البيت العربي

طفلان قد ضم الشقا روحيهما
عدد ابيات القصيدة:20

طـفـلان قـد ضـم الشـقـا روحيهما
فــتــآخــيـا وتـقـاسـمـا الآلامـا
ويـظـل يـأكـل بـاليـديـن وعـيـنـه
تـرنـو لهـا والكـل فـيـها هاما
هـذا بـهـا يـحـظـى فـيـأكـل لقـمة
ويــعــيــدهــا لرفـيـقـه إنـعـامـا
والصـحـن لم تـك غـيـر مـلعقة به
فـتـقـاسـمـاهـا بـيـنـهـم أقـسـاما
ويـكـاد يـسـتـبـق اليدين فماهما
للأكـل إذ جـرعـا الطـوى أيـامـا
وضـعـا شـهـيّ الأكـل يـلتـهـمـانـه
صـبـيـن هـامـا بـالطـعـام غراما
أشبعت روحي بالندى السامي وإن
لم أشـبـع الجـوف الحـريص طعاما
فـنـفـضـت مـن أكـل شـغـفت به يدي
لهـمـا وقد حضنا الطعام هياما
جــاءا الي وقــد نــعـمـت بـأكـلة
والجـوع شـوكـاً فـي فـمـي وعظاما
كــــل يــــحـــس طـــفـــولة وأبـــوة
لرفــيــقــه فـي نـفـسـه تـتـسـامـى
كــل يــحــس طــفــولة مــحــتــاجــة
لأب وأم يــــرعـــيـــان ذمـــامـــا
كــــل يــــراعــــي خـــله كـــأب له
ويــنــيـله الإعـزاز والإكـرامـا
يـتـراكضان مدى النهار وإن أتت
لهـمـا الدجنة في المعابر ناما
مــتــرقــبـان الصـيـد ذا مـتـأخـر
يــمــشــي ويــرســل خــله قــدامــا
يـتـعـاونـان عـلى السـؤال وكلما
جــمــعـاه يـقـتـسـمـانـه أقـسـامـا
جـاءا لجـلق يـسـألان بها الورى
مــتـرجـيـيـن مـن الورى إطـعـامـا
جـاءا لجـلق حـافـيـيـن وقـد كـسا
نـعـل المـتـاعب منهما الأقداما
قد مات في نائي القرى أهلوهما
قـدمـا وقـد نـشـآ بـهـا أيـتـامـا
فـيـعيدها الثاني اليه وقد شفى
مـن وصـلهـا نـفـسـا وبـل أوامـا
شـبـعـا مـعـا مـتـقـاسـمـين بقسمة
غـربـت طـعـامـا واحـدا وحـطـاما
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة