البيت العربي

صُنْتُ درْعيّ إذْ رَمى الدهرُ صَرْعَي
عدد ابيات القصيدة:62

صُـنْـتُ درْعـيّ إذْ رَمـى الدهـرُ صَـرْعَي
يَ بــمــا يَــتْــرُكُ الغَــنِـيَّ فَـقِـيـرا
كــالرَّبـيـعَـيْـنِ خِـلْتُ أنّ الرّبـيـعَـيْ
نِ أعــاراهُــمــا سَــرابــاً غَــزيــرا
كـلُّ بَـيْـضـاءَ مـنـهُـمـا تـمْـنَعُ الفا
رِسَ أنْ يــجْــعَــلَ الفِــرَارَ نَــصـيـرا
جَهِــلَتْ مــا أنــا الصّـوارِمُ والخِـرْ
صــانُ لمّــا غَــدَوْتُ فـيـهـا ضَـمـيـرا
ليــسَ يَــبْـتـاعُهـا التِّجـارُ ولوْ أع
طِـيـتُ بـالحَـلْقَـتَـيْـنِ مـنـهـا بعيرا
وكــأنّ الظَّلــِيــمَ مِــن غِـرْقِـئِ التَّرْ
كَــةِ ألْقــى عــلى الكَــمـيّ حَـبـيـرا
لا يَــروعَــنْـكَ خِـدْنَهـا ظـمـأُ الحَـرْ
بِ رُوَيــدا فــقــد حَــمَــلْتَ غَــديــرا
أجْـبَـلَتْ مـا عـلى السّـنـانِ ولو را
مَ سِــواهــا أمــاهَ فـيـهـا حَـفـيـرا
ذاتُ سَــرْدٍ تُهــيــنُ رُسْـلَ المَـنـايـا
كُــلّمــا فــارَقَــتْ إليــهـا جَـفـيـرا
إنْ تَــرِدْهــا القَـنَـاةُ فـهْـيَ قَـنـاةٌ
نَــمِــراً صــادَفَـتْ بـهـا لا نَـمـيـرا
وقّـرَتْ شَـيْـبَهـا فـلاقـى مَـشـيبُ السْ
سَــيْـفِ ذُلاًّ أنْ مَـسّ مـنـهـا قَـتـيـرا
لو أتـاهـا الحُسامُ كالمُقْرَمِ الوا
رِدِ مـــا أصْـــدَرَتْهُ إلاّ عَـــقـــيــرا
أمِــنَــتْهــا نــفْــسـي عـلَيّ فـلم تُـمْ
سِ كــذاتِ الغُــوَيْـرِ أمْـنَـتْ قَـصـيـرا
أرْضَــعَــتْهــا أُمُّ الشَّرارِ فــمـا تَـعْ
رِفُ إلاّ أنــيــسَــةَ اللّيــلِ ظِــيــرا
كَجَنَى الكَحْصِ ما تَرامى إليها النْ
نَـمْـلُ قَـصْـراً للحَـمْـلِ عـيـراً فَعِيرا
وهْــيَ أُخْـتُ الجُـرازِ تَـدعـو ويـدعـو
والِداً مــا اسـتـعـانَ إلاّ سَـعـيـرا
ويَـكـادُ الخَـيْـفـانُ يَـنزِلُ في القَيْ
ظِ عــليــهــا ســآمَــةً أنْ تَــطــيــرا
واسْـتـجـابَـتْ هـاجَ الرّيـاضِ وقد ها
جَــتْ فــجَـدّتْ إلى الوَضِـيـنِ مَـسـيـرا
راجـــيـــاتٍ بـــأنْ تَـــحُــلّ رَجَــاهــا
مَــشْــرَبــاً بـارِداً ومَـرْعًـى نَـضـيـرا
كالأضاةِ المُفْضاةِ يَنْفِرُ عنها الضْ
ضــبُّ أنْ ظَــنّهــا غَــديــراً مَــطـيـرا
وإذا تَــلّهــا الفَـتـى بِـسَـراةِ التْ
تَــلّ ســالتْ حــتــى تُـبِـنّ السّـريـرا
وتَـخـالُ الشِّفـارَ فـي وِرْدِهـا الكُـفْ
فَـارَ زاروا مِـن الجَـحـيـمِ شَـفـيـرا
زَفَــرَتْ خَــوْفَهــا الرّمــاحُ ولم يَــسْ
مَــعْــنَ مــنــهــا تَـغَـيّـظـاً وزَفـيـرا
مِـثْـلُ قِـطْـعِ الصّـبـيـرِ زَيّـنَها القَيْ
نُ فـــجـــاءتْ بِـــرِيّهِـــنّ صَـــبـــيــرا
غَـمَـدَتْهـا نَـواقِـرُ النّـبْعِ في الحَرْ
بِ فــمــا إنْ رَزَأْنَ مـنـهـا نَـقـيـرا
والفَـقـيـرُ الوَقـيـرُ مَـنْ هُـوَ مُـخْتا
رٌ عــليــهــا مِــن السّــوامِ وَقـيـرا
أشْــعِــريــهـا بَـديـلَ كُـرّتِهـا المِـسْ
كَ إذا مــا الدّعــاءُ صــارَ كَـريـرا
واصْـبَـحـيـها البانَ الزَكيَّ فما أرْ
ضــى لعِـرْضـي مـن السّـليـطِ ثَـجـيـرا
هــيَ حِــصْــنـي يـوْمَ الهِـيـاجِ فـعَـدّي
هـا عـن الآسِ واسْـتَـعِـدّي العَـبيرا
شِـبْهُ عـيـنِ الغُـرابِ طارَ غُرابُ الس
سـيْـفِ عـنـهـا مِـثْـلَ الرّمْـيِ كَـسـيرا
أمَــرَتْــنـي الغَـيَّ العَـواذِلُ والحـا
زِمُ رأيــاً مَــنْ لا يُــطـيـعُ أمـيـرا
إنــمــا جــارَتــايَ جــارِيَــتــا حَــي
يٍ ومــا زالتِ النّــســاءُ كَــثــيــرا
وقـمِـيـصـاً يُـبْـلي الفـتـى كـلَّ عـام
وقـــمـــيــصــايَ أدْرَكــا أرْدَشــيــرا
غَـفَـرَ الكَـلْمُ حـيـنَ لم يَـتْرُكِ المِغْ
فَــرَ بــالمَــفْــرِقَــيْـنِ إلاّ شَـكـيـرا
أنا في الدّرْعِ مُلْبِدَ الغابِ مُذْ كن
تُ فـكُـونـي فـي الدّرْعِ ظَبْياً غَريرا
غــيــرَ أنّـي لَبِـسْـتُ مـنـهـا حَـديـداً
واســتَــجــادَتْ مـن اللّبـاسِ حَـريـرا
بَـيْـنَ جِـيـرانِها وبينَ الغِنى الفا
ئِضِ أنْ أبــعَــثَ الجِــيــادَ مُــغـيـرا
غـــارَةً تُـــلْحِـــقُ الأعِـــزّةَ بــالذّلْ
لاَنِ أو تَــجــعــلُ الطّـليـقَ أسـيـرا
أضْـرِبُ الضّـرْبَـةَ الفَـريغَ كفِي البا
زِلِ أحْـــيـــا له المُــرارُ مَــرِيــرا
بــرَســوبٍ يَهْــوي إلى ثَــبْـرَةِ المـا
ءِ ولو أنّهُ أصـــــابَ ثَـــــبــــيــــرا
وإليــهــا نَـجْـلاءُ يَـرْهَـبُهـا الشّـيْ
خُ كـمـا يَـرْهَـبُ الصّـغـيـرُ الكَـبيرا
أبَــدَتْ ضَــيّــقــاً بــهـا خَـبَـرُ المُـخْ
بِـرِ فِـعْـلَ الفَـنـيـقِ أبْـدى خَـبـيـرا
هَــدْرُهــا يُــسْـكِـتُ البَـليـغَ ولو زا
دَ عــلى المُــصْــعَـبِ الأعَـزّ هَـديـرا
كالقَليبِ النَّزُوعِ في القلبِ لا تُنْ
بِــطُ إلاّ الدّمَ الغَــريــضَ زَبــيــرا
أسْهَـــرَتْهُ وأهْـــلَهُ وهْـــيَ كـــالمَــغْ
مــورِ نـوْمـاً تُـحِـسُّ مـنـهـا شَـخـيـرا
فَــرَسَــتْهُ فَــرْسَ الهِــزَبْــرِ ومـا تَـسْ
مَــعُ مــنــهــا زَأراً ولكِــنْ هَـريـرا
رُبّ بَــحْــرٍ للحَـرْبِ فـي ليـلِ هَـيْـجـا
ءَ أبَــى مُــقْــمِــراً فــعُــدّ ثَــمـيـرا
لم أقُــلْ فــيـه مـازِ رأسَـكَ والسّـيْ
فَ كــمـا قـالهـا المُـريـدُ بَـحـيـرا
وقَــلوصــاً كــلّفْــتُ إذْ قَــلَصَ الظّــل
لُ مَــكــانــاً بــغــيــرِ ظِــلٍّ جَـديـرا
كـــمِـــراةِ الصَّنــاعِ تُــوليــهِ مِــرْآ
تَـيْ صَـنـاعٍ خَـرْقـاءَ تَـمْطو الجَريرا
بَـــعُـــدَتْ حـــاجَـــةٌ عـــليّ فَـــيَــسّــرْ
تُ بــتـلكَ العَـسـيـرِ أمْـراً عَـسـيـرا
ويَــصُــدّ ابـنَ دَأيَـةَ الجَـوْنَ عـنـهـا
رَبُّهــَا بــعــدمــا ثَـنـاهـا حَـسـيـرا
مُــسْــتَــجـيـراً لهـا بِـفِهْـرٍ سِـوى فِهْ
رِ لُؤيٍّ فــقــد كــفــاهــا مُــجــيــرا
وعُـــوَيْـــراً شَــكَــتْ وليــس الّذي أسْ
رى بـهِـنْـدٍ لا بـلْ عُـوَيْـراً بَـصـيرا
وذكــرْتَ العَــقــيــقَ أيّــامَ عَــقَّ ال
مــالَ ضَــيْـفٌ يَـبـيـتُ عـنـدي بَـريـرا
واسـتَـشـارَتْ إبْـلي وما كنتُ في نَحْ
ريَ للرّكْــبِ خَــيْــرَهــا مُــسـتـشـيـرا
مُــسْــفِــرُ الوَجْهِ للقَــريــبِ وللجــا
نِــبِ إنْ جــانِــبٌ أخَــبّ السّــفــيــرا
بـرقِـيـقٍ مِـثْـلِ الشّـقـيـقِ مِـن البَـرْ
قِ تَــعَـادَتْ فـيـه الصّـيـاقِـلُ غِـيـرا
إنّ كَــفّــي لا تَــحْــلُبُ الخِـلْفَ لكِـنْ
تَـحْـلُبُ السـاقَ مُـشْـرِقـاً مُـسْـتَـطـيرا
مُــؤذِنــاً هــالِكِــيُّهــُ بــالمَــنـايـا
هـــالِكـــيـــهِ مُـــبَـــشِّراً ونَـــذيــرا
كــائِنـاً للمَـنـونِ هَـرونَ فـي البَـعْ
ثِ لمُـــوســـى عَـــوْنـــاً له وَوَزيــرا
ثــمّ قَــصْــري مَــوْتٌ وقــد فـاتَ كُـلاًّ
مــنــه فَـوْتٌ إنْ سَـيّـداً أو حَـقـيـرا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).