البيت العربي
طَرَقَتنا بِالزابِيَينِ الرَبابُ
عدد ابيات القصيدة:64
طَــرَقَـتـنـا بِـالزابِـيَـيـنِ الرَبـابُ
رُبَّ زَورٍ عَــلَيــكَ مِــنــهُ اِكــتِــئابُ
وَلَقَــد قُــلتُ لِاِبـنِ جُهـمَـةَ إِذ بِـت
تُ مَــشــوقـاً وَنـامَ عَـنّـي الصِـحـابُ
غَـنِّنـي بِـالرَبـابِ إِن كُـنـتَ تَـشـدو
غــارَ نَــومــي وَجَــنَّ فِــيَّ الشَــرابُ
أَمــسَــكَــت عَــنِّيــَ الرُقــادَ فَـتـاةُ
دارُهـا الخَـبـتُ وَالرُبـى وَالقِبابُ
مُــقــبِــلٌ مُــدبِــرٌ قَــريــبٌ بَــعـيـدٌ
يَــتَــصَــدّى لَنــا وَفــيـهِ اِحـتِـجـابُ
كَـسَـرابِ المَـومـاةِ تُـبـصِـرُهُ العَـي
نُ وَإِن جِــئتَهُ اِضــمَــحَــلَّ السَــرابُ
أَو كَــبَــدرِ السَـمـاءِ غَـيـرِ قَـريـبٍ
حـيـنَ أَوفـى وَالضَـوءُ فيهِ اِقتِرابُ
وَطِـلابُ الرَبـابِ مِـن دونِهـا السَي
فُ سِــفــاهٌ وَالطَـيـفُ مِـنـهـا عَـذابُ
لَو أَقــامَــت نَــعِـمـتُ بـالاً وَلَكِـن
ذَهَــبَــت وَالشَــقــا عَــلَيَّ الذَهــابُ
ساقَها الأَزرَقُ الغَيورُ إِلى الشا
مِ فَــذاتُ الأَشـيـاءِ مِـنـهـا خَـرابُ
طـابَ حُـزنٌ بَـيـنَ الجَـوانِـحِ مِـنـها
وَاِنــتِــظـاري هَـل لِلحَـبـيـبِ إِيـابُ
وَوُلوعُ الخَــيــالِ بــي مِــن صَـديـقٍ
لا أَراهُ حَــتّــى يَــشــيـبَ الغُـرابُ
يابنَ موسى اِسقِني وَدَع عَنكَ بَكراً
إِن بَـــكـــراً خِــلوٌ وَإِنّــي مُــصــابُ
لا أَرى آنِــســي مَــقـامَ الجَـواري
وَمَــســيـرُ الرَبـابِ فـيـهِ اِرتِـقـابُ
يَــومَ حَــنَّتــ إِلَيَّ مُــرفَــضَّةــُ الدَم
عِ وَحَـــنَّتـــ إِلى سِـــوايَ الرَبـــابُ
لا تَـلُمـنـي فـيـهـا يَزيدُ بنُ زَيدٍ
وَاِرعَ وُدّي إِلَيــكَ يُهــدى الجَــوابُ
فـي لِقـاءِ الرَبـابِ شـافٍ مِنَ الشَو
قِ إِلى وَجـــهِهـــا وَأَيــنَ الرَبــابُ
رُحــتُ فــي حُــبِّهــا وَراحَــت دُواراً
بَـيـنَ أَتـرابِهـا عَـلَيـهـا الحِـجابُ
فــي جِــنــانٍ خُــضـرٍ وَقَـصـرٍ مَـشـيـدٍ
قَـــيـــصَــرِيٍّ حَــفَّتــ بِهِ الأَعــنــابُ
فَــوقَهـا مَـلعَـبُ الحَـمـامِ وَيَـسـتَـن
نُ خَـــليـــجٌ مِـــن دونِهـــا صَــخّــابُ
وَبَـعـيـدٌ مـا لا يُـنـالُ وَفي الحُب
بِ عَــــنــــاءٌ وَلِلنَــــوى أَحـــقـــابُ
لَيـتَ شِـعـري عَـنِ الرَبـابِ وَقَـد شَط
طَـت بِهـا الدارُ هَـل لَهـا إِصـقـابُ
أَصـبَـحَـت فـي بَـنـي الشُموسِ فَأَصبَح
تُ غَــريــبـاً تَـعـتـادُنـي الأَطـرابُ
وَسَـــقِـــيٍّ كَــالعَــبــقَــرِيِّ إِذا غَــر
رَدَ مُـــكّـــاؤُهُ تَـــغَـــنّــى الذُبــابُ
عــازِبٌ حُــفَّ بِــالبَــراعـيـمِ تَـغـذو
هُ نُــجــومُ السَـمـا وَهُـنَّ اِعـتِـقـابُ
مُـتَـنـاهـي الرَيـحـانِ يَـسـجِدُ لِلشمَ
سِ مُــبــيــنــاً وَمـا عَـلَيـهِ اِتِّئـابُ
بُــتُّ ضَــيــفـاً مَـعـي الريـمُ وَالأَع
فَــرُ وَالرائِعُ الأَنــاةُ الكَــعــابُ
ذاكَ شَــأنــي بِهِ وَوافـى بِـيَ الرَو
عَ كُــــمَــــيــــتٌ مُـــشَـــذَّبٌ نَـــعّـــابُ
أَعـــوَجِـــيُّ الآبــاءِ شــارَكَ فــيــهِ
لاحِـــقٌ وَالوَجـــيــهُ ثُــمَّ الغُــرابُ
صـــــــــانَهُ الجِـــــــــدُّ وَالمَــــــــح
ضُ فَـــفـــيــهِ ذِلٌّ وَفــيــهِ اِلتِهــابُ
وَمُـــنـــيــفُ القَــذالِ وَقَّرَهُ القَــو
دُ وَذَكّــــــى فُـــــؤادَهُ الإِجـــــلابُ
فَهُوَ صافي الأَديمِ كَالدُملجِ الأَحُ
الأَحــمَــرِ طِـرفٌ تَـزيـنُهُ الأَقـرابُ
وَخُـروجٌ مِـنَ الأَضـامـيـمِ فـي المَن
سَـجِ مِـنـهُ وَفـي القَـطـاةِ اِنـتِـصابُ
شِـــمَّرِيٌّ أَجَـــشُّ كَـــالشَـــبَــبِ الغــا
دِي أَقَــــرَّت جَــــنــــانَهُ الكُــــلّابُ
شـاخِـصُ القَـلبِ وَالمَـسـامِـعِ وَالطَر
فِ إِلى مـــا يُهـــابُ أَو لا يُهــابُ
وَإِذا مـــا جَـــرى لِيُــدرِكَ شَــيــئاً
فــــاتَهُ وَاِنــــتَـــحـــى بِهِ الإِدآبُ
قُـــلتُ ريـــحٌ تَـــحِـــنُّ بَــيــنَ أَواسٍ
أَو بَـــراعٌ غَـــنّـــى بِهِ القَـــصّــابُ
فَـــبِهِ أَطـــلُبُ المَـــعـــالِيَ أَو رَو
حــاً أَلا بَــل رَوحــاً وَلا أَرتــابُ
غـالَ نَـومي غَولُ القَوافي إِلى رَو
حِ مَــديــحـاً كَـمـا تُـقـادُ العِـرابُ
وَلَقَــد قُــلتُ إِذ تَــوَلَّتــنِـيَ الهَـم
مُ وَسُـــدَّت مِـــن دونِـــيَ الأَبـــوابُ
لَيــسَ عِــنــدَ اللِئامِ فَــضـلٌ وَلَكِـن
عِــنــدَ رَوحٍ عَــلى الثَــنـاءِ ثَـوابُ
أَيــــنَ رَوحٌ عَــــنّــــي فَــــإِنَّ لِرَوحٍ
نَــفَــحـاتٍ يَـغـنـى بِهـا المُـنـتـابُ
مَــلِكٌ مِــن مُــلوكِ قَــحـطـانَ تَـجـري
مِـن يَـدَيـهِ لَنـا العَطايا الرِغابُ
عِـنـدَهُ الحِـلمُ وَالشَـجـاعَـةُ وَالجو
دُ مِــســاكــاً وَلَيــسَ فــيــهِ خِــلابُ
وَعَــــلى وَجـــهِهِ الأَغَـــرِّ قَـــبـــولٌ
وَكَــأَنَّ المَــعــروفَ فــيــهِ كِــتــابُ
رَمَــتــاهُ رَوحــاً وَمَــن مِــثــلُ رَوحٌ
حــيــنَ جَــفَّ الثَـرى وَقَـلَّ السَـحـابُ
أَنــزَلَتــهُ ذُرى المَــكــارِمِ نَــفــسٌ
حُـــرَّةٌ فـــي بَـــيـــانِهــا إِطــنــابُ
وَإِذا عُـــدَّت المَـــســاعــي كَــفــاهُ
حـــــاتِـــــمٌ وَالمُهَــــلَّبُ الوَهّــــابُ
وَلَهُ مِــن نَــدى قَــبــيــصَــةَ بَــحــرٌ
حَـــضـــرَمِــيٌّ لِجــانِــبَــيــهِ عُــبــابُ
حَــمِــدَتــهُ القُــرى وَسُـرَّ بِهِ الجـا
رُ وَعــاشَــت فــي فَـضـلِهِ الأَحـبـابُ
قُـل لِرَوحِ بـنِ حـاتِـمٍ بنِ قَبيصِ ال
مَــجــدُ فــيــنــا وَفــيـكُـمُ إِعـجـابُ
كَـيـفَ لَم تَـأتِـنـي الكَـرامَةُ مِنكُم
بَــــعـــدَ وُدٍّ وَأَنـــتُـــمُ الأَربـــابُ
عِـش حَـمـيـداً وَاِنـعَـم أَبا خَلَفٍ أَن
تَ فَـتـى النـاسِ لَيـسَ فـيـكَ مَـعـابُ
قَـد كَـفَـيـتَ المَهـدِيَّ هَـمّـاً وَشـاغَب
تَ عَـــدُوّاً فَـــالمِــحــرَبُ الشَــغّــابُ
وَعَــلى وَرزَنٍ هَــجَــمــتَ المَــنـايـا
وَالمَــنــايــا فــي دورِهِـم أَسـرابُ
وَمِـــنَ القَـــومِ ذو غَــنــاءٍ وَوَعــدٍ
كَـمُـخـاطِ الشَـيـطـانَ فـيـهِ اِضطِرابُ
زَعَـمَ الأَقـرَبُ المُـقـابِلُ في الحَي
ي مَـــعـــيــداً وَتَــزعُــمُ النُــسّــابُ
أَنَّ رَوحَ بـــنَ حـــاتِــمٍ وَرَدَ البَــح
رَ فَــأَضــحــى يَــنــتــابُهُ الطُــلّابُ
ذاكَ داودُ مــا عَــصَــبـتَ بِهِ الحـا
جَــةَ إِلّا اِنـقَـضَـت وَهـابَ الغَـنـابُ
وَلُبـــابٌ مِـــنَ المَهــالِبَــةِ الشــو
سِ تَـسـامـى العُـلى كَـذاكَ اللُبـابُ
يُــحــسِــدُ السَــيِّدَ الجَــوادَ عَـلَيـهِ
شِــيَــمٌ دونَهــا يَهــيــمُ الشَــبــابُ
وَإِذا مــــــا داودُ حَـــــلَّ بِـــــأَرضٍ
طــابَ رَيــحــانُهــا وَطـابَ التُـرابُ
شِــم أَبــا مَـسـمَـعٍ سَـيَـكـفـيـكَ داو
دُ بــنُ رَوحِ بــنِ حـاتِـم مـا تَهـابُ
يا إبنَ رَوحٍ أَشبَهتَ رَوحاً وَمن يُش
بِه أَبــاهُ تُــتــمَــم لَهُ الأَنـسـابُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: بَشّارِ بنِ بُرد
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة