البيت العربي

طَلَبَتْ غِرّةَ الزمانِ الجماد
عدد ابيات القصيدة:13

طَــلَبَــتْ غِــرّةَ الزمــانِ الجـمـاد
نــعــم حِــبُّ الربـى وريُّ الوهـاد
وأصــاخــت إلى الجــنــوب تَـقَـصَّى
أَثَـرَ الجـدب فـي أقـاصي البلاد
كُــلّمــا عَــرَّجَــتْ بـوادٍ مـن الأر
ض حــداهــا فــحــثّهــا ذكــر واد
ديـمـةٌ سـمـحـةُ القـيـاد تـنـاهـى
ريـقُهـا المحلَ وهو شوك القتاد
لو أَطــافَــتْ لأطــفــأتْ حُــرَقــاتِ
الوَجْـدِ بـيـنَ القُـلوب والأكباد
أو تـأتـي لهـا الزمـان لسامته
ارتـجـاع الأرواح فـي الأجـساد
ربَّ مُـــســـتْـــوفَـــزٍ أقــرَّ حــشــاهُ
هَــوْلُ ذاك الإبــراقِ والإرْعــادِ
وكــظـيـمٍ قـد نـفَّسـَ الكـربَ عـنـه
ضَــحِــكٌ فــي بُــكـائِهِ المُـتَـمـادِي
حَــمَـلَتْ صَـوْبَهـا النـهـائمُ غَـوْراً
فـكـفـيـنَ البـلادَ حَـمْـلَ المـزاد
وكـسـتْ عـشـبَهـا النـجـود ريـاضاً
فـجـعـلنَ الأمـحـال خَـلْعَ النجادِ
فـبـعـيـنـيـكَ هـل تـرى غـيـر داعٍ
أو مـــجـــيــبٍ أو رائحٍ أو غــاد
أو مُــنَـاخٍ أو مَـسْـرَحٍ أو مَـقِـيـلٍ
أو خــبــيـب أو مَـلْعَـبٍ أو نـادي
أو رعــيــلٍ يــصـاولونَ الرزايـا
بين مَجْرَى الفنا وَمُجْرَى الجياد
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الأعمى التطيلي
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:
له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.