قصيدة عج بالمطي فإن في أظعانها للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

عج بالمطيّ فإن في أظعانها


عدد ابيات القصيدة:18


عج بالمطيّ فإن في أظعانها
عـج بـالمـطـيّ فـإن فـي أظـعـانـهـا
مـن ليـس غـيـر دمـي خـضابُ بنانها
وتــرى بــروق الليـل وهـي خـواطـف
فــتـظـنَّهـا مـا شـبَّ مـن نـيـرانـهـا
يـبـدو لهـا بـدر الدجـى ونـجـومـه
فــتــخــالهُ لمـيـاء فـي أخـدانـهـا
ولقـد رحـلنَ العـيـس يعسفنَ الدجى
وكـأنـهـا الأنـسـام فـي أرسـانـها
عــن كـل إنـسـان لهـيـتُ وبـعـض مـا
لاقـيـتُ يـلهـي العين عن إنسانها
لم يـبـق فـي جـسـمـي لروحـي حـاجة
لولا تــعــطُّفــهــا عـلى أوطـانـهـا
فـلبـسـت مـن جـسـدي سـوى أسـقـامـهُ
وعـدمـتُ مـن كـبـدي سـوى خـفـقانها
يـحـجـبـنَ فـالأقـمـار فـي هالاتها
ويـمـسـنَ فـالأغـصـان فـي كـثبانها
أنـا بـالثـلاثـة مـا حـيـيـت معذَّبٌ
بــرمــاحــهــم وقــدودهـنَّ وبـانـهـا
فالسُّمر دون السمر يثنيها الصّبا
والبـيـض دون اللحـظ مـن غزلانها
يــحــمــي بــرامـة كـلَّ شـيـءٍ مـثـلهُ
مــن كــل سـاجـي مـقـلة وَسْـنـانـهـا
وبــليَّتــي أخـتُ القـنـاة قـوامـهـا
كـقـوامـهـا ولحـاظـهـا كـسـنـانـهـا
فـالمـوت كـل المـوت دون وصـالهـا
والمـوت كـل المـوت فـي هـجـرانها
مــمــنـوعـة مـن أن تـرام بـشـبـهـا
فــي لونـهـا وقـوامـهـا وليـانـهـا
جـمـدتْ دمـوع العـاشـقـيـن بـنحرها
أو ذاب فـي الأجـفان سلك جمانها
شـــمـــسٌ تـــجـــلت والفــراق دجــنَّة
فـهـوت نـجـوم الدمـع مـن أجفانها
خـود تـجـلَّت فـي الجمال كأنما ال
دنـيـا تـجـلَّت فـي حـلا سـلطـانـهـا
ولحــاظ مــقـلتـهـا عـلى عـشَّاـقـهـا
كـسـيـوفـه تـسـطـو عـلى حـدثـانـهـا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة عج بالمطيّ فإن في أظعانها