قصيدة طريق الهدى حب النبي وآله للشاعر مالك بن المُرحَّل

البيت العربي

طريقُ الهدى حبُّ النبي وآله


عدد ابيات القصيدة:20


طريقُ الهدى حبُّ النبي وآله
طـــريـــقُ الهــدى حــبُّ النــبــي وآله
فـإن شـئتَ أن تـحـظـى بـذلك لا تخطا
طــلائعُ إشــراق الفــتــى عــبــراتــه
فـقـم فـتـبـصَّرْ هـلْ تـرى قـادحاً سقطا
طــربـتـم لأخـبـار الرسـول فـدونـكـم
تـقـاصـيـر درّ تـبـهر السلك والسِمطا
طــحــا بــأبــي سـفـيـان هـمٌ سـرى بـه
عـلى أثـر بـدر نـحـو طـيـبـة فانحطا
طــروقــاً فــأردى واحــداً وحــليــفــه
وحــرّق أصــواراً وقــرَّ فــمــا أبــطــا
طوى المصطفى في أثره الأرض طالباً
فـفـات وقـد ألقـى السـويـق وقد مطّا
طــغــتْ غــطـفـانُ بـعـدهـا فـطـوى لهـا
بــذي أمــرٍ شــهــراً وعـاد ومـا شـطـا
طـمـا بـحـرُه فـالكـفـر بـيـن عُـبـابـه
غــريـق يـروم الشـطَّ لو وجـد الشـطـا
طـــواغـــيـــتُهـــم ذلّت لعــزةِ ديــنــه
فـلمْ يـبـق للطـاعـون جـلاً ولا نشطا
طــلوعُ رســولِ اللّه فـي ذروة العُـلا
أقــام لأهـل الأرض كـلِّهـم القـسـطـا
طـبـيـبٌ لأدواء الورى يـبرىءُ الجوى
ويُـحـيي مواتَ الأرض إن سكت القحطا
طـويـلُ الخُطا والسيف في طلب العُلا
فــيــدْركُهــا مــطّــاً ويــدركُهــا قـطّـا
طـليـقُ المُـحـيّـا والبـنـان إذا بـرا
تــرى وجـهـه بـسـطـاً وأنـمـله سـبـطـا
طـلاوةُ لفـظ تـبـهـرُ الدرَّ فـي الطُّلى
فـيـلقـط ذاك اللفـظَ مـن حـوله لقطا
طــرازٌ مــن الحـسـن البـديـع وحـلُيـةٌ
عـلى أُذن هـذا الدهـر يـحملها قُرطا
طـــريـــقُ العُــلا مِــلك له وتــليُــده
فـلم يُـؤت مـخـلوق عـلاه ولم يـنـطـا
طـــبـــيـــعـــتــه يُــســرٌ لكــلِ مــؤمّــل
فـيـغـضـي ويـرضـى إن ألام أو اشتطا
طـــهـــارتـــه عُـــلويَّةـــ قـــدوســـيّـــة
بــه طـهّـر اللّه السـلالَة والسـبـطـا
طــمــحــتُ بــآدابــي إلى مــدح أحـمـد
فــأســمــعــتُه شــدواً وأثــبـتـه خـطّـا
طــلبــتُ بــشــرط الحــبِّ حــسـن جـزائه
كـذلكَ مـن يـبـغِ الجـزا قـدّم الشرطا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

مالك بن عبد الرحمن بن علي، أبو الحكم، المعروف بابن المُرَحَّل: أديب، من الشعراء. من أهل مالقة، ولد بها، وسكن سبتة. وولى القضاء بجهات غرناطة وغيرها. وكان من الكتّاب، وغلب عليه الشعر حتى نُعت بشاعر المغرب. من كتبه (الموطأة - خ) أرجوزة نظم بها (فصيح ثعلب) وشرحها محمد بن الطيب في مجلدين ضخمين، و (ديوان شعر) و (الوسيلة الكبرى - خ) نظم، و (التبيين والتبصير في نظم كتاب التيسير) عارض به الشاطبية، و (الواضحة) نظم في الفرائض، وكتاب (دوبيت - خ) و (العروض - خ) و (أرجوزة في النحو - خ) وغير ذلك.
قال الوزير لسان الدين ابن الخطيب في ترجمته في الإحاطة:
مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج بن أزرق بن سعد بن سالم بن الفرج المنزل بوادي الحجارة بمدينة الفرج المنسوبة إليه الآن. قال ابن عبد الملك، كذا كتب لي بخطه بسبتة، وهو مصمودي ثم شصادى مولى بني مخزوم، مالقي، سكن سبتة طويلاً ثم مدينة فاس، ثم عاد إلى سبيتة مرة أخرى، وبآخرة فاس، يكنى أبا الحكم وأبا المجد، والأولى أشهر، ويعرف بابن المرحل، وصفٌ جرى على جده على بن عبد الرحمن لما رحل من شنتمرية حين إسلامها للروم عام خمسة وستين وخمسمائة
قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، شاعر رقيق مطبوع، متقدم، سريع البديهة، رشيق الأغراض، ذاكر للأدب واللغة. تحرف مدة بصناعة التوثيق ببلده، وولى القضاء مرات بجهات غرناطة وغيرها. وكان حسن الكتابة إذا كتب، والشعر أغلب عليه. ....وأما ابن خلاد فقصر به، إذ قال، كانت نشأته بمالقة بلده، وقرارة مولده في ناسها ووسط أجناسها، لم يتميز بحسب، ولم بتقدم في ميدان نسب، وإنما أنهضه أدبه وشعره، وعوضه بالظهور من الخمول نظمه ونثره، فطلع في جبين زمانه غرة منيرة، ونصع في سلك فصحاء أوانه درة خطيرة، وحاز من جيله رتبة التقديم، وامتاز في رعيله بإدراك كل معنى وسيم.
قال لسان الدين: والإنصاف فيه منا ثبت لي في بعض التقييدات وهو، الشيخ المسن المعمر الفقيه، شاعر المغرب، وأديب صقعه، وحامل الراية، المعلم بالشهرة، المثل في الإكثار، الجامع بين سهولة الفظ، وسلاسة المعنى، وإفادة التوليد، وإحكام الاختراع، وانقياد القريحة، واسترسال الطبع، والنفاذ في الأغرض. استعان على ذلك بالعلم بالمقاصد اللسانية، لغة وبياناً وعربية وعروضاً، وحفظاً واضطلاعاً، إلى نفوذ الذهن، وشدة الإدراك، وقوة العارضة، والتبريز في ميدان اللوذعية، والقحة والمجانة، والمؤيد ذلك بخفة الروح، وذكاء الطبع، وحرارة النادرة، وحلاوة الدعابة، يقوم على الأغربة والأخبار، ويشارك في الفقه، ويتقدم في حفظ اللغة، ويقوم على الفرايض. وتولى القضاء. وكتب عن الأمراء، وخدم واسترفد، وكان مقصوداً من رواة العلم والشعر، وطلاب الملح، وملتمسي الفوايد، لسعة الذرع وانفساح المعرفة، وعلو السن، وطيب المجالسة، مهيباً مخطوب السلامة، مرهوباً على الأعراض، في شدقه شفرته وناره، فلا يتعرض إليه أحد بنقد، أو أشار إلى قناته بغمز، إلا وناط به آبدة، تركته في المثلات، ولذلك بخس وزنه، واقتحم حماه، وساءت بمحاسنه القالة، رحمه الله وتجاوز عنه.)
قال: أما تواليفه فهي كثيرة متعددة، منها شعره، والذي دوّن منه أنواع. 
فمنه مختاره، وسماه بالجولات.
ومنه، الصدور والمطالع. 
وله العشريات والنبويات على حروف المعجم، والتزام افتتاح بيوتها بحرف الروى، وسماها، الوسيلة الكبرى المرجو نفعها في الدنيا والأخرى. 
وعشرياته الزهدية. 
وأرجوزته المسماة سلك المنخل لمالك بن المرحل نظم فيها منخل أبي القاسم بن المغربي، 
والقصيدة الطويلة المسماة بالواضحة، 
والأرجوزة المسماة اللؤلؤ المرجان 
والموطأة لمالك. 
والأرجوزة في العروض. 
وكتابه في كان مإذا، المسمى بالرمي بالحصا، 
إلى ما يسق إحصاره، من الأغراض النبيلة، والمقاصد الأدبية.
قال وكانت وفاته في التاسع عشر لرجب عام تسعة وتسعين وستماية، ودفن بمقبرة فاس، وأمر أن يكتب على قبره: