قصيدة طاب روضي وأثمرت أشجاري للشاعر ولي الدين يكن

البيت العربي

طاب روضي وأثمرت أشجاري


عدد ابيات القصيدة:76


طاب روضي وأثمرت أشجاري
طــاب روضــي وأثــمــرت أشــجــاري
فــأعــيـدي الغـنـاء يـا أطـيـاري
يـا بـنـات الربـيـع جـددن شـجـوي
وأعـــنّ الصـــبـــا عـــلى أوطــاري
مصر أرضي والنيل نهري وهذا ال
قـــصـــر داري وكـــل قـــصــر داري
أنـا شـمس في مشرق الحسن والمل
ك وللعــاشــقــيــن نــوري ونــاري
أتــهــادى بــيـن الغـصـون فـتـنـآ
د وتـــغـــضــي نــواظــر الأزهــار
والنسيم العليل في الرضو يستش
فــي بــلثــم الثــرى عـلى آثـاري
مــســتــمــداً مـنـه شـذاً مـعـطـاراً
نــافــخـاً فـيـه مـن شـذاً مـعـطـار
وأكــف الأوراق تــنـثـر لي الدر
م فــأمـشـي عـلى غـوالي النـثـار
وتــظــل السـمـاء تـحـسـد وجـه ال
أرض أنــي ســحــبــت فــضــل إزاري
فـهـي تـرنـو بـأعـين الليل حسري
وهــي تــبــكــي بـأدمـع الأسـحـار
إيـه يـا صـبـح هـل أتـيـت بـخـيـر
طــال رعــبـي مـن سـيـء الأخـبـار
أتــرى أنــت رائعــي بــعــد أمــن
ومـــديـــلي مـــن عـــزة لصـــغـــار
إن الليـــل مـــن غـــلائه الســـو
د لســتــراً مــن أحـكـم الأسـتـار
ومــحــيــاك فـي تـبـاشـيـره الغـر
م مــــذيـــع غـــوامـــض الأســـرار
هــدأت شــرة الشــبــيــبــة واللي
ل وقــد عــاد حــيــن عـدت وقـاري
أكـذا يـنـقـضـي مـع الصـفـو ليلي
ومــع الهــم يــســتــجــد نــهــاري
إن عــمــراً مــقــســمـاً بـيـن مـلك
وغــــرام لأتــــعــــب الأعـــمـــار
لي فــي دولة القــلوب احــتـكـام
هـــو فـــي نـــجـــوة مــن الأوزار
عــلقـت بـي رغـم الحـوادث والده
ر وذاقــت انــسـي وذاقـت نـفـاري
تــــتـــلظـــى ولو أشـــاء لذابـــت
غــيـر أنـي حـبـسـت عـنـهـا أواري
كـره النـاس لي الفـنـاء فأبقوا
شــبــهــي فــي هـيـاكـل مـن نـضـار
وأبـوا أن تـكـون أشـكـال حـسـنـي
مــثــلت فــي الصـخـور والأحـجـار
أكــرمــونـي فـي حـاضـري وأحـبـوا
لي بـقـاء التـكـريم في الأدهار
ونــزيــل القــبـور مـهـمـا يـكـرم
فـي احـتقار والقبر دار احتقار
عــجــبــاً قــرت الرعــيــة فــي أم
نــي ولكــن مــا قـر فـيـه قـراري
وأفـــاد المـــلوك فــي دول الأر
ض اقـتـداري ولم يفدني اقتداري
وفــكــكــت الإســار عــن كـل عـان
ثــم أصــبــحــت لا يــفــك إســاري
مـا لهـذا الصـبـا يـزيـد جـمـاحاً
وقــصــارى الصــبــا إلى أقــصــار
أبـداً أجـتـلي الصـفاء إذا استج
لت عـيـونـي صـفـاء هـذي البراري
ولقــد أنــظــر البــحــار فــأزدا
د أضـطـرابـاً مـن اضطراب البحار
هــائجــات فــي لجــهــا مــائجــات
كــالتــحـام الأقـدار بـالأقـدار
تــضــرب الشــط ثــم تــرتــد عـنـه
كـارتـداد الخـمـيـس دون الحـصار
وكــأن الفــضــاء مــرآة نــفــســي
وكــــأنــــي أرى بــــه أفـــكـــاري
كــم مـقـام هـنـاك تـطـلبـه النـف
س أشــتـيـاقـاً وكـم شـفـيـر هـاري
مـــع جـــد مـــســـيــره لارتــفــاع
وشـــبـــاب مـــصـــيــره لانــحــدار
ليــت شـعـري مـاذا أعـد لي الده
ر مـن الويـل بـيـن هذي الصواري
تـتـراءى مـثـل الرديـنـيـة السـم
ر تـــثـــنــى فــي جــحــفــل جــرار
سـاريـات بـيـن الشـبـيهين من أف
ق ومــاء لم تــكــتــحــل بــغـبـار
مـشـرقـات النـجـوم فـي دول الأف
لاك مـاذا يـثـنـيـك دون السـرار
قـد هـوى مـن سـمائه القمر الطا
لع هـــذي قـــيـــامـــة الأقــمــار
مـلأ الكـون حـيـن أسـفـر واسـتـع
لى وكـان المـحـاق فـي الأسـفـار
وكــذا النــيـرات تـبـدو وتـخـفـى
كـالحـبـاب الطـافي بكأس العقار
لهــف نــفــســي عــلى حــيـاء وفـيّ
بـــزهـــا طــائعــاً لرعــي ذمــاري
فـي حـشـاء نـار مـن الوجـد ليست
مــــن وقــــود جـــزل وزنـــد واري
رام إطـفـاءهـا فـلم يـلق مـا يط
فــئهــا غــيــر ســيــفــه البـتـار
فجرى النصل في الحشاشة جري ال
ســيــل دراً فــي دافــع التــيــار
يــا قـلوب العـشـاق مـالك حـيـرى
المــنــايــا كــثــيـرة فـاخـتـاري
بـلغـوا الغـاشـم الذي رام حربي
فــــتــــخـــطـــى ديـــاره لديـــاري
أنــا لا اســتــطــيـب مـلكـاً بـذل
أنــا لا أســتــلذ عــيـشـاً بـعـار
ولئن غــــالنـــي بـــلا أنـــصـــار
فــســألقــى الردى بــلا أنــصــار
ســلبــتــه ســوالب الحــب خــدنــاً
لا بــــذى خــــدعــــة ولا غــــدار
حــث أســطــوله وأقــبــل يــســعــى
فــي جــبــال عــلى جــبـال جـواري
وتــراءت أنــوار مــلكـي لعـيـنـي
ه فــلم تــبــصــرا مــن الأنــوار
حــســن اســكــنــدريــة المــتـبـدي
نــاب عـن حـسـن رومـة المـتـواري
وإذا أســهــم بــغــيــر انــتـظـار
وإذا غــــــارة بــــــلا إنــــــذار
كــان جــبــار مــعـشـر فـتـولى ال
لحــــــظ إذلال ذلك الجـــــبـــــار
نـبـذ الصـولجـان والصـارم العـض
ب هـــيـــامـــاً بـــدمـــلج وســـوار
يـبـتـغـي مـا ابـتـغـاه صاحبه أم
س وهــيــهــات وصــمــة التــكــرار
يــضــمـر الحـب ثـم يـبـدي صـدوداً
رب ســــر يــــذاع بــــالأضـــمـــار
أيـهـا الدهـر كـم تـطـيف عليّ ال
كــأس جــاوزت غــايــة الإســكــار
هــيــئي يــا أمــاه مـجـلس أنـسـي
وأعــدي الصــبــوح لي يـا جـواري
ولتــقــم هــذه القــيــان وتـشـدو
مــطـربـات ضـربـاً عـلى القـيـثـار
فـــعـــســى نــغــمــة تــروح روحــي
إن روحــــي تــــرتـــاح للأوتـــار
ليــقـم بـيـن اكـؤس الراح عـرشـي
ثــابــتــاً أســه رفــيــع المـنـار
حـــامـــلاً فـــوقـــه رواء شــبــاب
طــيــب المــجـتـنـى وغـض البـهـار
ولتـضـيـء فـي ظـلام نـفـسـي نجوم
مــشــرقـات مـن الحـبـاب الصـغـار
كـــلآل عـــلى الســـمـــوط تــبــدت
أو دمــوع عــلى خــدود العــذاري
هـان عـندي أن أخلع الهم والتا
ج جــمــيــعــاً إذا خــلعـت عـذاري
أضـجـرتـنـي سـيـاسـة النـاس حيناً
ولئن دام دام لي اضــــــجــــــاري
والذي هـــامـــت البــريــة فــيــه
زخــــرف مــــن تـــصـــلف وفـــخـــار
أيــهــا التــاج مـا لبـسـتـك إلا
وبـــرأســـي بــقــيــة مــن خــمــار
فـوداعـاً يـا مـجـلسـاً كـنـت شمساً
أتـــجـــلى فــيــه عــلى الحــضــار
قــد ســلا كــل مــن أحــب بــحـبـي
وتـــلهـــى عـــن جـــاره بــجــواري
وانـتـهـت دولة الشـبـاب كـأن لم
تــك كــانـت لم تـبـق مـن تـذكـار
وفــراق الأحـبـاب إن صـدق الحـب
م ســبــيــل لمــنــزل الأنــتـحـار
فــزت يــا قــيــصـر ولكـن بـمـاذا
لا بــــدار نـــعـــمـــت أو ديـــار
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن.
شاعر رقيق، من الكتاب المجيدين، تركي الأصل، ولد بالأستانة، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، فتوفي أبوه وعمره ست سنوات.
فكفله عمه علي حيدر (ناظر المالية بمصر) وعلمه فمال إلى الأدب، وكتب في الصحف، فابتدأت شهرته، وسافر إلى الأستانة مرتين (سنة 1314 - 1316هـ)، وعين في الثانية عضواً في مجلس المعارف الكبير.
ونفاه السلطان عبد الحميد إلى ولاية سيواس (سنة 1902) فاستمر إلى أن أعلن الدستور العثماني (1908)، فانتقل إلى مصر.
وكان يجيد التركية والفرنسية ويتكلم الإنجليزية واليونانية.
وعمل في وزاره الحقانية سنة (1924) فعين سكرتيراً عربياً لديوان الأمناء، ومرض وابتلي بالكوكايين، فقعد عن العمل (1919) وقصد حلوان مستشفياً فتوفي بها، ودفن في القاهرة.
له كتاب (المعلوم والمجهول -ط) ضمنه سيرة نفيه، (والصحائف السود - ط) وغيره، وله (ديوان شعر - ط).