البيت العربي

عَفا مُسحَلانُ مِن سُلَيمى فَحامِرُه
عدد ابيات القصيدة:28

عَـفـا مُـسـحَـلانُ مِـن سُـلَيـمـى فَـحـامِـرُه
تُــــمَــــشّــــي بِهِ ظِــــلمـــانُهُ وَجَـــآذِرُه
بِــمُــســتَــأسِــدِ القُــريـانِ حُـوٍّ نَـبـاتُهُ
فَــنَــوّارُهُ مــيــلٌ إِلى الشَــمـسِ زاهِـرُه
كَـــأَنَّ يَهـــوداً نَـــشَّرَت فـــيــهِ بَــزَّهــا
بُـروداً وَرَقـمـاً فـاتَـكَ البَـيـعَ تـاجِرُه
خَلا النُؤيَ بِالعَلياءِ لَم يَعفُهُ البِلى
إِذا لَم تَــأَوَّبــهُ الجَــنــوبَ تُــبـاكِـرُه
رَأَت رائِحــاً جَــونــاً فَــقـامَـت غَـريـرَةٌ
بِــمِــسـحـاتِهـا قَـبـلَ الظَـلامِ تُـبـادِرُه
فَـمـا فَـرَغَـت حَـتّـى أَتـى المـاءُ دونَها
وَسَــــدَّت نَــــواحـــيـــهِ وَرُفِّعـــَ دابِـــرُه
فَهَــل كُــنـتُ إِلّا نـائِيـاً إِذ دَعَـوتَـنـي
مُــنــادى عُــبَــيــدانَ المُـحَـلَّإِ بـاقِـرُه
بِــذي قَــرقَـرى إِذ شُهَّدُ النـاسِ حَـولَنـا
فَــأَســدَيـتَ مـا أَعـيـا بِـكَـفَّيـكَ نـائِرُه
فَـلَمّـا خَـشـيـتُ الهـونَ وَالعـيـرُ مُـمـسِكٌ
عَـلى رَغـمِهِ مـا أَثـبَـتَ الحَـبـلَ حـافِرُه
وَلَّيـــتُ لا آســـى عَـــلى نـــائِلِ اِمــرِئٍ
طَـــوى كَـــشــحَهُ عَــنّــي وَقَــلَّت أَواصِــرُه
وَأَكـرَمـتُ نَـفـسـي اليَـومَ مِن سوءِ طُعمَةٍ
وَيَـقـنى الحَياءَ المَرءُ وَالرُمحُ شاجِرُه
وَكُــنــتُ كَـذاتِ البَـعـلِ ذارَت بِـأَنـفِهـا
فَــمِـن ذاكَ تَـبـغـي غَـيـرَهُ أَو تُهـاجِـرُه
وَكَــلَّفــتَــنــي مَــجـدَ اِمـرِئٍ لَن تَـنـالَهُ
وَمــــا قَــــدَّمَــــت آبــــاؤُهُ وَمَـــآثِـــرُه
تَــوانَــيــتَ حَــتّـى كُـنـتَ مِـن غِـبِّ أَمـرِهِ
عَـلى مَـفـخَـرٍ إِن قُـمـتَ يَـومـاً تُـفـاخِرُه
فَـــدَع آلَ شَـــمّـــاسِ بـــنِ لَأيٍ فَــإِنَّهــُم
عَــلى مَــرقَــبٍ مــا حَــولَهُ هُــوَ قـاهِـرُه
وَفــاخِــر بِهِــم فــي آلِ سَــعــدٍ فَـإِنَّهـُم
مَـواليـكَ أَو كـاثِـر بِهِـم مَـن تُـكـاثِرُه
فَــإِنَّ الصَـفـا العـادِيَّ لَن تَـسـتَـطـيـعَهُ
فَــأَقــصِـر وَلَم يَـلحَـق مِـنَ الشَـرِّ آخِـرُه
أَتَـحـصُـرُ قَـومـاً أَن يَـجـودوا بِـمـالِهِـم
فَهَــلّا قَــتــيــلَ الهُــرمُـزانِ تُـحـاصِـرُه
فَـلا المـالُ إِن جـادوا بِهِ أَنـتَ مانِعٌ
وَلا العِـزُّ مِـن بُـنـيـانِهِـم أَنتَ عاقِرُه
وَلا هــادِمٌ بُــنــيــانَ مَــن شُــرِّفَــت لَهُ
قُـــرَيـــعُ بــنُ عَــوفٍ خَــلفُهُ وَأَكــابِــرُه
أَلَم أَكُ مِـسـكـيـنـاً إِلى اللَهِ مُـسـلِمـاً
عَــلى رَأسِهِ أَن يَــظــلِمَ النـاسَ زاجِـرُه
فَـــإِن تَـــكُ ذا عِـــزٍّ حَـــديــثٍ فَــإِنَّهــُم
ذَوُو إِرثِ مَــجــدٍ لَم تَــخُـنـهُـم زَوافِـرُه
وَإِن تَـــكُ ذا شـــاءٍ كَــثــيــرٍ فَــإِنَّهــُم
ذَوُو جــامِــلٍ لا يَهـدَأُ اللَيـلَ سـامِـرُه
وَإِن تَـــــكُ ذا قَـــــرمٍ أَزَبَّ فَــــإِنَّهــــُم
يُــلاقــى لَهُــم قَــرمٌ هِــجــانٌ أَبـاعِـرُه
لَهُـم سَـورَةٌ فـي المَـجدِ لَو تَرتَدي بِها
بَــراطــيــلُ جَــوّابٍ نَــبَــت وَمَــنــاقِــرُه
قَــرَوا جــارَكَ العَـيـمـانَ لَمّـا تَـرَكـتَهُ
وَقَــلَّصَ عَــن بَــردِ الشَــرابِ مَــشــافِــرُه
سَـنـامـاً وَمَـحضاً أَنبَتا اللَحمَ فَاِكتَسَت
عِــظـامُ اِمـرِئٍ مـا كـانَ يَـشـبَـعُ طـائِرُه
هُــمُ لاحَــمــونــي بَــعــدَ جَهــدٍ وَفـاقَـةٍ
كَـمـا لاحَـمَ العَـظـمَ الكَـسـيـرَ جَبائِرُه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الحُطَيئَة
شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. كان هجاءاً عنيفاً، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه. وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فأخرجه ونهاه عن هجاء الناس.