي.
أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية