البيت العربي
صَرِيخَ الهَوى لبَّيكَ فِيمَ تُشِيرُ
عدد ابيات القصيدة:31
صَــرِيــخَ الهَــوى لبَّيـكَ فِـيـمَ تُـشِـيـرُ
كِــلانــا خَــبــيـرٌ بِـالغَـرامِ بَـصِـيـرُ
دَعَـوتَ سَـمـيـعـاً واسـتَـعَـنـتَ بِـنـاصِـرٍ
فــلبّــاكَ مِــنّــا مُــنــجِــدٌ وَنَــصِــيــرُ
هَـتـفـتَ بِـنـا حـتّـى هَـمَـمـنـا تَـسرُّعاً
إِلَيــكَ عَــلى حُــكــمِ الولاءِ نَــطِـيـرُ
هــتَــفــتَ بِـنـا عَـمـداً وحَـولَكَ أُسـرَةٌ
لُيــوثٌ لَهــا عــنــدَ الهــيـاجِ زَئيـرُ
فـإِن كُـنـتَ قَـد أَصبَحتَ مُستَنصِراً بِنا
فَــقــصــدُكَ بــادٍ عِــنــدَنــا وشَهــيــرُ
تـفـرَّسـتَ فـيـنـا ما اقتَضَتهُ سِمَاتُنا
وَقــد عـزَّ قَـبـلَ اليَـومِ مِـنـهُ ظـهُـورُ
وَأَنــتَ كَــمــا شــاءَ الصِّبــا مُـتَهَـتِّكٌ
لَديـــكَ زَجـــاجـــاتُ الوِصـــالِ تَــدُورُ
فـشِـئتَ بِـنـا خلعَ الأَعِنَّةِ في الهَوى
وكَــم تــمَّ فــي خَـلعِ العِـنـانِ سـرُورُ
لِكَــيــمــا نُـرى فـيـهِ سـواءً وَإِنَّ ذا
لَنَــصــرٌ لِذي اللبِّ العــقـولِ كـبـيـرُ
فخُذ في التَصابي كيفَ ما شِئتَهُ بِنا
فــكــلُّ عــســيــرٍ فــي رِضــاكَ يَــسِـيـرُ
وَيـا طـالَما أَعرَضتَ عَن هاتِفِ الصِّبا
وفــيــكَ لعِــزِّ المُــلكِ عــنــهُ نـفُـورُ
فَــلِلَّهِ ظَــبــيٌ أنـتَ مِـن بَـعـضِ صَـيـدِهِ
وَللِّهِ سِـــربٌ أَنـــتَ فـــيـــهِ أَســـيـــرُ
فَــإِن كــانَ لِلصِّيـدِ المـلوكِ مَـصَـائِدٌ
فَـــمـــا هِـــيَ إِلا أَعـــيُــنٌ ونُــحُــورُ
وَبِــيــضُ وجــوهٍ مُــشــرِقــاتٍ كــأنَّهــا
وَجــالَ بِهــا مــاءُ الجَــمــالِ بــدُورُ
يَـعُـمُّ الضِّيـاءُ الأُفـقَ وَالليلُ عاكِرٌ
إِذا حــانَ مِــن تِـلكَ الوُجُـوهِ سُـفُـورُ
وَصُـــبـــحُ أَدِيــمٍ تَــحــتَ لَيــلِ ذَوائِبٍ
أَلا إِنَّ لَيــلَ الغــانِــيــاتِ شُــعُــورُ
وَهِــيــفُ قُــدُودٍ كــالغُــصــونِ نَـواعِـمٍ
يُــرَنِّحــُهــا سُــكــرُ الهَــوى فَــتَـجُـورُ
وَإِن أَنــسَ لا أَنـسَ الفَـرِيـقَ وَأَهـلَهُ
وَرَبــعــاً بِهِ رَوضُ الهَــنــاءِ نَــضِـيـرُ
وَعـيـشـاً سـرقـنَـاهُ عَلى غَفلَةِ النَّوى
وَقَــد بَــسَــمــت لِي بِـالسُـرورِ ثُـغُـورُ
بِـمـيّـاسَـةِ الأَعـطـافِ خَمصَانَةِ الحشا
لَهـا الصَّونُ مِـن دُونِ السُـتُـورِ سُتُورُ
مِـنَ الخَـفِـراتِ الخُـرَّدِ العِينِ حُسنُها
عَــلى حُــســنِ رَبّــاتِ الجَـمـالِ أَمِـيـرُ
مُـــنَـــعَّمـــَةٌ رَيّـــاءُ أَمّــا سِــوَارُهــا
فَـــمُـــثــرٍ ولَكــنَّ الوِشــاحَ فَــقِــيــرُ
إِذا سَـحَـبَـت فـي الأَرضِ فاضِلَ مِرطِها
تَــأَرَّجَ مِــنــهــا حَــجَّتــَيــنِ عَــبِــيــرُ
تُــدِيــرُ بــلَحــظَـيـهـا كُـؤُوسَ مُـدامَـةٍ
فــتــلعَــبُ بِــالأَلبــابِ حِـيـنَ تُـدِيـرُ
وَفِـي مَـوقِـفِ التَّوديـعِ بَينِي وَبَينَها
سَـــرائرُ لا يُـــفــضَــى بِهــا وَأُمُــورُ
رَعَـى اللَّهُ هـاتِـيـكَ الشَـمـائِلَ إِنَّها
لِعَــيــنــي وَقَــلبــي بَهــجَــةٌ وحُـبُـورُ
وَيــا أَيُّهـذا المَـاجِـدُ السَـيِّدُ الَّذي
تـــفَـــرَّدَ بِـــالآدابِ وَهـــوَ جَـــدِيـــرُ
لكَ الخَـيـرُ ماذا هِجتَ حَتّى بعثتَ لِي
غـــريـــضَ قــرِيــضٍ لِلغــرامِ يُــثــيــرُ
بَــعــثــتَ بــهِ لمّـا بَـعَـثـتَ بـهِ جَـوىً
يُــشَــبُّ لهُ بــيــنَ الضُــلُوعِ ســعــيــرُ
وَدُونَــكَ أَبــيــاتـاً لَهـا دُونَ غـايَـةٍ
سَــبــقــتَ إِلَيــهــا سَــقــطَــةٌ وَعُـثُـورُ
فَـخُـذهـا وَلا تَـعـتِـب عَـلَيَّ لِعَـيـبِهـا
فــأَنــتَ بِــعَــجـزِي عَـن مَـداكَ خَـبـيـرُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: عبد العزيز بن حمد آل مبارك
ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.
حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.
وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.
توفي في الأحساء.
له: تدريب السالك.