قصيدة شغلي عن الربع أن أسائله للشاعر المُتَنَبّي

البيت العربي

شغْلي عن الرّبع أن أُسائلَه


عدد ابيات القصيدة:19


شغْلي عن الرّبع أن أُسائلَه
شــغْــلي عــن الرّبـع أن أُسـائلَه
وأن أطــيــلَ البُـكـاء فـي خَـلَقِهْ
بـالسـجـن والقـيد والحديد وما
يُـنـقـضُ عـنـد القـيـام مـن حلَقِهْ
فــــي كــــل لصٍّ إذا خـــلوتُ بـــه
حـــدَّث عـــن جــحــده وعــن ســرَقِهْ
لو خُـــلقـــت رجــله كــهــامــتــه
إذاً لبــارى البُــزاةَ فـي طـلَقِهْ
بـــدّلت جـــيـــرانـــه وبِــلْيــتــه
فــي خــطّ كـفّ الأمـيـر مـن ورَقِهْ
يا أيها السيد الهمام أبا ال
عــبـاس والمـسـتـعـاذُ مـن حَـنَـقِهْ
أعـنـي الأمـيـر الذي لهـيـبـتـه
يـخـفـق قـلب الرضـيـع فـي خِـرَقِهْ
المــظــهــر العــدل فـي رعـيـتـه
والمــعــتــدى حـلمـه عـلى نـزقِهْ
لمــــا تــــأمــــلتـــه رأيـــت له
مـجـداً تـضـلُّ الصـفـات فـي طـرقِهْ
نــظــرت مــن طــبــعــه إلى مــلك
يـغـضـى حـمـاة الشـآم مـن خُـلُقِهْ
لو مــا تــرى ســفــكـه بـقـدرتـه
كــان دم العـالمـيـن فـي عـنـقِهْ
يـا مـن إذا استنكر الإمام به
مــات جـمـيـع الأنـام مـن فـرقِهْ
فــي كــل يــوم يـسـرى إلى عـمـلٍ
فــي عـسـكـر لا يُـرى سـوى حـدقِهْ
تــشــتــعــل الأرض مــن بـوارقـه
نـاراً وتـنـبـو السيوف عن درَقِهْ
قــد أثّـر القـيـظ فـي مـحـاسـنـه
وفــاح ريـح العـبـيـر مـن عـرقِهْ
كــأنّـمـا الشـمـس لم تـزر بـلداً
فـي الأرض إلّا طـلعـتَ فـي أُفُقِهْ
اللَه يــا ذا الأمـيـر فـي رجـل
لم تـبـق مـن جـسـمـه سـوى رمـقِهْ
كــم ضــوء صــبـح رجـاك فـي غـده
وجــنــح ليــل دعــاك فــي غَـسـقِهْ
نـــاداك مـــن لجّـــة لتـــنــقــذه
مـن بـعـد مـالا يـشـكُّ فـي غـرقِهْ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
تصنيفات قصيدة شغْلي عن الرّبع أن أُسائلَه